نحو إسلام الرسول

(210) 5/8/2014 (2-الإيلاج: يقول الله تعالى في سورة الحديد)

(يُولِجُ اللَّيْلَ) فِي النَّهَارِ – (وَيُولِجُ النَّهَارَ) فِي اللَّيْلِ – وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [6]
إن (الولوج) يعني الدخول، فالنهار يدخل في الليل، والليل يدخل في النهار، وتدبر: الداخل منذ (اللحظة الأولى) سماه الله نهارا، والخارج منذ (اللحظة الأولى) سماه ليلا.
وتبدأ عملية (الولوج) عند اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس، من الأفق الغربي عند (غروب الشمس)، وتستمر حتى يتلاشى ضوء النهار كلية من عند (غسق الليل). كما تبدأ عند تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، من الأفق الشرقي، وتستمر حتى ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس عند (شروق الشمس)، وهنا يكون الليل قد انسحب تماما، وظهر ضياء النهار بوضوح.
3- (التغشية): يقول الله تعالى في سورة الأعراف:
إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (يُغْشِي اللَّيْلَ) النَّهَارَ يَطْلُبُهُ (حَثِيثاً) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [54]
إن التغشية: تعني التغطية والستر، وسمى الله فاعل الإغشاء (نهارا)، وسماه (ليلا)، لبيان أن كليهما يصلح أن يكون غاشياً ومغشياً، فوقع الليل والنهار مفعولين في حالة نصب (اللَّيْلَ النَّهَارَ)، فالنهار (يغشي) الليل، ويحل محله، والليل (يغشي) النهار، ويحل محله، يطلب كل منهما الآخر، طلبا (حَثِيثاً)، أي جادا وسريعا، كناية عن تعاقبهما (بلا فاصل).
وقد بيّنا في فصل (الرؤية الفلكية)، أن الأصل في هذا الكون (الظلمة)، وأن هذه (الظلمة) تحيط بالشمس من كل جانب، فإذا كانت (طبقة النهار) هي التي تجعلنا نرى الشمس فوقنا، مع أن (الظلمة) تحيط بها من كل جانب، فهذا معناه أن النهار هو الذي يظهر لنا الشمس ويجليها (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا)!! وإذا كان القرآن قد وصف درجة من درجات الليل بـ (الظلمة)، فهذا يجعلنا نفهم قوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)، بمعنى إحاطة الليل بقرص الشمس، كما رصدها رواد الفضاء.
4- (التكوير): يقول الله تعالى في سورة الزمر:
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ (يُكَوِّرُ) اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ (وَيُكَوِّرُ) النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [5]
إن قوله تعالى: “(يُكَوِّرُ) اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ (وَيُكَوِّرُ) النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ”، حقيقة فلكية تثبت أن الليل والنهار، يتخذان الشكل الكروي للأرض، بصورة دائمة، ومتعاقبة، وهذا معناه أن هناك مساحة زمنية، لا يكون فيها الليل مظلما كلية، ولا النهار مضيئا كلية، وهذه هي مساحة ظواهر الانسلاخ، والإيلاج، والتغشية!!
إن عملية (التكوير) تبدأ، في الأفق الغربي، عند اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس، حيث يبدأ الليل، في الوقت الذي لم يتلاش ضوء النهار من الأفق كلية، وذلك لأن عملية الانسلاخ تتم والليل أسفل النهار!!
كما تبدأ عملية (التكوير)، في الأفق الشرقي، عند تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وعندها يبدأ النهار، في الوقت الذي لم تتلاش ظلمة الليل من الأفق، وذلك لأن عملية الانسلاخ تتم والليل أسفل النهار!!
إن اختلاط ضوء النهار مع ظلمة الليل، أثناء ظواهر (الانسلاخ – الإيلاج – التغشية – التكوير)، يجعلنا لا نرى، أثناء حدوث هذه الظواهر، نهارا ولا ليلا، وإنما درجة من درجات النهار، ودرجة من درجات الليل، ويسمى القادم باسم الأصل، فإذا كان القادم ليلا (عند غروب الشمس)، سميت درجة الإضاءة، الموجودة بالأفق، باسم (الليل)، وإذا كان القادم نهارا (عند الفجر)، سميت درجة الظلمة، الموجودة بالأفق، باسم النهار!!
مرفق فيديو توضيحي، منشور بعد هذا الفصل، وبيانه كالتالي:
هو صورة لدوران الأرض حول محورها أمام الشمس، رصدتها “وكالة ناسا الفضائية”. وسرعة دوران الأرض، في هذا الفيديو، ليست هي السرعة الحقيقية، وإنما هي أكثر بكثير، لأنها أعدت لغرض البيان، وإلا فعلينا أن ننتظر (24 ساعة) لنشاهد (آية) دوران الأرض حول محورها أمام الشمس!!
تعالوا ننظر كيف تحدث آيات (الانسلاخ – الإيلاج – التغشية – التكوير) في هذا الفيديو.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى