إنني ما كتبت عن (السرقة الفكرية)، في المنشورات السابقة، إلا دفاعا عن شرف مهنة التأليف، وعن حقوق الملكية الفكرية، التي هي من سمات المجتمعات المتحضرة!! أما المجتمعات (المتخلفة)، ففيها من يحملون المؤهلات العليا، وما فوق العليا، ثم تراهم يتطاولون على (العلماء)، ويدافعون عن (السُرّاق)، والمصيبة أن فيهم مستشارين قانونيين!!
إنني عندما كتبت عن (السرقة الفكرية)، يستحيل أن يكون قصدي هو (شخصنة) المواضيع، أو (التجريح)… إلى آخر هذه التعليقات، التي تأتيني من الذين لا يعلمون الفرق بين آليات عمل القلب (التجميعية)، التي لا تجد لها فاعلية إلا بين أفراد الشعوب المتخلفة، وآليات عمل القلب (التحليلية) التي تتميز بها الشعوب المتحضرة!!
إن آلية التعقل (التجميعية) تتسرع دائما في إصدار الأحكام، أما آلية التعقل (التحليلية) فتصبر حتى نهاية الموضوع، ثم تحلل ما جاء به، وتعلق…، ليس بكلام مرسل، وإنما بالأدلة والبراهين العلمية!!
إن القضية ليست في أن المفكرين القرآنيين المستنيرين، أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة..، مصابيح هدى للناس، ولا في أنهم يجاهدون من أجل رفع راية الحق…، لا ليست هذه القضية مطلقا، إلا فقط عند (السطحيين)، فقد صنعت مئات المواقع الدينية، وآلاف الكتب، من (الجاهلين) مفكرين إسلاميين، وقرآنيين مستنيرين، وأصبح لهم صوت يُسمع، وهم لا يعلمون عن تدبر القرآن شيئا!!
إن القضية، في أن (نجوم) الفكر القرآني المستنير (كما يدّعون)، متفقون جميعا على الأصول، التي نشرها محمد مشتهري بين الناس، منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، ومختلفون في استنباط (الأحكام القرآنية) اختلافا كبيرا، لغياب المنهج، الذي يحمل أدوات فهم القرآن، المستنبطة من ذات النص القرآني، والذي حملها مشروع محمد مشتهري منذ ما يزيد عن قرن من الزمان!!
فكيف نعتبر هؤلاء (النجوم) منارات للهدى، وقد أصبحوا أشد خطرا على الإسلام من (السلفيين) الذين يحاربونهم؟! (هذه هي حقيقة مشكلتي مع هؤلاء)… (إنهم أشد خطرا على الإسلام من السلفيين)!!
انظروا إلى هذا النجم الجديد (الشيخ محمد عبد الله نصر)، الملقب بخطيب التحرير، كيف سطع نجمه؟! لأنه وصف (صحيح البخاري) على إحدى الفضائيات بأنه (مسخرة)!! واليوم (8/9/2014م) ترى على صفحته مئات المعجبين، ومئات المشاركات…، ومنها أنه أخذ صورة فتوى الأزهر، التي نشرتها في (3/9/ 2014م)، وحدها، دون الفقرة الملحقة بها، فهل هذه من الأمانة العلمية في شيء؟! وهذه هي الفقرة الملحقة بها:
“أصل الفتوى التي أصدرتها لجنة الفتوى بالأزهر (بناء على طلبي)، وما قدمته لها من (دراسة، وحيثيات)، (جعلتها تصل في النهاية إلى إصدارها)!! ولا يملك (أصل) هذه الفتوى في العالم أجمع إلا محمد مشتهري، ومعذرة على سوء الخط لأنها مكتوبة بالآلة الكاتبة الحكومية (بتاعة زمان)!!
والآن إليكم ما وعدتكم به في المنشور السابق:
رابط كتاب (لماذا القرآن):
https://www.islamalrasoul.com/…/2014969165380611.compressed.…
رابط كتاب (القرآن الكريم وكفي مصدرا للتشريع):
https://www.islamalrasoul.com/…/20149744910684%D8%A7%D9%84%D…
والمطلوب من حضراتكم هو معرفة مدى التطابق بين الكتابين!! مع ملاحظة، أنكم عندما تطابقون الكتابين (كلمة كلمة)، ستجدون أن كلمة (اليهود) بالذات، والموجودة في كتاب (لماذا القرآن) محذوفة من كتاب (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، المنشور على موقع د/ أحمد صبحي منصور!! هل تعلمون لماذا؟! سأترك لكم الإجابة على هذا السؤال!!
* كلمة الفصل:
لقد قلت في المنشور (لماذا القرآن، والقرآن وكفى 1):
“كانت لي في (الثمانينيات)، محاضرة أسبوعية، أعرض فيها مشروعي الفكري على نخبة من المفكرين والكتاب، وكان يحضرها د/ أحمد صبحي منصور، وأ/ جمال البنا، والمهندس فتحي عبد السلام مبارك، واللواء محمد شبل، والحاج أحمد قنديل، ود/ عبد القادر سيد أحمد، وأ/ عبد الفتاح عساكر…، وآخرون، ومعظمهم أحياء (باستثناء أ/ جمال البنا) يستطيعون الإدلاء اليوم بشهاداتهم…”!!
واليوم، أضيف إلى ما سبق ما يلي:
ومما يشهد به هؤلاء (الأحياء)، أن الدراسات والبحوث الخاصة بي، كنت أقوم بتوزيعها عليهم (مجانا)، (للإطلاع عليها)، و(دراستها)، لمناقشتها في المحاضرات التالية!! ومن بين هذه الدراسات دراسة بعنوان (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)!!
وكنت في هذه الفترة (النصف الأول من الثمانينيات) مهتما بنقد (صحيح البخاري)، حيث استخرجت منه (300) رواية تسيء إلى الله تعالى ورسوله، وقد ذكرت ذلك في منشور “السرقة الفكرية [2]”.
وكنت دائما أحمل معي (صور طبق الأصل) من صفحات (صحيح البخاري)، التي فيها الإشكالات، وأضع تحت الإشكال خطا!! وبعض هذه الصور، أرفقتها بدراسة (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، الذي استلم نسخة منه د/ أحمد صبحي منصور، مع من كانوا يحضرون محاضراتي، وهم يشهدون بذلك!!
إن هذه الدراسة (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، هي صورة طبق الأصل من كتاب (لماذا القرآن)، وتختلف عن كتاب (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، المنشور على موقع د/ أحمد صبحي، في أن هذا الكتاب قد حذفت منه صور صفحات (صحيح البخاري)، وفتوى الأزهر، مع اعتراف د/ أحمد صبحي، أن (لماذا القرآن) هو نفسه (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، شيء غريب وعجيب عملية (القص واللصق) هذه!!
لقد كنت أطبع الدراسات والبحوث، التي كنت أقوم بتوزيعها على الحضور، ومنها (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، على هيئة (المذكرات المدرسية)، وهي مازالت موجودة إلى يومنا هذا مع بعض الأخوة، ومنهم (الحاج أحمد قنديل)، الذي حضر إلى مكتبي، بعد متابعته لهذه المنشورات، ومعه هذه (المذكرة)، وقمت بتصوير الصفحات الأولى منها، وسأرفقها بعد الانتهاء من هذا المنشور!!
* القاصمة:
كنت قد طلبت من والدي، الشيخ عبد اللطيف مشتهري، أن يكتب مقدمة لهذه الدراسة (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، استعدادا لنشرها في كتاب، وفعلا كتب هذه المقدمة في (28/10/1985م)، ولكنه أخذ مني العهد، ألا أنشر هذا الكتاب، إلا بعد وفاته (توفي 29/8/1995م)!! وبعد وفاته، كنت قد تبرأت من كل مؤلفاتي التي كانت تنتقد المصدر الثاني للتشريع (بكل فروعه)، فلم أنشره، ولذلك لم أهتم بما فعله د/ أحمد صبحي بالدراسات التي جمعها أثناء فترة حضوره محاضراتي، والتي مضى عليها ربع قرن من الزمن تقريبا!!
وهذا هو نص هذه المقدمة:
“القرآن وكفى مصدراً للتشريع”
“قرأت هذا البحث الذي لم تزد صفحاته عن سبع وأربعين صفحة حول موضوع: “القرآن وكفى، مصدراً للتشريع”، فأعجبت به غاية الإعجاب، لقوة حججه، وإشراق براهينه، وبساطة ألفاظه، وحسن ترتيبه، حتى أنني انتهيت منه في جلستين فحسب، وبخاصة بحث “حول الأحاديث كمصدر تشريع” فقد أجاد وأفاد.
ورجائي ألا يتسرع إخواننا العلماء لتكذيب هذا البحث جملة قبل أن يقرأوه مرة ومرة، وأن يتجنبوا اتباع العاطفة، والموروثات، ويكون ردهم ردا علميا هادئا كنفس البحث، لنستطيع والجماهير أن نقف على الصواب والصحيح!!
وليس من العقل السليم أن تزعجنا الغيرة المصطنعة على (الحديث) أو (السنة) فنرمي صاحب البحث بالكفر أو الزندقة، أو نتهمه بأنه مأجور، أو يعمل لحساب دولة أجنبية أو تابع لمارق!! فما بهذا الأسلوب تبحث القضايا أو نستبين الأمور ولكن الحق أن يرد على كل كلمة قيلت فيه بالرد العلمي المجرد …..
والله يهدينا إلى سواء السبيل
عبداللطيف مشتهري إبراهيم
الوكيل العام للدعوة الإسلامية بالأزهر
والرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصر
التوقيع ….. 14/2/1406هـ ….
(ومرفق صورة منها).
وطبعا، سيخرج علينا من يشككون في هذا الخطاب، وفي هذا التوقيع، خاصة وأن هذا الخطاب، الذي كتب عام (1985م) هو البرهان الساطع، والحجة الدامغة، في إثبات نسبة “القرآن وكفى مصدراً للتشريع” إلى محمد السعيد مشتهري!!
فأقول لهؤلاء: إن الشيخ عبد اللطيف مشتهري كان يشغل منصبا رفيعا في مؤسسة الأزهر، وكان إماما لأهل السنة، ورئيسا عاما للجمعيات الشرعية، وتوقيعه موجود على مئات المستندات لدى هذه الجهات، ولدينا عشرات منها، وأولاده كلهم على قيد الحياة، فيستحيل أن يخرج ابنه (محمد مشتهري)، على شبكات التواصل الاجتماعي بخطاب مزور ينسبه إلى أبيه!!
أفلا تعقلون …. أفلا تتفكرون …. أفلا تتدبرون ….