نحو إسلام الرسول

(1830) 8/6/2021 من مقتضيات الإيمان [٨]

إن «كتاب الإنسان» لا يُغلق بموته، كما يظن الذين لا يعلمون حقيقة «دين الإسلام»، لأنه لن يحاسب في الآخرة على سعيه فقط، وإنما أيضا على آثار هذا السعي، فتدبر:
١- «أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ – وِزْرَ أُخْرَى»:
– «وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ – إِلاَّ مَا سَعَى»
* «وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى – ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأوْفَى»
فإذا أراد «ممثل» أن يتوب ويدخل في «دين الإسلام»، فعليه أن يُعلن توبته في وسائل الإعلام المختلفة، وأن يتبرأ من أعماله الفنية، وأن يطلب من المسؤولين عدم إذاعة هذه الأعمال، ولو أنفق ماله كله في سبيل تحقيق ذلك، فقد سعى:
* «وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى»
إن كل عمل يترك «آثارًا» حسنةً أو سيئةً بين الناس، سيتحمل الإنسان ثمرة آثاره في حياته أو بعد وفاته، والآثار السيئة هي التي تضل الناس، كمؤلفات «محمد شحرور»:
٢- «لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ»:
– «وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ»
أوزار الذين اتبعوا الضالين في ضلالهم.
٣- «وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ»:
– «وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ»
– «وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ – عَمَّا كَانُواْ – يَفْتَرُونَ»
* التابعون والمتبوعون يفترون على الله الكذب.
٤- «يُنَبَّأُ الإِنْسَان يَوْمَئِذٍ – بِمَا قَدَّمَ – وَأَخَّرَ»
فـ «بِمَا قَدَّمَ» مفهومة، فماذا عن «وَأَخَّرَ» أَخَّر ماذا؟!
كناية عن «الأعمال» التي كان يريد استكمالها، سواء كانت حسنة أو سيئة، ثم جاء الموت فمنعه من ذلك، وقام باستكمالها غيره، كما يستكمل اليوم «الشحروريّون» أعمال شيخهم «محمد شحرور» الذي ستعلم نفسه يوم القيامة ما قدمت وأخرت:
٥- «عَلِمَتْ نَفْسٌ – مَّا قَدَّمَتْ – وَأَخَّرَتْ»
إن شياطين الإنس يتحلمون وزرين:
(أ): وزر ضلالهم، وما قدمت أنفسهم، وهذه مسؤولية فردية.
(ب): وزر إضلالهم غيرهم، وهذه مسؤولية جماعية لا تتعارض مطلقًا مع قول الله تعالى:
* «وَلاَ تَزِرُ – وَازِرَةٌ – وِزْرَ أُخْرَى»
التي تتعلق بـ «المسؤولية الفردية» التي لم يشاركه فيها غيره.
٦- إن من «مقتضيات» إيمان المسلم الإقرار بأن كل كلمة من كلمات القرآن هي من «كلام الله» الذي لا يتبدل ولا يتغير إلى يوم الدين:
* «وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ – (لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) – وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً»
(أ): ولقد كان قوم رسول الله محمد، يعلمون معنى كل كلمة من «كلام الله» الذي نزل على رسوله محمد، عليه السلام، فلم يكن القرآن يحمل بداخله معجم «معاني» كلماته.
ومن هذه الكلمات المتعلقة بـ «أحكام القرآن» كلمة «الجلباب» وكلمة «الخمار»، باعتبارهما من لباس المرأة الذي نزل القرآن لـ «تعديله» وليس لـ «تشريعه» كما يظن «الجُهّال»:
(ب): «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»
– «بِخُمُرِهِنّ»:
التي «يعرفونها»، ونقلتها معاجم اللغة العربية و«منظومة التواصل المعرفي»، وأنه يحب أن يستر «الخمار» صدر المرأة لإخفاء معالم «ثديها» الذي ظل فتنة للرجال في الجاهلية الأولى وحتى الجاهلية المعاصرة.
* إن كل امرأة أعلنت أنها آمنت وأسلمت وجهها لله تعالى ودخلت في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، فرض عليها أن تلبس «الخمار» وليس غير «الخمار»:
لأن الله تعالى لو أراد أن تغطي المرأة رأسها وصدرها بأي ثياب لقال تعالى:
* «وَلْيَضْرِبْنَ (بثيابهن) عَلَى جُيُوبِهِنَّ»
فهل فهمتم أيها «الشحروريّون» الغافلون؟!
في الحقيقة: أشك.
(ج): «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ»
– «جَلاَبِيبِهِنَّ»:
التي «يعرفونها»، ونقلتها معاجم اللغة العربية و«منظومة التواصل المعرفي»، وأنه يحب أن يستر «الجلباب» جسم المرأة لإخفاء معالمه.
* إن كل امرأة أعلنت أنها آمنت وأسلمت وجهها لله تعالى ودخلت في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، فرض عليها أن تلبس «الجلباب» وليس غير «الجلباب»:
لأن الله تعالى لو أراد أن تستر المرأة جسمها بأي ثياب لقال تعالى:
* «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن (ثيابهن)»
هل فهمتم أيها «الشحروريّون» الغافلون؟!
في الحقيقة: أشك.
٧- إن المرأة «المسلمة» التي لا تقبل الالتزام بـ «كلام الله» في أهم حكم من «أحكام النساء» يتعلق بأخطر الأمراض النفسية وهو مرض «الشهوة الجنسية»:
الأمر الذي جعل الله تعالى يشير إليه في سياق هذا الحكم مخاطبًا الرجال والنساء:
* «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ (يَغُضُّوا) مِنْ أَبْصَارِهِمْ – (وَيَحْفَظُوا) فُرُوجَهُمْ – ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ – إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ»
* «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ (يَغْضُضْنَ) مِنْ أَبْصَارِهِنَّ – (وَيَحْفَظْنَ) فُرُوجَهُنَّ – وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا – وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ …»
إن هذه المرأة التي لا تقبل الالتزام بـ «كلام الله» امرأة «منافقة» إن ماتت على ذلك كان مصيرها الدرك الأسفل من النار، حتى وإن كانت تقيم الشعائر التعبدية كلها:
فكيف تطعين «كلام الله» في إقامة الشعائر التي «بينك وبينه»، ولا تطيعينه في إقامة الأحكام التي «بينك وبين الناس»؟!
* هذه عينة واحدة فقط، تبيّن حجم «المصيبة العقدية» الموجودة في بيوت معظم المسلمين، وفي أعمالهم وأسواقهم، وفي أجهزة إعلامهم:
وسيقولون إن «محمد مشتهري» يفرض على نساء المسلمين ما لم يفرضه السلفيّون على نسائهم، وما لم يفرضه أئمة الفرق الإسلامية، وما لم يفرضه علماء الأزهر والحوزات العلمية … إلى آخره.
* أقول:
– «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ – أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»
* تفضلوا:
– «هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ – إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
ولم ولن يخرج علينا جهبذ من جهابذة السلف، أو الشحروريّين أو القرآنيّين أو الملحدين المسلمين، بدليل قرآني واحد، يُخرج المرأة «المسلمة» التي لا تلبس «الخمار والجلباب» من الدرك الأسفل من النار، وأنا منتظرون.
* ألم أقل إن سلسلة مقالات «من مقتضيات الإيمان» ستصيب الناس بالاكتئاب؟!
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى