نحو إسلام الرسول

(194) 16/6/2014 ( فتنة الشجرة الطيبة)

إن الذين جعلوا الآخرة أكبر همهم، ووظفوا الدنيا لتكون طريقهم إلى الجنة، هم أهل “الكلمة الطيبة”، هم أصحاب “الشجرة الطيبة”، هم: العروق الراسخة (الإيمان اليقيني)، والأصول القائمة (التزام جاد بالشريعة الإلهية)، والفروع العالية (ثمار وعطاء متجدد على أرض الواقع).
وفي كل لحظة وحين، يعطينا الله تعالى الفرصة لنغرس “الشجرة الطيبة” في قلوبنا، ولنعقد العزم على الالتزام بأحكام شريعته في حياتنا، وهذا الأمر لن يستغرق دقيقة واحدة:
– أن تقر بقلبك ولسانك (الإيمان اليقيني)، أن تلتزم (الالتزام بالشريعة)، بما جاء في قوله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ (كُلٌّ آمَنَ) بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.
تدبر قوله تعالى: “وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا”، فإذا كنت مخلصا حقا في (إيمانك)، وعقدت العزم على (الالتزام بشريعة الله تعالى)، إذن فعليك أن تقدم البرهان على صدق هذا الادعاء، (الثمار، والعطاء المتجدد على أرض الواقع)، وأن تبدأ فورا حياتك اليومية على ما عقدت العزم عليه!!
انتهت الدقيقة، وما عليك إلا (العمل الصالح)، وتذكر دائما قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ (ثُمَّ اسْتَقَامُوا) فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”!!
نعم … إن مأساة المسلمين، في (الاستقامة) على (العمل الصالح)، لذلك تأتي (الفتنة) في هذا السياق. فالذين يعتقدون أن “الشجرة الطيبة” مغروسة في قلوبهم، وأنهم ملتزمون بأحكام الشريعة الإلهية، سيختبرهم الله تعالى، ليعلم الصادق منهم من الكاذب، فيقول تعالى:
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ (يَقُولُوا آمَنَّا) وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ” – “وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ (صَدَقُوا) وَلَيَعْلَمَنَّ (الْكَاذِبِينَ)”!!
إنك بعد أن تؤمن، وتقر بالتزامك بشريعة الله تعالى (وهي مسألة محلها القلب)، يأتي دور الاستقامة على العمل (ومحله الواقع)، وهنا تبدأ (الفتنة)، ويبدأ (الاختبار).
إن الذين يدّعون صعوبة (أو استحالة) مواجهة هذه (الفتنة)، في عالمنا اليوم، وأن كل ما سبق الحديث عنه كلام في كلام…، هؤلاء هم:
– الذين (لا يريدون) توجيه (بوصلة) دنياهم نحو آخرتهم!!
– الذين (لا يريدون) تأسيس المجتمع الطيب (من جديد)، القائم على عروق وأصول وفروع “الشجرة الطيبة”!!
– الذين ينتظرون (المهدي)، ليواجه هذه (الفتنة) نيابة عنهم!!
– الذين أصبحت حياتهم محكومة بدنياهم، فلا تجد في أجندتهم اليومية إلا الدنيا، لقد أصبحت حاكمة على آليات عمل قلوبهم، فلا يفكرون إلا فيها، ولا يتعقلون إلا برؤيتها، ولا يتدبرون إلا وهي أمامهم تراقبهم!!
– إنهم (الكاذبون) … فهل عرفتهم؟!

“وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ، وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ” – “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى