نحو إسلام الرسول

(218) 16/8/2014 (لماذا يكرهون القرآن، ويحبون السنة النبوية المفتراة؟!/1)

لماذا يكره أتباع الفرق (الإسلامية)، وما تفرع عنها من مذاهب وجماعات وأحزاب، لماذا يكرهون (القرآن)، ويحبون (السنة النبوية)، التي صنع أحاديثها القولية (الرواة)، وباركها (المحدثون)، وذلك بعد وفاة النبي بقرنين من الزمن؟! يفعلون ذلك للأسباب التالية:
أولا: (يكرهون القرآن)، لأنه يُحرم عليهم اتخاذ كتاب غيره، كمصدر تشريعي إلهي، قال تعالى: “كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ” – “اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ”!!
أيها (المقلدون)، (المساكين)، هلا تدبرتم قوله تعالى: (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) لتقفوا على حجم مصيبتكم الفكرية والعقدية؟! من المفترض أن يكون السياق: (ولا تتبعوا من دونه كتبا) لأن الحديث عن اتباع كتاب الله (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ)، ولكن انظر:
لأن الله تعالى يعلم أن تقديس أنصار (المذهبية) سيكون لأصحاب الكتب، وليس لذات الكتب، لفت نظرهم، إلى أن اتخاذهم (مصدرا ثانيا للتشريع) يعتبر شركا بالله تعالى، فجاءت جملة (مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) في محلها المحكم من السياق، الذي لو فهمه هؤلاء، لظلوا حياتهم يبكون على إشراكهم بالله ما لم ينزل به سلطانا!!
* لذلك فهم (يحبون السنة النبوية)، لأن أحاديثها القولية تأمرهم باتباع (الكتاب والسنة)، وأن السنة تكون حاكمة على الكتاب، فهل يُحبون الحاكم أم المحكوم؟!
ثانيا: (يكرهون القرآن)، لأنهم (منافقون)، خاطب الله أمثالهم في عصر التنزيل، هؤلاء الذين أظهروا طاعتهم لرسول الله، فنزل القرآن يكشف عن كذبهم، فلو أطاعوا الرسول لأطاعوا الله، ذلك أن طاعة الرسول من طاعة الله، سواء بسواء!!
لذلك يستحيل أن تكون قوة طاعة الله (قطعية الثبوت) عن الله تعالى، ثم تأتي قوة طاعة الرسول (ظنية الثبوت) عن رسول الله!! فتعالوا نرى ما هو موضوع هذه (الطاعة)، التي أمر الله تعالى المؤمنين أن يطيعوا الرسول فيه، وجاء (المنافقون) وحرّفوه في حياة النبي، ثم دوّنوه بعد وفاته بقرنين من الزمن، باسم (السنة النبوية)؟!!
يقول الله تعالى: “مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ (أَطَاعَ اللَّهَ) وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً”!! ثم يكشف الله عن موقف المنافقين من هذه الطاعة فقال تعالى بعدها:
“وَيَقُولُونَ (طَاعَةٌ) فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ (غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) وَاللَّهُ (يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ)، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً”!!
تدبروا قوله تعالى: (بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ)، لتعلموا ما الذي كان يقوله النبي للناس، ثم يأتي (المنافقون) ليلا فيحرفونه، وفي النهار ينسبونه إلى النبي، وينشرونه بين الناس على أنه من الدين الذي أمر الله رسوله أن يبلغه لهم!!
فماذا كان يقول النبي للناس في سياق هذه الآية؟! إنه القرآن، ولا شيء غير القرآن، فهناك في علم (السياق القرآني) ما يسمى بتفصيل المجمل، فالمجمل هنا “بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ (الَّذِي تَقُولُ)”، والتفصيل جاء بعدها مباشرة، فقال تعالى: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ (الْقُرْآنَ)، وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً”!!
إذن فطاعة النبي لا تكون مطلقا إلا في (رسالته)، التي تعهد الله تعالى بحفظها، وهذا الحفظ الإلهي أمر مشاهد، يشهده الناس جميعا!! أما (السنة النبوية) المفتراة على الله ورسوله، فلم يحفظها الله تعالى، وهو أمر يُقر به أنصارها، ولأنها من عند غير الله، وجدنا فيها (اخْتِلافاً كَثِيراً)!!
إن الذي كان يفعله (المنافقون) في حياة النبي، من تحريف للقرآن، وافتراء تفسيرات لآياته ما أنزل الله بها من سلطان، فعله أتباع الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب، بعد وفاة النبي بقرنين من الزمن، وما زالوا يفعلون إلى يومنا هذا!!
ثالثا: (يكرهون القرآن)، لأنه يصعب عليهم تدّبره، لماذا؟! لأن قلوبهم غُلفٌ، والله تعالى يقول: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”!! ويقول تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ”، وطبعا هم لا يعلمون معنى (مدّكر)، وإلا ما احتاجوا إلى (سنة نبوية) مفتراة تفسر لهم القرآن (الميسر للذكر)؟!!
* لذلك فهم (يحبون السنة النبوية)، لأن أحاديثها القولية تعفيهم من مسئولية تدبر القرآن، بل وتنهاهم عن قراءة القرآن إلا من خلال كتب تفسير أئمة الفرقة المذهبية التي يتبعونها، وأن عليهم أن يُسلّموا عقولهم لهؤلاء الأئمة، لأنهم هم الذين سيفكرون بها نيابة عنهم!!
(يتبع….)

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى