يقول الأستاذ بدوي طبانة، في كتابه “السرقات الأدبية”: إن السرقة الأدبية، (جريمة أخلاقية)، لا تقل عن جريمة سرقة الأموال العينية. و”السرقة الفكرية” هي: (اغتصاب) الإنتاج الفكري، ونشره (دون الإشارة إلى مصدره) الأصلي!! وفي الدول المتقدمة يعاقب عليها القانون، وقد يُمنع مقترفوها من الكتابة والنشر مدى الحياة!!
إننا عندما نريد أن نُقيم رسالة علمية، للحصول على درجة “الماجستير”، نقيمها على أساس كمية المراجع العلمية التي اطلع عليها الطالب، ثم مدى أمانته العلمية في نقل المعلومات ونسبتها إلى أصحابها، ثم ما توصل إليه بعد ذلك من نتائج، وقد نجده يعرض نتائجه في (صفحة واحدة)، ومع ذلك يحصل على درجة الماجستير، بتقدير ممتاز، مع مرتبة الشرف الأولى!!
وبدون اجتياز (طالب العلم) هذه الدرجة العلمية (الماجستير)، التي تبيّن مدى قدرته على (التجميع) و(التأليف) بين المعلومات (المنقولة) عن (الغير)، والخروج بنتيجة تحقق الهدف من دراسته..، بدون اجتيازه هذه المرحلة، لن يُسمح له بالانتقال إلى المرحلة العلمية الأعلى، وهي درجة “الدكتوراة”، لأنها تحتاج بالإضافة إلى ما سبق إلى اختبار قدرته على (الإبداع)، والإتيان بجديد، لم يسبقه إليه أحد في تخصصه!!
فأنا عندما أتحدث عن (العلم)، وأقول: إن (الإسلام = العلم)، وإن (الإسلام) لا يعرف (الجهل)، بل يأمر المسلمين بالإعراض عن (الجاهلين)، أقول هذا لأني منذ أن كنت (سلفيا)، ومرورا برحلتي من الإيمان الوراثي إلى الإيمان العلمي، وحتى الانتهاء من صياغة مشروعي الفكري في أوائل الثمانينيات، لم أترك محراب العلم لحظة واحدة، ومازلت أطالب أصدقاء الصفحة، الالتزام بالمنهج العلمي في التفكير والبحث، وأعرض عن (الجاهلين) اللذين يتطالون على العلم وأهله!!
أقول هذا ليعلم (الغلمان)، أتباع من (تتلمذوا) على مشروعي الفكري، ثم انحرفوا عنه، واتبعوا أهواءهم، وحرفوا القرآن بقراءات شاذة لأحكامه المحكمة، ليعلموا أن هؤلاء (التلاميذ) الذين اتبعوهم، قد أخذوا من مشروعي الفكري فقط (المفهوم العام)، الذي يدعو إلى الاكتفاء بالقرآن، وتركوا منهجي وأدواتي، والقواعد التي أقمت عليها هذا المشروع، لأنها لن تخدم قراءاتهم الشاذة لأحكام القرآن، وخرجوا للناس بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان!!
أقول هذا ليعلم (الغلمان)، الذين يتطاولون على (العلم) وأهله، أنني وإلى وقت قريب، استدعى إلى الجهات الأمنية، لسؤالي عن هذه القراءات الشاذة للقرآن، التي ينشرها هؤلاء (المحسوبون) عليّ وعلى مشروعي الفكري، ظنا منهم أني مازلت شيخهم!! ومهما أظهرت لهم من أدلة تثبت أني قد تبرأت منهم ومن أفكارهم الشاذة، ظلوا إلى يومنا هذا يحتفظون بملف لي بعنوان: (شيخ القرآنيين – محمد مشتهري)!!
ومن أدلة دفع هذه النسبة عني: ما ذكره الأستاذ جمال البنا في صحيفة “المصري اليوم” من أني شيخ القرآنيين، فقد كان يحضر الدرس الأسبوعي الذي كنت أعقده في مكتبي، والذي كان يحضره الدكتور أحمد صبحي منصور، فأرسلت له رسالة أطلب منه تصحيح هذه المعلومة، فجاء رده في الصحيفة كما يلي:
“صديقي الكاتب الإسلامي المحقق الدكتور محمد المشتهري عاتب علي، لأنني أدرجته في «القرآنيين» وكتب إلي أن القرآنيين لهم آراء أخري، خلاف إنكارهم السنة هو براء منها، الحق أنني لم أكن أعرف هذه الجزئية، وبالتالي فلا يكون منهم، معذرة يا صديقي”.
ثم نشرت جريدة “المصري اليوم”، في عددها [13/6/2007]، تكذيبا لهذه المعلومة التي ذكرها أ/ جمال البنا، فقالت على هذا الرابط:
https://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=64029
ثم نشرت مقالا في صحيفة الدستور (في19-7-2007) بعنوان (القرآنيون وأزمة الفكر الديني)، يوضح موقفي من هؤلاء (التلاميذ)، (المحسوبين) عليّ، وعلى مشروعي الفكري، على الرابط التالي:
https://www.feqhelquran.com/arabic/details.aspx?id=9&aID=436
أقول هذا ليعلم الذين ينصحونني بألا (أشخصن) المواضيع، وألا أدخل في معارك جانبية، أنهم لا يعلمون شيئا عن هذه العبارات التي يستخدمونها!! لا يعلمون الفرق بين (الشخصنة)، والدخول في معارك جانبية، التي يتبعها (المفلسون)، للهروب من المواجهة العلمية..، وبين إظهار (الحقائق التاريخية) التي تزيد من (قدر العلماء) عند العقلاء، أهل البصيرة!!
أقول هذا ليعلم الذين ينصحونني بألا (أشخصن) المواضيع، وألا أدخل في معارك جانبية، أنهم لا يعلمون أن (الإسلام = العلم)، وأن (العلم) له أهله، وإذا ضاع (العلم) بين الناس تخلفوا وأصبحوا في ذيل الحضارة!!
أقول هذا ليعلموا أن “سرقة الأفكار” جريمة أخلاقية، لا تقل عن جريمة سرقة الأموال العينية!! وأن “محمد السعيد مشتهري” سُرق مشروعه الفكري كله، واستخدم هؤلاء (التلاميذ – السارقون) مصطلحات مشروعه في غير محلها، و(اغتصبوا) أفكاره، وأصبحوا نجوما يوظفهم الإعلام لخدمة أهداف سياسية…، وأنا أراقب المشهد متفرجا صابرا…، لعلهم يتوبون ويسندون الحق لأهله، والباطل إليهم..، ولكنهم لم يفعلوا!!
فهل عندما أتنازل عن موقفي العلمي، وأكشف عن حقيقة هؤلاء، الذين لم يحصلوا على أية درجة علمية، تسمح لي (نفسيا) بمناقشتهم على أساسها، هل أكون قد (شخصنت) الموضوع، ودخلت في معارك جانبية؟!
هل عندما أفضح من سرقوا مشروعي الفكري، وهم يقولون: (كم من تلميذ سبق شيخه)، ودلسوا على الناس، وعلى مئات المعجبين بهم، ولم يقولوا لهم على صفحات التواصل الاجتماعي: من هو (التلميذ) ومن هو (شيخه)…، هل أكون قد (شخصنت) الموضوع، ودخلت في معارك جانبية؟!
وللموضوع بقية….
https://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=64029