نحو إسلام الرسول

(201) 28/6/2014 (أين المرأة المسلمة، التي دخل الإيمان قلبها؟!)

من منطلق دعوة المسلمين إلى العودة إلى (الإسلام) الذي كان عليه رسول الله وصحبه في عصر الرسالة، والذي يقوم على تفعيل نصوص (الآية القرآنية) سلوكا عمليا في حياتهم وحياة الناس، لإخراجهم من الظلمات إلى النور، كان من الضروري أن ألفت النظر إلى أن هذا التفعيل، منظومة متكاملة من العمل الاجتماعي المؤسسي، الذي قوامه (البيت المؤمن)، ومحوره الأساس (المرأة المؤمنة)، وهذا ما بيّنه القرآن، عندما خاطب الله نبيه محمدا في سورة الأحزاب قائلا:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً [28] وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً [29].
هذا هو أول الطريق: هل تريد الدنيا وزينتها، أم تريد نعيم الآخرة، والدنيا طريقك إلى هذا النعيم؟!
إن إرادة (الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا) ليس من الإسلام، ولا يقوم (البيت المؤمن) على هذه الإرادة، وإنما على إرادة (اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ)، والمحور الأساس في تحقق هذه الإرادة هو (الأم)، لذلك خاطب الله نساء النبي (في سياق الآيات) بقوله: “وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً [34]
إن المرأة (المسلمة)، لا تكون (مؤمنة)، إلا إذا اختارت “اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ”، والبيت (المسلم) لا يكون (مؤمنا) إلا إذا قام على علم بآيات الكتاب والحكمة: “وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ “!! وعندما يخاطب الله نساء النبي بقوله (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى) فهذا لبيان طبيعة وخصائص (البيت المؤمن)، وليس فقط بيت النبوة، وسيأتي بيان ذلك.
إن (البيت المسلم)، إذا لم يتحول إلى (بيت مؤمن)، فإنه سيعيش حياته داخل دائرة (النفاق)، تدبر قوله تعالى: “قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ (لَمْ تُؤْمِنُوا) وَلَكِنْ قُولُوا (أَسْلَمْنَا)، وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَإِنْ (تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) لا يَلِتْكُمْ مِنْ (أَعْمَالِكُمْ) شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.
إن (الإيمان) إذا لم يدخل القلب، عاش صاحبه منافقا، وإن ظن أنه مسلم، وأدى جميع الشعائر التعبدية!! إن البرهان على صدق (الإيمان)، وصدق (طاعة الله ورسوله)، هو صدق العمل، تدبر: “لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً”.
وحتى لا يظن ظان، أن آيات سورة الأحزاب خاصة بنساء النبي، وذلك لوجود آية في سياقها تخاطب نساء النبي: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ…”، فتصبح أحكام هذه الآيات خاصة بنساء النبي، قال تعالى بعدها مخاطبا عموم المسلمين:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ(الْمُسْلِمَاتِ) وَالْمُؤْمِنِينَ وَ(الْمُؤْمِنَاتِ) وَالْقَانِتِينَ وَ(الْقَانِتَاتِ) وَالصَّادِقِينَ وَ(الصَّادِقَاتِ) وَالصَّابِرِينَ وَ(الصَّابِرَاتِ) وَالْخَاشِعِينَ وَ(الْخَاشِعَاتِ) وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ(الْمُتَصَدِّقَاتِ) وَالصَّائِمِينَ وَ(الصَّائِمَاتِ) وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ(الْحَافِظَاتِ) وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ(الذَّاكِرَاتِ) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [35].
إن (البيت المؤمن) منظومة متكاملة من الأخلاق الإيمانية، القائمة على علم الكتاب والحكمة!! إن الذين أرادوا “اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ”، وأقاموا حياتهم على علم (الكتاب والحكمة)، هؤلاء يعيشون داخل [الدين – الإسلامي]، هذه المنظومة الحياتية الاجتماعية التي لن يقبل الله غيرها: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”!!
إن (الإيمان)، ليس (كما يفهم البعض)، عقدا قلبيا، بمعزل عن (العمل)، وانتهت القضية، وأصبح المرء مؤمنا!! فما قيمة (العقد القلبي)، إذا لم يعمل صاحبه بشروطه؟! ومن شروطه: “الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ”!! لذلك قال تعالى بعدها:
وَمَا كَانَ (لِمُؤْمِنٍ) وَلا (مُؤْمِنَةٍ) إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً (أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [36]
والسؤال: عندما يملك أهل الدراسات، والأبحاث، والقراءات، (القرآنية)، الآلاف من الكتب، والخطب المنبرية، والصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، ولا يملكون (البيوت المؤمنة)، القائمة على (النساء المؤمنات)، وعلى (الذرية المؤمنة)، فمن الذي سيقوم بتحويل هذه الجهود الفكرية إلى نماذج اجتماعية، تعيش بين الناس…، ومتى سيتم ذلك؟!
ومازال السؤال قائما:
أين المرأة (المسلمة)، التي دخل (الإيمان) قلبها، لتتحمل مسئوليتها الإيمانية، أمام الله تعالى، باعتبارها المحور الأساس في بناء (البيت المؤمن)، قاعدة (المجتمع المؤمن)؟!
دلّوني عليها!!

“وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْ

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى