نحو إسلام الرسول

(214) 7/8/2014 (تابع : مفهوم الليل والنهار في اللسان العربي)

3- يقول الله تعالى في سورة آل عمران: “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ”.
إن الذين لا دراية لهم بعلم (الفلك)، ولا بـ (السياق القرآني)، ولا بـ (اللسان العربي)، كيف يقحمون أنفسهم فيما لا علم لهم به، ثم بعد ذلك يغضبون عندما أغلظ عليهم القول، وأحيانا أصفهم بما وصفهم به القرآن؟!!
في اللسان العربي: “جنه الليل”، أي أخفاه، وستره. ولما كانت رؤية الكواكب، أو النجوم، بالعين المجردة، تتوقف على مدى شدة استضاءتها، فإن الكوكب الذي رآه إبراهيم لم يظهر إلا عندما حل ظلام الليل، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: (فَلَمَّا) أي عندما، (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) أي دخل على إبراهيم الليل بظلمته (فستره)، عندئذ (رَأَى كَوْكَباً)!!
إن الله تعالى لم يقل (فلما دخل عليه الليل)، لأن هذا معناه، في هذا السياق، أن الليل يعني (الظلمة)، ولكنه قال: (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ)، أي الليل هو الذي (جَنَّ)، وهذا يعني أن الليل كان موجودا أصلا، ثم ستر إبراهيم بـ (ظلمته)!!
وهذا هو المنطق، لأن ظلام الليل لا يسقط على الناس فجاة، فيخفيها، وإنما يأتي تدريجيا، وهذا يعني أن إبراهيم كان خارج بيته، وعندما أحاطت به ظلمة الليل (رَأَى كَوْكَباً)!!
إنه في ضوء الرؤية الفلكية، والسياق القرآني، واللسان العربي، تأتي بعد ذلك جميع الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع هذه الدراسة (آية اختلاف الليل والنهار)، متناغمة معها، بيّنة، لا شبهة فيها، وهي على النحو التالي:
الآيات المتعلقة بدلائل الوحدانية:
البقرة (164)، آل عمران (26-27)، آل عمران (190)، الأنعام (13)، الأنعام (60)، الأنعام (75–78)، الأنعام (95-96)، الأعراف (54)، يونس (5-6)، يونس (24)، يونس (45)، يونس (50، يونس (67)، الرعد (3)، الرعد (10)، إبراهيم (33)، النحل (12)، الإسراء (12)، الأنبياء (19-20)، الأنبياء (33)، الأنبياء (42)، الحج (61)، المؤمنون (80)، النور (44)، الفرقان ( 47)، الفرقان (61-62)، النمل (86)، القصص (71-73)، الروم (23)، لقمان (29)، فاطر (13)، يس (37-40)، الزمر (5)، غافر (61)، فصلت (37-38)، الجاثية (3-5)، الأحقاف (35)، الحديد (5-6)، المزمل (7)، المدثر (32-34)، النبأ (10-11)، التكوير (15-18)، الانشقاق (16-19)، الفجر (1-5)، الشمس (1-4)، الليل (1-2)، الضحى (1-2).
الآيات المتعلقة بمواقيت للعبادات:
البقرة (187)، البقرة (274)، آل عمران (72)، آل عمران (113)، هود (114)، الإسراء (78-79)، طه (130)، الزمر (9)، ق (39-40)، الذاريات (17-18)، الطور (48-49)، المزمل (2- 6)، الإنسان (25-26).
الآيات المتعلقة بسياقات أخرى:
يونس (27)، هود (81)، الحجر (65)، سبأ (33)، الصافات (136-138)، نوح (5-6)
إنه ليس من المعقول، أن نتحدث عن مفهوم الليل والنهار، بمعزل عن (آية دوران الأرض) حول محورها (أمام الشمس)، هذه الآية الكونية التي على أساسها يتحدد متى يحل الليل، ومتى يحل النهار!!
وليس من المعقول، أن نتحدث عن مفهوم الليل والنهار، دون أن نعلم الفرق بين (الضياء) و(النهار)، وأن (ضياء) الشمس، وإن كان يسقط على القمر (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً)، إلا أنه لا يخلف وراءه (نهارا) على القمر، لعدم وجود غلاف جوي حوله!!
وليس من المعقول، أن نتحدث عن مفهوم الليل والنهار، بمعزل عن تأثير طبقات (الغلاف الجوي) على أشعة الشمس!! إن نشر الغلاف الجوي لأشعة (ضوء) الشمس، في جميع الاتجاهات، هو الذي يمكننا من رؤية الأشياء من حولنا!! إن كل ذرة، أو جزيء، من هذا الغلاف الجوي، يكون مصدرا من مصادر الضوء (النهار). فإذا خرجنا من الغلاف الجوي، لأصبحنا في ظلام دامس، لا نرى شيئا، رغم تواجد الشمس في السماء!!
ومن رحمة الله تعالى بالناس، أن الشمس عندما ترسل أشعتها إلى الأرض، يتصدى لها هذا الغلاف الجوي، ويمنع الأشعة الضارة من العبور، ويأذن للنافع فقط!! وهذا ما نفهمه من قوله تعالى:
“وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ”!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى