نحو إسلام الرسول

(242) 3/9/2014 (لماذا القرآن ، والقرآن وكفي – 2)

ثالثا: لم يكن د/ أحمد صبحي في هذا الوقت مهتما بقضية (حجية الأحاديث)، والبراهين القرآنية الدالة على اقتلاعها من جذورها، وذلك لأنه كان مهتما بالدراسات الخاصة بتخصصه في محاربة (التصوف) و(الوهابية) و(شيوخ الأزهر)، وسيتضح لنا ذلك عند الحديث عن قصة القرآن وكفى!!
لقد كان د/ أحمد صبحي يحضر محاضراتي مستمعا، وكنت بعد كل محاضرة أفتح باب المناقشة، حول ما طرحته على الحضور من موضوعات، وخلال هذه المناقشات سطع نجم (د/ أحمد صبحي)، باعتباره رجلا أزهريا، يجيد الوعظ، وفي نفس الوقت سطع نجم (المهندس فتحي عبد السلام مبارك)، فقد كان قطبا من أقطاب جماعة التكفير والهجرة، ثم تركهم!!
لذلك كان من (الأمانة العلمية)، أن يذكر د/ أحمد صبحي شيئا عن مشوار محمد مشتهري معه، عندما كتب سيرته الفكرية في “رحيق العمر”، عام (2007م)، وذلك حسب ما تعلمناه في أصول ومنهج (البحث العلمي)، خاصة وأن د/ أحمد صبحي كان لا يفارقني في أي لقاء أعرض فيه مشروعي الفكري!!
وعندما بدأ د/ أحمد نشاطه في مركز ابن خلدون، كان محمد مشتهري هو الذي يصحبه بسيارته (مع بعض الأخوة) إلى هناك، وينتظره حتى ينتهي من محاضرته، ليعود به إلى منزله، وهذا ليس كلاما مرسلا، وإنما كل الذين ذكرت أسماءهم، (وهم أحياء) ممن كانوا يحضرون محاضرتي الأسبوعية، يعلمون ذلك يقينا، وعلى استعداد أن يدلوا بشهاداتهم فورا، فهذه حقائق وليست أوهام من صنع الخيال!!
وهناك مشهد يجب أن أذكره في هذا السياق:
لقد كان الحضور (في رواق ابن خلدون) يلاحظون دائما أني أجلس على المنصة بجوار د/ أحمد صبحي، وتنتهي الأمسية ولا أتحدث، فكانوا يستعجبون من هذا الموقف المتكرر، الذي لا يجدون له مبرر (طيب لما انت مش حتتكلم قاعد فوق على المنصة ليه؟!!)، ونفس السؤال كان يدور في ذهن د/ سعد الدين إبراهيم!!
والحقيقة أني كنت أذهب مع د/ أحمد صبحي فقط للوقوف بجواره في محنته مع الأزهر، أي تدعيما له، وهو الذي كان يُصر أن أجلس بجواره على المنصة!! وهذا يعلمه جيدا معظم الذين ذكرتهم سابقا!!
ومما يؤكد تقدير د/ أحمد صبحي لمكانة محمد مشتهري (ومقامه العلمي)، خاصة في فترة ما بعد فصله من الأزهر، ووقوفي بجانبه…، هو ما ذكره الصحفي أ/ سليم عزوز على موقع الدكتور أحمد صبحي (أهل القرآن) تحت عنوان (حكايتي مع مزدري الأديان)، حيث قال:
“وكان معنا عالم آخر هو الدكتور محمد سعيد مشتهري ابن إمام أهل السنة الشيخ عبد اللطيف مشتهري، الذي كان مع صبحي منصور علي الخط، لكنه كان يتقدم خطوة ويتأخر أخري (احتراما لموقع والده الديني)، تناولنا إفطارنا، فقد كانا صائمين أيضا، وصلينا المغرب جماعة (وأمّنا الدكتور مشتهري)، الذي كان ضمن ثلة من أساتذة الجامعات المعارضين الذين فصلهم الرئيس السادات في أواخر أيامه”!! انتهى
ومن التقاليد المعروفة بين العلماء، أنه في حالة الصلاة في بيت أحدهم، يتقدم للإمامة الأكثر علما، إلا إذا كان هو صاحب الدار!! إذن فتقديم د/ أحمد صبحي لمحمد مشتهري لإمامة الصلاة، لا تعني إلا الاعتراف بمقامه العلمي!!
وهذا هو رابط مقال الأستاذ الصحفي سليم عزوز (ومرفق صورة منه).
https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php…
فهل لم تكن هذه الصحبة الفكرية والإنسانية (من محمد مشتهري لأحمد صبحي منصور)، لم تكن بشيء، حتى لا يشير إليها د/ أحمد صبحي في مسيرة حياته الفكرية عند كتابة “رحيق العمر”، ولا حتى في أي مؤلف من مؤلفاته، أو مقال من مقالاته؟!!
رابعا: من أجل ذلك، عندما سُئل أ/ جمال البنا عن من هم شيوخ القرآنيين في مصر أجاب قائلا: “فالقرآنيون في القاهرة كان البارز فيهم الدكتور صبحي منصور والدكتور مشتهري (ابن الشيخ مشتهري الذي كان رئيسا للجمعية الشرعية) وكل واحد منهم آوى إلى الظل، بعد فترة من النشاط”!!
وهنا توضيح لقول أ/ جمال النبا: “وكل واحد منهم آوى إلى الظل، بعد فترة من النشاط”!!
فالدكتور أحمد صبحي هاجر إلى أمريكا بمساعدة د/ سعد الدين إبراهيم!! أما أنا، فحتى وفاة والدي (ت29/8/1995)، لم يخرج نشاطي الدعوي عن حدود المحاضرة الإسبوعية وبعض اللقاءات في أماكن أخرى، فقد كان بيني وبين والدي عهد، ألا أوسع نشاطي الدعوي، بعد الحرب الإعلامية التي شنها شيوخ الأزهر والسلفيون عليّ وعليه في منتصف الثمانينيات، وقد سبق لي أن تحدثت عن هذا الموضوع في منشور سابق!!
وهذا هو رابط تصريح أ/ جمال البنا على شفاف الشرق الأوسط في (11/3/2005م):
https://www.metransparent.com/…/gamal_al_banna_vs_zayyani_qu…
ويؤكد قولي (فقد كان بيني وبين والدي عهد) ما قاله أ/ سليم عزوز عني: (كان يتقدم خطوة ويتأخر أخري احتراما لموقع والده الديني)!! وفعلا، لقد كان لهذا التصرف الحكيم أثره في تحول بوصلة والدي الإيمانية نحو مشروعي الفكري، في الخمس سنوات الأخيرة، قبل وفاته، وهو الإمام لأهل السنة!!
ثم نشر الأستاذ جمال البنا مقالا في المصري اليوم بتاريخ (4/6/2007) قال فيه (أني من أبرز القرآنيين)، ولقد طلبت من الجريدة تصحيح هذا الخبر، وفعلا صححت الجريدة الخبر، حيث قالت:
“نفي الدكتور محمد السعيد مشتهري صحة ما ذكره الكاتب الإسلامي جمال البنا، ونشرته «المصري اليوم» يوم الاثنين الماضي بأنه كان من أبرز القرآنيين الذين ظهروا في النصف الأخير من القرن العشرين، مع الدكتور أحمد صبحي منصور والدكتور إسماعيل منصور، في أعقاب القبض علي عدد من القرآنيين والتحقيق معهم”، وقال مشتهري (إنه لم يكن في يوم من الأيام من القرآنيين)”!! وهذا هو رابط هذا الخبر:
https://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=64029
وأبدأ حديثي عن قصة كتاب (القرآن وكفى) بمقال للأستاذ الكاتب إبراهيم عوض، ذكر فيه وجهة نظره بالنسبة لهذا الكتاب، وذلك على هذا الرابط:
“قاصمة الظهر، وواصمة الدهر”، مع كتاب “القرآن وكفى”، لأحمد صبحى منصور، بقلم: “إبراهيم عوض”، تاريخ النشر (2005-8-2)!!
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/26069.html

وللموضوع بقية…..

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى