نحو إسلام الرسول

(205) 30/6/2014 (تعقيب أخير، استلزم أيضا التدخل السريع)

قلت، وأقول دوما، إنه لا يصح، وليس من المنطق، ولا من الإسلام في شيء، أن ينتقد مسلم شخصا في مسألة فكرية، وخاصة لو كانت تتعلق بالشريعة الإسلامية، دون أن يكون على علم بالتوجه الفكري لهذا الشخص، أو بمشروعه الفكري، إن كان من أصحاب المشاريع الفكرية.
وأنا عندما سألني أحد أصدقاء الصفحة عن (وقت الصيام)، والخلاف حوله، رأيت أنه من الضروري، التدخل بجرعة علمية سريعة عن هذه المسألة، التي قتلتها بحثا منذ عقود مضت)، ولم أترك آية من آيات الذكر الحكيم، متعلقة بهذه المسألة، من قريب أو من بعيد، إلا وكانت محل تدبر ودراسة علمية، حسب منهجي في فهم القرآن!!
وكان من المفترض، أن يقوم الباحثون عن وجه الحق، في مسألة (وقت الصيام)، بالتعرف أولا على منهجي في فهم القرآن، والأدوات التي استخدمتها في فهم الآيات المتعلقة بهذه المسألة، ثم يجعلون نقدهم موجها للمنهج والأدوات، وليس للنتيجة التي توصلت إليها، لأنهم إن نجحوا في نقد المنهج، سقطت النتائج كلها، هذا إن كانوا على دراية أصلا بأصول البحث العلمي!!
ويؤسفني أن أقول: إن كل الآيات التي استدل بها أصحاب القراءات القرآنية الشاذة، ومن تابعهم، في مسألة تأخير وقت الصيام حتى يحل الظلام، ليست في محلها على الإطلاق، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أزمة (التقليد الأعمى) التي أصابت التابعين، قبل المتبوعين، وستعرفونهم من تعليقاتهم!!
إن هذه المسألة ليست اختلافا في وجهات النظر، حتى نقول فليفطر من شاء أَنَّي شاء حسب فهمه العقلي، وارتياحه القلبي…، إن هذه المسألة تتعلق بأصول الإيمان، والتقول على الله بغير علم، فالمواقيت شريعة إلهية، وليست وجهات نظر، وجهلنا بأحكامها لا يجعلها وجهات نظر (عشوائية)، يستفتي الإنسان فيها قلبه، وإنما يجعلنا نتوقف حتى نتبيّن، ولا نبدي رأيا، حتى لا نتقول على الله بغير علم!!
لقد دعوتكم إلى العكوف على دراسة كتاب الله، والوقوف على (هدايته)، واستنباط البراهين (البيّنات) الدالة على (آيته)، وحكمة (فرقانه): “هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَان”…، كما دعوتكم لمراجعة ما تم نشره على هذه الصفحة، للوقوف على المحاور الرئيسة لمشروعي الفكري، ليكون تواصلنا على علم، وعلى مساحة علمية مشتركة…، فنأسف للإزعاج، وأكرر دعوتي مرة أخرى.
وإن شاء الله تعالى، وبعد عيد الفطر، سأبين لكم تهافت هذه القراءات القرآنية الشاذة المتعلقة بوقت الصيام، ومرة أخرى: (كل عام وأنتم بخير)

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى