يقول Soudi A Soudi تحت عنوان «التواصل المعرفي»:
١- «قرأت لاحد الاصدقاء موضوع خاص بالتواصل المعرفي يقول فيه ان القرءان ليس تبيانًا ولا تفصيلًا ولا تفسيرًا لكل شيء وإن القرءان لا يمكن فهمه الا من خلال التواصل المعرفي وهي نظريته ومكتشفها …»
* أقول:
صاحب هذه النظرية ومكتشفها منذ ما يزيد عن أربعة عقود اسمه «محمد السعيد مشتهري» وهو لم يسم اكتشافه بـ «التواصل المعرفي» المتداول على مستوى شعوب العالم:
وإنما انفرد باكتشاف الأداة الرئيسة لفهم القرآن والمحور الأساس الذي تدور حوله باقي الأدوات، وسمّاها «منظومة التواصل المعرفي» التي لم تنسب لأحد على مستوى شعوب العالم إلا لـ «محمد السعيد مشتهري».
٢- وطبعا ما قام على باطل فهو باطل، فكل ما كتبه بعد ذلك قام على أنه «التواصل المعرفي» وليس «منظومة التواصل المعرفي» التي لها أصولها وقواعدها وكيفية إثبات أن حجيتها من حجية القرآن.
لذلك قال:
«واستدل عليها بأن كل الأسماء والافعال والاحرف في القرءان لا يمكن لنا معرفتها من القرءان بل من خلال نظريته التي أشرنا اليها والتي تقول إن الأسماء والافعال والاحرف في القرءان ليست من القرءان بل من خارجه»
* أقول:
شيء غريب وعجيب أن يقول كلاما غير منطقي على الإطلاق، كيف تكون «الأسماء والأفعال والأحرف» غير موجودة في القرآن؟!
أنا قلت، حسب «م ت م» لا يوجد «معنى» أي كلمة من كلمات القرآن داخل القرآن، ذلك أن معاني ومسميات كلمات القرآن موجودة خارجه.
٣- ثم يقول:
* «وهذا الطرح هو استبدال موضوع التواتر (النقل من الإباء عن الأجداد … الخ) التي درج الناس على ترديدها مؤخرًا لبيان ان الصلاة والحج وغيرهم ليس لهم تفصيل من القرءان وانما التفصيل في نظريته هو وفقط (التواصل المعرفي)»
* أقول:
لقد بينت في الكتب والمقالات والفيديوهات الفرق بين «م ت م» وبين التواتر العملي المذهبي، ولكنهم قوم لا يقرؤون وإذا قرؤوا لا يعقلون.
٤- ويقول:
(أ): «لا ننكر ان التواصل المعرفي في شتى مجالات الحياة هو الذي يرتقي بالعلوم والأفكار على مر التاريخ وان المسميات كانت معلومة ومعروفة قبل القرءان بل وقبل كل الرسالات من خلال التواصل المعرفي بل وتطورت بعده واستحدثت أسماء جديدة بمدلولات جديدة فعلى سبيل المثال قبل ثلاثون عاما لم نكن نسمع عن شبكة الانترنت إو الايفون والجالاكسي وغيرها»
(ب): «لكن ما اغفله وغفل عنه صاحب النظرية أن القرءان كتاب دين وليس كتاب أحياء وجغرافيا وتاريخ وكيمياء وفلك … الخ فليس من المنطقي أن يشرح لي القرءان اسم البقرة والوانها ومنشأها وشكلها ويضع لي صورتها حتى اراها … ولا ما هي السماء وارتفاعها وسمكها ومحتوياتها من نجوم وكواكب وابراج… هذا عين العبث».
(ج): «عندما نقول عن كتاب كيمياء انه تفصيل وتبيان وتفسير كل شيء فلن يفهم السامع ان هذا الوصف عن كل مجالات الحياة كالفيزياء والاحياء والرياضيات … الخ بل سيفهم ان كتاب الكيمياء الذي قلنا انه تفصيل وتبيان وتفسير كل شيء يخص كل شيء بالكيمياء»
(د): ثم إن التواصل المعرفي للمسميات على مر العصور لم يرتبط بالدين ابدًا فالناس تتواصل في كل مجالات الحياة وتسمي الأشياء التي تستجد بمسميات جديدة تتوارثها الأجيال وعندما تنزل رسالة من السماء لابد ان تستخدم لسان القوم التي نزلت عليهم ومسمياتهم ليفهم من يسمع منهم رسالة السماء وغايتها وهذا ليس سبق للكاتب الذي بشر بأنه اكتشف نظرية التواصل المعرفي بل هذا ما أخبر به الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم قال تعالى
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
* «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
(هـ): «فعندما نزلت الرسالة بلسان قوم بينت بيانًا تامًا وفسرت وفصلت مراد الله في ذات الرسالة بلسان هؤلاء القوم… فالخلط بين أن المسميات سبقت القرءان وعليه فالقرءان لا يفسر الا بها … الله تبارك وتعالى هو من اقرها [إبراهيم:4 &الدخان:58] …. وبذات اللسان الذي نزلت به الرسالة بين وفسر وفصل كل ما يخص الدين في ذات الرسالة».
(و): ثم لنأتي إلى اهم نقطة اغفلها صاحب الطرح وهي أن الشيطان توعد أن يضل كل البشر قال تعالى:
* «قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ»
وقال تعالى:
* «قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ – ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ»
وقال تعالى:
* «لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا – وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا – يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا»
(ز): ويكفي في هذه الآيات قول الشيطان:
«لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ»
والصراط المستقيم هي رسالة الله تبارك وتعالى من السماء
ولقد حذر تبارك وتعالى البشر من الشيطان ومكره قال تعالى
* «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ»
وهذا إعلان صريح بعداوة الشيطان لبني آدم عداوة لا هوادة فيها ولا مجاملة، وأن على العباد أن يقابلوا هذه العداوة بمثلها «فاتخذوه عدوا».
فالشيطان لا يهمه ان يغير مسميات الكيمياء ولا الاحياء ولا الفلك ولكن الشيطان مهمته صرف الناس عن الصراط المستقيم تحديدًا وهي رسالة السماء.
الشيطان لم ولن يقدم استقالته ولم ولن يهتم سوى بإضلال البشر وصرفهم عن الصراط المستقيم.
ولو كانت رسالات السماء يتم نقلها بـ «التواصل المعرفي» ولم يلقي الشيطان فيها بأمنيته (وهي اضلال البشر) لكانت رسالة واحدة تكفي الناس جميعًا يتناقلها جيل بعد جيل بتواصل معرفي عالمي أو أممي أو سمه ما شئت ولا حاجة لتكرار هذه الرسالة.
* أقول:
كله عك في عك في عك … فما قام على باطل فهو باطل، ولا علاقة له بـ «منظومة التواصل المعرفي» … ويستطيع أي طفل درس «م ت م» من مصادرها، أن يرد على هذا الكلام المتهافت
٥- ثم يقول:
(أ): «وحدد الكاتب سبب توصله لنظريته هي الصلاة وأنها متواصلة تواصل معرفي منذ إبراهيم في المسجد الحرام حتى يومنا هذا في المسجد الحرام والمسجد النبوي لكن كتاب الله ينفي هذا القول قال تعالى:
«وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً»
* أقول:
وهذا خير برهان على «العشوائية الفكرية» ذلك أن «م ت م» تبدأ حجيتها منذ بعثة رسول الله محمد، ولا علاقة لها بما قبل بعثته بيوم، لأنها تتفاعل مع «النص القرآني» الذي كان يتنزل عليه.
وبناء عليه، فإن كل ما يقوله بعد ذلك باطل باطل:
(ب): وبالتواصل المعرفي نجد أن مكاء وتصديه هو تصفيق وصفير فهل كان إبراهيم يصلى بالتصفيق والصفير ونقلت عنه حتى وصلت لقريش بالتواصل المعرفي؟!
(ج): كما أننا نجد أن أصحاب الملل الأخرى لديهم تواصل معرفي عن مللهم فالمسيحيين لديهم تواصل معرفي أن عيسى بن الله ومنهم من لديه تواصل معرفي أن المسيح هو الله وقس على ذلك باقي الملل فهل هذا التواصل المعرفي صحيح؟!
٦- إن المطلوب منا في كتاب الله شيئين:
(أ): الايمان بكل ما ورد بالكتاب بالغيب.
(ب): معرفة ما يخص العبادات تحديدًا، وهذه مفصلة تفصيل كافي وافي في القرءان.
(ج): فالله تبارك وتعالى لن يسألنا عن قصص الأنبياء ومن لم يعرف تفاصيلها يدخل النار ولكن قصص الأنبياء جاء للعبرة وملخصها ان من يعص الله يعذبه في الدنيا والاخرة.
والله تبارك وتعالى لن يسألنا كم عدد السماوات وهل ترتفع بأعمدة أو بدون ولن يسألنا كم عدد أشهر الحمل للنساء …. الخ.
(د): ولكن ما سيسألنا عنه هو المحرمات لأنه فصل لنا ما حرم علينا … وسيسألنا عن العبادات لأنه فصل لنا العبادات كلها من صلاة وزكاة وصيام وحج وخصوصًا الصلاة التي كثر الحديث عنها فالصلاة خاصة الحركية تكون مفصلة إذا أجبنا عن هذه الأسئلة من داخل القرءان:
* كم عدد الصلوات المفروضة والنافلة؟
* متي تبدأ ومتي تنتهي كل صلاة؟
* ماذا نفعل لندخل الصلاة؟
* ما هي حركات الصلاة؟
* ماذا نقول في الصلاة؟
* على من تجب الصلاة؟
وكل هذه الأسئلة لها إجابات واضحة في القرءان وبصفحتي منشور مفصل في هذا الشأن.
* أقول:
وأنا لا أعلم من هم الذين يستغفل عقولهم هذا الرجل؟!
أين هي هذه الإجابات الواضحة في القرآن؟!
إذا كان معنى كلمة «الصلاة» نفسها غير موجود في القرآن، فيكف أجبت أيها «الجهبذ» من داخل القرآن، على هذه الأسئلة المرتبطة بمفهوم ومعنى الصلاة؟!
٧- ثم يقول:
«والقول بأن الصلاة اسم دال على مدلول غير مفصل في القرءان فمعروف بلسان القوم الذي نزلت به الرسالة والتي اختاره الله لتوصيل رسالته أن الصلاة (الدال) عبادة لله (المدلول) وليس هذا عند اتباع الرسالة الخاتمة بل عند كل البشر»
* أقول:
إذن فعندما تقول إن قوم رسول الله محمد كانوا يعرفون معنى «الصلاة» التي أمر الله بها المؤمنين، تكون قد اعترفت بحجية «م ت م» وأنت لا تدري:
لأن هذه الصلاة التي صلّاها الذين آمنوا مع رسول الله محمد في المسجد الحرام، هي التي يصليها المسلمون في المسجد الحرام إلى اليوم، بالتقليد والمحاكاة، عن طريق «م ت م».
ختاما:
كلما أقرأ منشورا لهؤلاء الذين لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يتدبرون … أتعجب من حال القوم الذين يُعجبون بهذا الهراء الباطل المتهافت.