رابعا: (يكرهون القرآن)، لأنه قطعي الثبوت عن الله تعالى، أحكامه قطعية الدلالة، لا تقبل مداهنة ولا ظنية في التفسير أو التأويل!!
* لذلك فهم (يحبون السنة النبوية)، لأن أحاديثها تنسخ كل أحكام القرآن، وتجلس هي مكانها، فتجعل:
– (المشركين) – (موحدين)!! كيف؟!! لأنهم ماداموا قالوا (لا إله إلا الله) دخلوا الجنة، وإن أشركوا بعد ذلك بالله، وفعلوا كل المعاصي!!
– (القاتل) – (بريئا)!! كيف؟! لأن الله تعالى يقول (اجلدوا) الزانية والزاني، والأحاديث تقول (ارجموهما)!!
منطق غريب وشاذ، هذا الذي يتحلى به المدافعون عن هذه (السنة النبوية) المفتراة!!
هذا هو دين الله تعالى، وليس دين محمد مشتهري، حتى يخرج علينا جهلاؤكم ليعلمونا كيف يكون الأدب مع رسول الله!! فعندما قلت: لقد حذر الله تعالى رسوله من الشرك، حيث قال تعالى مخاطبا رسوله:
“لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ”، فهذا اسمه في اللسان العربي تحذير للرسول (من حيث الظاهر)، لأن (التحذير) يأتي مع بيان (العقوبة)، وهي هنا (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)، وقلت (من حيث الظاهر)، لأنه يستحيل أن يصطفي الله رسولا ثم يشرك هذا الرسول بالله!!
إن الخطاب في هذا السياق، هو أصلا خطاب وتحذير للناس جميعا من الشرك، وجاء موجها للرسول، لبيان أنه لا محاباة ولا واسطة ولا شفاعة في هذا الشرك، حتى لو كانت من الرسول نفسه، لأنه هو أصلا داخل في هذا التحذير، وإن كان فعله له أمرا مستحيلا!!
ولقد حذر الله رسوله من الشرك، فبدأ توجيه الخطاب إليه بقوله تعالى:
“فَأَقِمْ وَجْهَكَ (لِلدِّينِ حَنِيفاً) فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ (الدِّينُ الْقَيِّمُ) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”!!
ثم وجه الخطاب إلى المؤمنين (وفيهم الرسول) فقال بعدها: “مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ”!! ثم حذرهم جميعا من الشرك، فقال بعدها: (وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)!! فماذا تعني هذه الجملة الأخيرة أيها (الغافلون)؟!!
أقول لكم: إن هذه الجملة (وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، تحذير للذين (فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) من أن يموتوا (مشركين) سعداء بحالهم، وانتماءاتهم المذهبية (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)!! فإذا لم تكونوا يا أتباع هذه الفرق والجماعات المتصارعة (من سنة … وشيعة … وسلفية … وإخوان …) إذا لم تكونوا أنتم (مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً)، فمن هم؟!!
لذلك تكرهون (القرآن)، وتحبون (سنتكم النبوية)، وتظلّون في طغيانكم تعمهون!!
أيها (الجاهلون)، ادخلوا جحوركم، لأنكم كلما خرجتم منها، ظهرت عوراتكم العلمية والفكرية أمام العالمين، فعيب عليكم!!!
ملاحظة هامة:
لاحظت أن من أصدقاء الصفحة، من يُشيّرون ((share ما يعجبهم، ولا يُشيّرون ما لا يعجبهم، وهذا طبعا حقهم الكامل، وليس هو موضع الملاحظة!!
ولكن، عندما تكون معظم المنشورات التي لا يُشيّرونها هي التي أستندت فيها إلى آيات من الذكر الحكيم، تصف فريقا من الناس، بأنهم (مشركون)، (منافقون)، (أضل من الأنعام)، (حمير)…، فيعترضون على هذا الوصف، ويعلنون براءتهم منه، ومن تكفير من كفرهم الله ووصفهم بهذه الصفات!!
الحقيقة … شيء غريب!! أتخشون الناس؟!! أتخافون أن تتهموا بأنك تؤيدون محمد مشتهري، إذا ظهر هذا الكلام على صفحاتكم؟!! هل محمد مشتهري هو الذي وصفهم بهذه الصفات؟!
يا أهل الخير (تعلموا)، وانظروا إلى حيثيات الحكم الإلهي، قبل أن تنظروا إلى الحكم ذاته!! تدبروا لماذا وصف الله تعالى هؤلاء بهذه الصفات، وستشعرون بشرف أن تصفوهم بما وصفهم الله به!!
مثال: لقد وصف الله تعالى (الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) بـ (المشركين).
حيثيات الحكم: أمة كانت على (دين واحد)، هو ما كان عليه النبي والذين رضي الله عنهم من صحابته، ثم تفرق أفرادها بعد أحداث الفتن الكبرى، واتخذ كل فريق دينا ومصدرا تشريعيا منسوبا إلى الله ورسوله ليأخذ قدسية في قلوب (التابعين) المساكين!!
الحكم: إنهم (مشركون)!!
هل هذا هو حكم محمد مشتهري، أيها (الغافلون) – (الجاهلون)؟!!
“إِنَّ الَّذِينَ (فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ، إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ (يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)”