(السلام عليك أخى الفاضل محمد مشتهري: أنا دائما أرسل المواضيع التى يضعها اصدقائي (متدبري كتاب الله) إلى أصدقائي من (فرقة السُنة)، و قد أرسلت لهم موضوعك التالى عن السلف، وقد جائني رد من أخ لصديق عزيز يقف على الحياد من الأمر، و في رد الأخ (إنتقاد مهذب) لوجهة نظر حضرتك، فهل تحب أن أرسل لك نقده، ويمكنك طبعا الرد على وجهة نظره، دمت بخير، ومرفق الموضوع الخاص بحضرتك الذي انتقده الأخ أنس)!!
ثم ذكر الأستاذ مختار الموضوع الذي أرسله إلى (الأخ أنس) ليعلق عليه، وهو الجزء الثالث من الحوار الذي دار بيني وبين جريدة التحرير، والمنشور على الصفحة في (23-8-2014)، واستأذني أن يرسل رد (الأخ أنس) على الإميل الخاص بي، فأرسلت له الإميل.
وعلى الفور أرسل لي الأستاذ مختار رد (الأخ أنس) وهو ما يلي:
“مرفق رد تفصيلي موسع (باهر يعري) ما التبس واستشكل على فهم (المدعو) الدكتور مشتهري ويوضح كاتبه – جزاه الله خيرا وكثر الله من أمثاله – كيف أن اتهام د. مشتهري للعلماء اصحاب الاختصاص، والتخصص بأنهم “مفلسون علميا وفكريا وعقليا” صفة مردوة عليه. وأرى من جانبي أن (أي مسلم) ذو ثقافة عامة في أصول (منطق التفكير العلمي) سيتضح له من خلال قراءة المقابلة الصحفية ادناه (وجود خلل) فيما يتقوله د. مشتهري، يصرف النظر عن كونه كلامه عاما يطلق من خلاله الأحكام (من غير دليل) . ومن جملة الامور المستغربة قوله:
أولا – يقول “…….إنها مصيبة كبرى، أن يصنع أئمة السلف بأيديهم مصدرا ثانيا للتشريع، ثم ينسبونه إلى الله تعالى، ويوظفون الآيات القرآنية لإثبات أنه وحي من الله تعالى، بعد ذلك يُكفرون من ينكره!! شيء عجيب ومضحك!!!
من هو المقصود هنا بالاشارة الى أئمة السلف؟!
ذلك أن “….(المذاهب الأربعة) مذاهب سنية سلفية، إذ إن أئمة هذه المذاهب (من أئمة السلف الكبار)، فقد كانوا على منهج الحق واتباع الصحابة (وتعظيم الكتاب والسنة)، وهي مذاهب فقهية (اتفقت في النهج) ولكنها (اختلفت في الفروع)، والمنتسب إلى هذه المذاهب يعتبر سلفيا، وهو على (سبيل نجاة) مادام (موافقا لمعتقد هؤلاء الأئمة) ولم ينحرف عن معتقد (أهل السنة والجماعة)، وينتمي إلى مناهج الفرق الهالكة كالروافض والخوارج والجهمية.. وغيرهم”!
ويفهم مما سبق ويتلخص ما يلي:
أولا: أنه (لا يمكن الإحاطة بأسماء هؤلاء السلفيين) لأنهم من لدن الصحابة حتى قيام الساعة فلا يتصور أصلا عدهم أو حصرهم أو تحديد تاريخهم. …)
https://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php…
لا يوجد تعليق بعد هذا التوضيح (سوى الحوقلة)، فلا حول ولا قوة الا بالله!!
ثانيا – يروي قصة ذهابه الى الازهر…. وانه في النهاية… “ولقد ذهبت بهذه الفتوى إلى الشيخ محمد الغزالى، وكم كان سعيدا بها”
هل هذا منطق وعمل طالب علم او عالم، ام متصيد في الماء العكر!!
ثالثا: يتسأل “لماذا لا يتحلى علماء الفرق والمذاهب المختلفة بالشفافية، ويعلن كل واحد منهم تكفيره للمخالف له فى المذهب، “فيستريحون ويريحون”؟! أليست هذه هى الحقيقة، التى يشهد بها التاريخ الإسلامى، ونراها بأعيننا اليوم؟! ألا يتقون الله ويخافونه؟!
حسبما اعلمه ممن قرأت وسمعت لهم من اصحاب العلم “من أئمة السلف” (لم أجد منهم واحدا)، (الا فيما ندر) – يكفر مخالفا له في بعض المسائل العلمية عينا ، اي انه يقول فلان وفلان كافر، بل قد يقول في (القول الفلاني) و(الفعل الفلاني) (كفر) أو(فسق) او (خروج عن المنهج) …الخ . وهم جمعيا، اي “ائمة السلف”، متحلون بالشفافية في فعلهم هذا ولايخافون في الله لومة لائم (في المسائل العلمية)؛ اما فيما (سوى ذلك) (فالمسألة فيها بعض النظر)!!
وبالتالي نستطيع أن نستدل من مطالبته بأن: “يعلن كل واحد منهم تكفيره للمخالف له فى المذهب” مدى تمكنه وفهمه لمسائل العلم الشرعي.
وأظن أن في هذا القدر ما فيه الكفاية ليعلم الحق من الباطل في سياق قوله عز وجل : {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
لك الشكر مع وافر التقدير…
* انتهى رد (الأخ أنس) الذي أرسله لي الأستاذ مختار عبد المنعم، وقد أرفق (الأخ أنس) كتاب بعنوان (الرد على محمد السعيد مشتهري – منكر أحاديث النبي – لمحامي اسمه شافع توفيق محمود) باعتبار أن ما كتبه هذا المحامي (في 152 صفحة) هو الرد (الباهر الذي سيعري فكر محمد مشتهري المنحرف)!!
* وأقول باختصار شديد، ردا على أنس ومحاميه، ولولا أن هذا الموضوع جاءني عن طريق أحد اصدقاء الصفحة، ما ضيعت دقيقة واحدة في الرد عليه، لسبب واحد رئيس هو:
* أن الذي غاب عن أنس ومحاميه، وتقريبا عن الأستاذ مختار عبد المنعم أيضا، أن مشروعي الفكري لا علاقة له مطلقا بفرقة (أهل السنة والجماعة)، الذي ضيعوا وقتهم في الدفاع عن أئمتهم وسلفهم، ظنا منهم أنني أهاجم (سلفهم)، والحقيقة أني أهاجم السلف عموما بجميع الفرق والمذاهب المختلفة، وهذا ما يجعلني في الحقيقة أجد صعوبة بالغة في استكمال هذا الرد على هؤلاء (الجهلة) (المقلدين) للأمتهم بغير علم!!
* يا أستاذ مختار…، أنا عندما كان يحقق معي جهاز أمن الدولة، عام 2005م، لاتهام الأزهر لي بإنكار السنة، بعد حبسي ومصادرة كتابي (نحو تأصيل الخطاب الديني)، قلت للواء الذي كان يحقق معي، هل قرأت الكتاب؟! قال لا!! نحن نحقق معك بناء على تقرير مجمع البحوث الإسلامية!! قلت له أنتم تتهمونني بإنكار السنة، هل هذا صحيح؟! قال نعم!! قلت له سنة أية فرقة من الفرق الإسلامية أنا أنكرها؟! قال طبعا فرقة أهل السنة!!
* قلت له لو سيادتك استخرجت من كتابي، الذي هو من (3 أجزاء)، وهو الكتاب الذي حبسني الأزهر بسببه، وأمامك تقرير من مجمع البحوث الإسلامية بشأنه، لو استخرجت منه جملة واحدة، أنتقد فيها أمهات كتب أهل السنة، أو إماما من أئمتها، أو مذهبا من مذاهبها…، فلن أخرج من سجني هذا حتى ألقى الله تعالى، أو أن تخرجوني بالقوة!!
* لقد استغرب الرجل جدا…، وقال ما معنى هذا الكلام!!
* قلت له: إن هذا التقرير الذي أمامك، والصادر من مجمع البحوث الإسلامية، يتحدث عن كتاب آخر أنا لا علاقة لي به، فأنا لم أوجه الخطاب في كتابي (نحو تأصيل الخطاب الديني) إلى أية فرقة من الفرق، التي تدعي أنها (إسلامية)، وإنما خاطبت فيه كل الفرق، واتهمتها كلها بعدم التزامها بتحذير الله لها من (الشرك)، هذا (الشرك) الذي حذر الله تعالى منه رسوله (والذين آمنوا معه)، عندما خاطبه ربه قائلا:
* “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً …. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ … مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!!
* فهذا هو المحور الأساس، الذي تدور حوله موضوعات كتابي الذي صادره مجمع البحوث الإسلامية…، فهل سيادتك ترى أمامك المسلمين أمة واحدة، أم أنهم تفرقوا بعد وفاة الرسول إلى فرق ومذاهب و(كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)؟!
* ولهذا السبب، أنا لن أجيب على أي سؤال لسيادتك، ولا لأي محقق آخر، إلا إذا أحضرتم أمامي ممثلين عن الفرق الإسلامية، هؤلاء الذين خاطبتهم في هذا الكتاب، لأناقشهم في موضوعاته، ، وليس فقط أهل السنة، فإذا اتفقوا على اتهامي بإنكار السنة وازدراء الأديان، فسأعلن أمام العالم قبولي لأي حكم تحكمون به عليّ!!
* إلا إذا كانت فرقة (أهل السنة) تعتبر نفسها هي وحدها التي تمثل (الإسلام)، فلتعلن هي ذلك صراحة أمام العالم، وفي جميع وسائل الإعلام، وأنا سأعلن فورا من هنا (توبتي)، وانضمامي لجماعة المسلمين، (أهل السنة والجماعة)!!!
* سكت الرجل فترة طويلة…، ثم خرج…، وعدت إلى محبسي…، ولم يطلبني بعدها لاستكمال التحقيق معي!!
* وبعد أيام، أخذوني لمقابلة رئيس جهاز أمن الدولة، الذي قال لي ضاحكا: مش عايزين بلبلة يا دكتور مشتهري!! تفضل بالسلامة إفراج!!
* ومن يومها لم يقترب الأزهر ورجاله مني، لأنهم يعلمون جيدا تهافت جميع أدلتهم الشرعية التي يواجهونني بها، وأنها لن تصمد لحظة واحدة أمام مشروعي الفكري الكبير، الذي لا تمثل فرقة (أهل السنة) فيه شيئا يذكر!!
* فأنتم يا أهل الخير، أيها (المقلدون – الجاهلون)، قد أخطأتم الطريق، وكشفتم عن عوراتكم العقلية والدينية والمذهبية، ولو أنكم اطلعتم على مشروعي الفكري، قبل أن تتجرؤوا على العلم وأهله، لخجلتم من أنفسكم، أن تسطروا سطرا واحدا في انتقاد هذا المشروع، لأنكم لستم أهلا (أصلا) لهذه المهمة، التي لم يستطع الأزهر ورجاله، وجهاز أمن الدولة وقياداته، أن يقفوا أمامها…، أتعلمون لماذا؟!!
لأن الحالة الوحيدة، التي سأقبل أن تقطع رقبتي فيها، هي أن تتصالحوا يا (أهل السنة) مع باقي الفرق الأخرى، وتقفوا صفا واحدا، وعلى قلب رجل واحد أمام مشروع محمد مشتهري الفكري!!
* ولكن يومها … لن أسمح لكم أن تقطعوا رقبتي، لأن كل نقطة دم فيها أغلى عندي من أجسادكم جميعا، وسأعترف امام العالم أجمع، أنني معكم يا (أمة الإسلام)!!
إيه رأيكم في الحل السريع ده؟!!!!!!