نحو إسلام الرسول

(252) 11/9/2014 (السنة النبوية حقيقة قرآنية: قبل ظهور الفرق والمذاهب)

يقول المستشار أحمد عبده ماهر في منشوره “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”:
“وكنت قد قرأت كتاب اسمه [السنة النبوية حقيقة قرءانية] للدكتور محمد مشتهري، وقد جمع فيه كل أوامر الله واعتبرها من السنن، باعتبار أن النبي كان خُلُقُهُ القرءان، بينما أنا أرى بأن هذا خلط بين السنة والواجب والفرض، بينما قرأت رؤية طيبة لسيدة اسمها [أم علاء كتانة] عندها وضوح طيب لمعنى ممارسة السنة النبوية”!!
أقول: إن المستشار أحمد عبده ماهر لم يقرأ هذا الكتاب أصلا، وأن ما كتبه كان بناءً على فهمه لعنوان الكتاب فقط، ودليل ذلك ما يلي:
1- عنوان المنشور نفسه (سنن الرسول المؤكدة بالقرءان) إن دل على شيء، فإنما يدل على أن المستشار أحمد عبده ماهر، يعيش حياته داخل (منظومة التراث الديني) لفرقة أهل السنة والجماعة، ومعجب بمصطلحات أئمتها (الذين يسبهم)، ومنها مصطلح (السنة المؤكدة)!!
إن المستشار أحمد ماهر، يريد أن يقول في هذا العنوان: إنه يعيش حياته داخل منظومة (التراث الديني)، يقوم بعملية تنقية (السنة النبوية المفتراة)، ويأخذ منها ما جاء القرآن يؤكده!!
هذا هو المنهج الفكري (التنويري) للمستشار أحمد عبده ماهر، منهج يقوم على (تنقية التراث الديني)، حتى لو كان الأمر متعلقا بـ (السنة النبوية)، التي لا مصدر لها (مطلقا) إلا كتاب الله تعالى!! وإن (السنة النبوية) في كتاب الله، ليس فيها سنة مؤكدة وسنة غير مؤكدة!!
إذن فما علاقة (التراث الديني)، بـ (السنة النبوية)، حتى تجعل عنوان منشورك “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”؟!! إن الله تعالى يقول مخاطبا المشركين:
“أَوَ لَمْ (يَكْفِهِمْ) أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ (الْكِتَابَ) يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”!!
إن المستشار أحمد عبده ماهر لا يكفيه أن يستخرج (السنة النبوية) من القرآن، كما فعل محمد مشتهري في كتابه (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، لأن منهجه في فهم (الإسلام)، هو أن يجلس وسط (التراث الديني)، ويأخذ منه ما جاء القرآن يؤكده، ثم يخرج على الناس وقد صنع من نفسه مفكرا وفليسوفا إسلاميا!!
لذلك لم يكن غريبا على المستشار، ألا يعجب بمنهج محمد مشتهري، في تأليف كتابه (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، فقال: “بينما (أنا أرى)، بأن هذا خلط بين السنة والواجب والفرض”!!
طبعا هو يقصد أني خلطت (أثناء تأليف الكتاب) بين (السنة) و(الواجب) و(الفرض)، وسأبين (بعد قليل) كيف أن قوله هذا لا أساس له من الصحة، بل وهو انحراف عن صراط الله المستقيم!!
2- قوله: “وقد جمع فيه كل (أوامر الله) واعتبرها من (السنن)”!!
المستشار أحمد عبده ماهر هنا يتحدث عن منهجي في تأليف الكتاب، ويدّعي أني جمعت في هذا الكتاب (كل أوامر الله) التي جاءت في القرآن، واعتبرتها من السنن!! وهذا الكلام غير صحيح شكلا وموضوعا!!
إن كتاب (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، الذي يتحدث عنه المستشار، هو الجزء الأول من موسوعة (السنة النبوية حقيقة قرآنية – قبل ظهور الفرق والمذاهب). وفي مقدمة هذا الكتاب ذكرت المنهج العلمي الذي سأتبعه في تأليفه، وقلت في الفقرة الأخيرة من (ص 5) من المقدمة:
“وسأكتفي في هذه الدراسة باستخلاص السنن من الآيات التي (ذُكر فيها رسول الله) (باسمه) أو (بضميره)، (ظاهرا) أو (مضمرا)، (مخاطبا) أو (متكلما) أو (غائبا)، حسب ترتيب سور القرآن في المصحف، علما بأن (القرآن كله) قد خوطب به رسول الله (وكان خلقه العظيم)”.
فمن أين جئت، أيها المستشار القانوني، بأني قد جمعت في كتابي، كل (أوامر الله) واعتبرتها من (السنن)”!! إن هذا الكتاب لا علاقة له بـ (أوامر الله في القرآن)، كما أنه لم يستوعب كل السنن المستخلصة من كتاب الله (حسب منهجي الذي ذكرته)، لأن هذا الكتاب هو الجزء الأول فقط، الذي قلت فيه تحت عنوان (خلاصة الدراسة):
“إنه وفق المنهج العلمي الذي قامت عليه هذه الدراسة في استخلاص السنن النبوية من القرآن الحكيم، (والذي أشرت إليه في المقدمة)، فقد بلغ عدد الآيات المستخلص منها هذه السنن (1790 آية تقريبا)، من مجموع آيات سور القرآن الحكيم، والبالغ عددها (6236 آية). أي أن ما أوردته في هذه الدراسة من سنن مستخلصة من آيات الذكر الحكيم (هو فقط 29% تقريبا) من مجموع هذه الآيات”.
3- قوله: “بينما أنا أرى بأن هذا خلط بين (السنة) و(الواجب) و(الفرض)”!!
المستشار أحمد عبده ماهر، كما ذكرت سابقا، يتعامل مع (السنة النبوية)، التي (لا مصدر لها إلا القرآن)، وهو جالس داخل منظومة (التراث الديني)، ثم يجعلها حاكمة على هذا القرآن، تماما كما فعل أئمة السلف، وفقهاء المذاهب، هؤلاء الذين يسبهم ليل نهار!!!
إن المستشار أحمد ماهر لم يفرق بين (السنة النبوية) التي جاء بها القرآن، والتي (لا مصدر لها غيره)، وبين (السنة النبوية المفتراة)، وما حملته من مذاهب أئمة الفقه المختلفة، ويعيش بداخلها، ويستخدم مصطلحاتها، ومنها هذه المصطلحات الفقهية: (السنة) و(الواجب) و(الفرض)!! ثم يقول: إن محمد مشتهري، في تأليف كتابه، خلط بين هذه المصطلحات!!
شيء غريب، وعجيب، ومستفز!! ما علاقة منهج محمد مشتهري، الذي بيّنه في كتابه (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، بهذه المصطلحات الفقهية (المفتراة)، التي لا علاقة لها بشريعة الله تعالى القرآنية؟!!
إنها حقا (أزمة فكرية)، يعيشها المستشار أحمد عبده ماهر (وقد لا يشعر بها)، لذلك سأعرض عليه حوارا (بالصوت والصورة)، يتعلق بهذه الأزمة، لعله (ينتبه)، ويُسرع بعلاج هذه (الأزمة الفكرية)، قبل فوات الأوان!!

وللموضوع بقية ….

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى