نحو إسلام الرسول

(1) 12/3/2011 (مجتمع السنة النبوية)

إن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن نحمل نصوص رسالته أمة واحدة، نقيم على أساسها حركة حياتنا وتطورها، بفهم واع، وحكمة بالغة، واجتهاد معاصر، وفقه قرآني حي، فلو بعث الله رسوله فينا لتلا علينا القرآن كما تلاه على صحابته الكرام ولأمرنا جميعا أن نقيمه سلوكاً عملياً حضارياً في واقـع حياتنا في إطار مشروع حضاري يعيد للأمة خيريتها ومكانتها في الشهادة على الناس. إن مجتمع ” السنة النبوية ” مجتمع التخلق بخلق الربانية، هذا الخلق الذي تحلى به رسول الله وصحبه الكرام، ويتحلى به كل مسلم دارس لكتاب الله. هذا الخلق الذي جاء جميع الرسل يدعون أقوامهم إلى التحلي به. تدبر قوله تعالى في سورة آل عمران:

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79}3

إن السنة النبوية ليست تراثا روائيا مذهبيا تتخذه كل فرقة لتدعيم توجهاتها المذهبية المختلفة، وتحكم على مخالفها بالكفر لإنكاره نصوص السنة التي صحت عندها ولم تصح عنده، وإنما هي حقيقة قرآنية تقوم على تفعيل كافة المسلمين [ وفق إمكانياتهم العلمية والمعرفية ] لذات النص القرآني المجمع على صحة نسبته إلى الله تعالى بينهم [ وفق حبهم لله وتنزيهه وإخلاص العبودية له ].

ومنذ أن تشربت القلوب المذهبية وثقافة التخاصم [ مع بداية الصراع على الخلافة وأحداث الفتن الكبرى ] تحول مفهوم ” السنة النبوية ” عن معناه [ كحقيقة قرآنية ] في عصر الرسالة [ وقبل ظهور الفرق والمذاهب المختلفة ] إلى معناه المذهبي الخاص بكل فرقة وظهرت الإشكاليات والصراعات التخاصمية التكفيرية.

إن تفعيل رسول الله للنص القرآني [ في واقع حياته ] لا شك أنه كان يشمل حديثه القولي مع قومه وصحابته وأهل بيته، والمكون من كلماته صلى الله عليه وسلم، لا ينكر ذلك مسلم عاقل متدبر لكتاب الله.

ألم يقل الرسول للسيدة عائشة رضي الله عنها يوما أريد ماءً؟

ألم يقل رسول الله لأحد من صحابته ” لا تغضب “، والذي هو تفعيل لكثير من نصوص القرآن؟

إن هذه ليست الإشكالية التي تواجه أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، وإنما الإشكالية الحقيقية في هجر كتاب الله تعالى، واتخاذ مرويات مذهبية [ تنسبها كل فرقة إلى رسول الله، وفق مدرستها في الجرح والتعديل ] مصدراً تشريعياً يحل ويحرم خارج حدود هذا النص القرآني، بل وينسخ آياته!!! في الوقت الذي لا يوجد كتاب واحد مجمع عليه بين علماء هذه الفرق المختلفة [ منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا ] يحوي نصوص هذا المصدر التشريعي، والمفترض أنها ثابتة ثبوتاً قطعياً عن الله عز وجل [ وليس فقط عن رسول الله ]!!! وذلك حتى تنتفي عنها شبهة ‏عدم حفظ الله تعالى لها كنص قولي تشريعي ثان واجب الاتباع،‎ ‎خاصة وأن كل فرقة ‏تدعي أن الله تعالى قد أسند إلى علمائها حفظ نصوص هذا المصدر!!! ‎

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى