نحو إسلام الرسول

(197) 19/6/2014 (وماذا عن (الصلاة على النبي) في التشهد)

ما نشرته سابقا عن مسألة (الصلاة على النبي)، كان للرد على المحرّفين لآيات الذكر الحكيم، الذين يوظفونها لخدمة مذاهبهم الفقهية، وإسلامهم السياسي.
أما عن مسألة (الصلاة على النبي)، وهذه الصيغ المختلفة التي يقولها أتباع الفرق والمذاهب المختلفة في ما يسمى بجلسة الاستراحة (التشهد)، فهذه مسألة أخرى!!
فحسب مشروعي الفكري، فإن معرفة كيفيات أداء ما (أجمله) النص القرآني من أحكام، ترجع أولا إلى إثبات (حجية) المصدر المعرفي، الذي سيتعلم منه المسلمون تفاصيل هذه الكيفيات، وعلى أساس إثبات حجية هذا المصدر، نأخذ منه كيفات أداء العبادات، التي أجمع على أدائها كافة المسلمين، مع تفرقهم، واختلاف مذاهبهم.
وإن المصدر الذي ثبتت عندي حجيته، والذي تعلم المسلمون عن طريقه كيفية الصلاة، هو ما أسميه بـ (منظومة التواصل المعرفي)، وهي أداة رئيسة من أدوات فهم القرآن، وموضوعها مفصل على موقعي، ومشار إليه في كثير من المنشور على هذه الصفحة.
ومن المحاور الرئيسة لهذه المنظومة المعرفية، أن كل نص قرآني مجمل، لم يأت تفصيل لكيفية أدائه في كتاب الله، وجاء هذا التفصيل عن طريق هذه المنظومة المعرفية، و(تواصل) أداؤه (عمليا) بين المسلمين كافة، دون أي خلاف، فهذا مما حفظه الله تعالى للناس، تماما كحفظه للنص القرآني المجمل، ومن ذلك ما يتعلق بأحكام (الصلاة).
أما ما اختلف المسلمون في كيفية أدائه، فهذا ينظر إليه:
– إذا كان لا يتعارض مع نص قرآني، ولا مع مقصد من مقاصد الشريعة القرآنية، فهو من المباح، الذي لا يجوز أن يكون محل خلاف بين المسلمين، كمسألة وضع اليدين في الصلاة.
– أما إذا تعارض مع نص قرآني، أو مع مقصد من مقاصد الشريعة القرآنية، فهذا يحرم أداؤه، كفعل من أفعال الصلاة!!
فإذا نظرنا إلى صيغ (التشهد)، التي حملتها (منظومة الفقه المذهبي)، وجدنا خلافا كبيرا حول هذه الصيغ، يسقط حجيتها أصلا، وبرهان ذلك، هو ما ورد بشأن هذه الصيغ، في أمهات كتب الفقه المقارن، للفرق والمذاهب المختلفة!!
وفي هذا السياق، أرجو من المسلم الجاد، الباحث عن الحقيقة، أن يتولى بنفسه التعرف على هذا الخلاف الفقهي، ولا يسند هذه المهمة إلى غيره!!
سيقولون لك: اختر أية صيغة من هذه الصيغ، والزم نفسك بها، مادامت جميعها جاءت عن طريق (منظومة التواصل المعرفي)!!
أقول لهم: إن كل ما جاءت به هذه المنظومة المعرفية، وكان مخالفا للنص القرآني، لا نقبله، والله تعالى لم يأمر المؤمنين المعاصرين للنبي، أن يصلوا على النبي وعلى (آله)!!
إن إقحام الصلاة على (الآل) في صيغ (التشهد) أراه توظيفا سياسيا للآية القرآنية، ذلك أن مفهوم (الآل) عند (أهل السنة)، يختلف اختلافا جذريا (عند الشيعة)!!
أما الأخطر من ذلك، أن يرفض المؤمنون أمر الله لهم بالصلاة على النبي، الذي ورد في الآية، (بالمفهوم الذي بيّناه في منشورات سابقة)، (أو حتى بالمفهوم السلفي)، ويقولون لله تعالى: (صلي انت عليه نيابة عنا)، بهذه الصيغة: (اللهم صلى على محمد)، ثم يضيفون (الآل) كمان: (وعلى آل محمد)!!
أنا في الحقيقة، وحسب الأصول التي أقمت عليها مشروعي الفكري، لا أجد لهذه الصيغ مخرجا شرعيا!! لذلك، ومن منطلق العنوان العام الذي تقع تحته كل هذه الصيغ المذهبية، وهو (التشهد)، أقول في جلسة الاستراحة:
“شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”، ثم أدعو الله بما شئت.
والمتدبر لسياق الآيات، التي وردت فيها هذه الآية (18) من سورة آل عمران، سيعلم لماذا اخترتها لتكون هي صيغة التشهد.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى