نحو إسلام الرسول

(207) 4/8/2014 (أولا: الرؤية الفلكية لآية اختلاف الليل والنهار)

هناك حقائق علمية، (فلكية)، يجب أن يعلمها من أراد قراءة القرآن قراءة معاصرة، باعتباره (الآية الإلهية) المعاصرة لنا اليوم، وهذه الحقائق هي:
1- فيزياء (الليل): إن الأصل في هذا الكون (الظلمة)، وهي ناشئة عن المادة السوداء التي خُلق منها هذا الكون، وهذه المادة لهـا جُسـيماتها الخاصّة بهـا، وذات كثافة وحرارة، وهي شديدة الخطورة، لذلك نرى رواد الفضاء يلبسون ملابس خاصة لتجنب خطورة هذه المادة السوداء، أثناء سباحتهم فيها!! فالكون ليس فراغا، تسبح فيه النجوم والكواكب!!
إن هذه المادة السوداء (المظلمة)، هي العامل الثابت، الذي لا يتغير في الكون، أما العامل المتغير فهو (ضياء الشمس)، وهذه (الضياء) غير (النهار) الذي نشاهده على الأرض، فالذي يصنع النهار طبقات الغلاف الجوي، ولولا وجود هذا الغلاف الجوي، لما كان للنهار وجود على الأرض!! فالقمر تسقط عليه مباشرة (ضياء الشمس)، ومع ذلك ليس عليه نهار، وذلك لعدم وجود غلاف جوي يحيط به!!
2- فيزياء (النهار): النهار طبقة رقيقة، تحيط بنصف الكرة الأرضية (المقابل للشمس)، وسمكها 200 كم تقريبا!! فإذا كانت المسافة بيننا وبين الشمس 150 مليون كيلومتر، فماذا تكون الـ 200 كم، بالنسبة للـ 150 مليون كم؟!!
وتتكون طبقة النهار من ألوان الطيف السبعة (الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي)، وتتداخل هذه الألوان، بشكل مُتراكب ومُتناوب، مع طبقة الليل السوداء، وذلك على هيئة أمواج منحنية، تأخذ شكل كروية الأرض، أثناء دورانها حول محورها أمام الشمس (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ)!!
وعندما تكون الشمس عمودية، يقوم الغلاف الجوي بتشتيت لون الطيف (الأزرق)، فتبدو السماء زرقاء. وعند الغروب، يقوم بتشتيت اللون (الأحمر)، فيظهر الأفق بلونه المائل إلى الحمرة (الشفق).
3- فيزياء (الغلاف الجوي): يتكون الغلاف الجوي للأرض من طبقات غازية، وهي التي تقي سكان الأرض من مخاطر كثيرة. والذي يهمنا، أن هذا الغلاف الجوي، هو المسئول عن تنظيم الإشعات الحرارية والضوئية القادمة من الشمس إلى الأرض، ومنها أشعة (النهار)، بطبقاتها ودرجاتها الضوئية المختلفة.
4- فيزياء (الشمس): والشمس هي أقرب نجم إلى الأرض، وضياؤها يصل إلى الأرض في بضع دقائق، مما يجعله يطغى على أضواء النجوم الأخرى. ويحيط بالشمس (السواد) من كل جانب، فتراها عبارة عن ضوء موجود وسط مادة سوداء!!
وتخرج أشعة الشمس متوازية، ثم (تنكسر) عند عبورها طبقات الغلاف الجوي، وتصبح على هيئة مخروط ضوئي (الضوء البروجي)، يخترق ظلمة الأرض، على النحو التالي:
* عند (غروب الشمس): تظهر (قاعدة المخروط) الضوئي، لحظة اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس من الأفق الغربي، وعندها يظهر (الشفق)، ويبدأ الليل، ويحين وقت صلاة المغرب، وإفطار الصائم. أما (رأس المخروط)، فتكون أسفل الأفق الغربي، عندما تصبح الشمس على بعد 18 درجة قوسية، وعندها يتلاشى ضوء النهار تماما من الأفق، ويحل ظلام الليل (غسق الليل)، ويحين وقت صلاة العشاء.
وإن الضوء، الذي يظهر للناس، في الفترة ما بين غروب الشمس وغسق الليل، هو الضوء الناتج عن (الشفق) وليس ضوء النهار!! وهذا (الشفق) آية من آيات الله، له دراسته الفلكية المستقلة.
* عند (الفجر): هنا نرى حركة المخروط بصورة عكسية، فعندما تكون رأسه أسفل الأفق الشرقي بمقدار 18 درجة قوسية، يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ويبدأ في التحرك إلى أعلى، ويحل ضوؤه محل (الظلمة)، إلى أن تظهر قاعدة هذا المخروط ، مع ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس، وعندها (شروق الشمس)، وظهور ضياء النهار بوضوح.
مثال توضيحي
* نتخيل أن (المخروط الضوئي)، عبارة عن مثلث مضيء، موضوع على لوحة سوداء (تمثل الأرض)، بحيث تكون قاعدته على الحافة السفلى للوحة (تمثل لحظة غروب الشمس)، وتكون رأسه وسط هذه اللوحة. فكلما سحبنا المخروط (تدريجيا) إلى أسفل، سيحل (السواد) محل (الضياء) الصادر عن رأس المخروط (تدريجيا)، حتى تعود اللوحة إلى السواد مرة أخرى، وهكذا نفهم قوله تعالى: “وَآيَةٌ لَهُمْ (اللَّيْلُ) – (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ) – فَإِذَا هُمْ (مُظْلِمُونَ)”.
* وعلى العكس، إذا وضعنا رأس المثلث على الحافة السفلى للوحة، باعتبار أن هذه النقطة هي نقطة تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم حركناه إلى أعلى، سيحل الضياء محل السواد تدريجيا، حتى تعود قاعدة المثلث إلى هذه الحافة، وهي تمثل ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس، وعندها (شروق الشمس)
يتضح مما سبق، أن (ضياء) النهار، و(ظلمة) الليل، لا يظهران للناس فجأة، ولكن بصورة تدريجية، ومتداخلة، ومتعاقبة، لذلك فإن القادم إذا كان (الليل)، سميت أول نقطة عند تداخله مع النهار (ليلا)، وذلك عند غروب الشمس. وإذا كان القادم هو (النهار)، سميت أول نقطة عند تداخله مع الليل (نهارا)، وذلك عند تبين “الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ”.
5- إن الخطاب القرآني، عندما يحدثنا عن الليل والنهار، فهذا من منطلق ما نشاهده ونحن على الأرض، (كي نفهمه)، وليس من منطلق ما يحدث في الفضاء الخارجي، الذي لا يراه إلا رواد الفضاء!! فنحن نفهم من السياق القرآني أن الليل يتداخل مع النهار، وأن النهار يتداخل مع الليل..، ولكن الحقيقة أن الليل ثابت، والمتغير هو النهار، فالنهار هو الذي يدخل على الليل تدريجيا عند حلول الفجر، (ولا يُزيحُه)، ثم ينسلخ منه تدريجيا عند غروب الشمس، إلى أن تنتهي عملية انسلاخ النهار تماما، فتظهر (ظلمة) الليل مرة أخرى.
فإلى بيان (السياق القرآني)، لمفهوم آية (اختلاف الليل والنهار)

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى