تدبروا جيدا، ورود كلمة (شَيْئاً)، في سياق الآيات التي جاءت تنهى عن (الشرك)، بهذه الصيغ المختلفة: “وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً” – “وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً” – “أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً” – “لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً” – “لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً”!!
إن قوله تعالى: (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، جاء في سياق آية سورة آل عمران، حيث يقول الله تعالى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ)، (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، (وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا (اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)”.
فهل لم يكن قوله تعالى (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ) كافيا في بيان معنى (الشرك)؟! فلماذا جاء يؤكد ذلك بنهي آخر (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، ثم بنهي ثالث (وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)؟!
إن النهي في قوله تعالى (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ) يتعلق بمنظومة العبودية، وحتى لا يُفهم أن معنى (الشرك) محصور في (شرك العبادة)، عقب بقوله (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، ليشمل كل (شيء) ينص عليه الله تعالى (بوجه عام)، كقوله تعالى: “وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ” – “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!!
وبناء عليه، فإن أتباع الفرق، التي ترفع راية (الإسلام)، إن ماتوا على حالهم هذا ماتوا (مشركين)، سيدخلون جهنم خالدين فيها، فالله تعالى القائل: “وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ”، فجهنم (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)، من دخلها فلن يخرج منها (مطلقا)، قولا واحدا!!!
وإن هذه الآية ليس لها أي (تأويل) غير ما ذكرت، ولا (مخرج لها)، إلا أن تعيش في وهم (السنة النبوية المفتراة) وتصبح (سلفيا)، تؤمن بأن من قال لا إله إلا الله (ولو مرة واحدة في حياته)، دخل الجنة (بعد أن يقضي فترة عذابه في جهنم)، وإن أشرك بالله، وفعل كل الكبائر، ومات على ذلك!!
وإن المتدبر لآيات الذكر الحكيم، يعلم أن (من دخل جهنم فلن يخرج منها مطلقا)!!
إذن فقضية (الشرك بالله) يجب أن تكون هي الشغل الشاغل لجميع المفكرين (المسلمين) وأصحاب المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي!!
ولكن المأساة الكبرى، أن معظم هؤلاء المفكرين، هم أتباع فرقة من الفرق، وهم يعلنون ذلك، ولكن كل ما يقلقهم (في فرقتهم) أن تراثها الديني يحتاج إلى (تنقية)، وأن المناهج الدينية تحتاج إلى (إصلاح وتطوير) ..، هذه هي مشكلتهم التي تشهد عليها، مواقعهم الإلكترونية، وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، واذهبوا إليهم لتتأكدوا بأنفسكم!!
إن (المفكرين) من فرقة أهل السنة (على سبيل المثال) متمسكون (بسنيتهم)، مع بعض الإصلاحات والتطوير في تراثها الديني!! إذن فهم من أتباع فرقة أهل السنة والجماعة، إذن فهم:
“مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!! إذن فهم (مشركون)!!
لذلك أرجو بعد قراءة هذا المنشور، الدخول على صفحاتهم، للتأكد من هذه المعلومة، والوقوف على هوية هذه الصفحات، ومحتواها، وما هو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، غير هدم التراث الديني، وإصلاح وتطوير المناهج الدينية لـ (فرقة أهل السنة والجماعة)!!
إننا عندما نهدم (التراث الديني) الذي قام عليه (إسلام) معظم المسلمين، دون أن نقدم لهم البديل (أي البيت الجديد الذي سيعيشون فيه)، نصبح في هذه الحالة من (المفسدبن في الأرض)، والله تعالى يقول: “وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”
إن أتباع هذه الفرق، لو تركوا دينهم (أي تراثهم الديني)، فإنهم سيعيشون بلا مأوى (بلا دين)، حتى نأتيهم بالبيت الجديد (أي بالدين الحق) الذي سيعيشون في ظلاله، فأين هو هذا (الدين الحق)؟!
كان يجب أن يكون الشغل الشاغل لمن يدّعون (الإسلام)، هو السعي نحو إقامة (دين الله الحق) بين الناس، لا عمل لهم (دعوي) أو (فكري) غير هذا العمل…، وعلاقتنا بالتاريخ لا تتعدى أخذ العبر!!
وإياك أن تقول (الدين الحق) هو (القرآن وكفى)!! لأن (القرآن وكفى) شعار، يحتاج إلى أمة من الناس يقومون بتفعيله على أرض الواقع، وليس خطبا منبرية!!
انظروا إلى ساحة (المفكرين الإسلاميين)، ومواقعهم الإلكترونية، وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وأنتم تتأكدون، أن هؤلاء سيظلون يخطبون على منابرهم الفضائية، والمعجبون بالمئات، ينتقدون تراث فرقتهم الديني، وسيموتون، ويتركون أتباعهم، بلا مأوى (بلا دين)!!
كتب (المستشار أحمد عبده ماهر) ظهر اليوم (10/9/2014م) منشورا بعنوان “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”، ولولا أنه ذكر اسمي في هذا الموضوع، الذي يتعلق بصلب مشروعي الفكري، ما شغلت نفسي به، خاصة بعد أن تطاول على (العلم وأهله)، عندما قام بالتعليق على منشور “السرقة الفكرية [1]”، الذي كتبته في 27/8/2014م، والغريب أني لم أذكر اسمه في هذا المنشور مطلقا، لا من قريب ولا من بعيد!!
إنني عندما أنتقد شخصا على هذه الصفحة، فهذا لا علاقة له بما يقوله (السطحيون) (الجاهلون) بشخصنة الموضوعات، هؤلاء الذين أصابهم (الهذيان)، عندما وضعت الجزء الأخير من منشور “لماذا القرآن، والقرآن وكفى [5]”، ونشرت الوثائق والمستندات الدالة على أن محمد مشتهري هو المؤلف الحقيق لكتاب (القرآن وكفى)!!
وعندما أنتقد (المستشار أحمد عبده ماهر)، فذلك لأنه أثبت في تعليقه المشار إليه أنه يدافع عن (السُرّاق)، ويقول: إن (سرقة الأفكار) حق لكل مواطن!! والغريب أنه مستشار قانوني!!
إن (المستشار أحمد عبده ماهر) لا يستطيع أن يكتب فقرة واحدة من إبداعه هو، فكل ما يكتبه على صفحته، من الأفكار (المسروقة)، وعندي فريق عمل يتابع كل منشورات وحوارات هؤلاء النجوم (الفضائية وغير الفضائية)، ولو أردت أن أكشف عن هذه الحقيقة، استنادا إلى ما أملك من مستندات (صوت وصورة)، لفعلت… ولكني على يقين، أنني لو فعلت…، لفُتن الكثير من أتباعه (بل وغيرهم)، ولتركوا هذا الدين أصلا، كما حدث لبعض أتباع د/ أحمد صبحي منصور، بعد أن كشفت حقيقة كتاب (القرآن وكفى)، بعد ربع قرن من الصبر، ولكن … (يظهر إن للصبر حدودا)!!
لذلك سأكتفي يضرب مثال واحد فقط، يتعلق بالموضوع الذي ذكر اسمي فيه، وهو “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”!!
وللموضوع بقية ….