نحو إسلام الرسول

(1829) 7/6/2021 من مقتضيات الإيمان [٧]

تكلمنا عن المنافقين وأنهم أخطر ملل الكفر عرفتها البشرية، وقد كانوا في عصر التنزيل يُظهرون الكفر ويُعلنون الإيمان والإسلام ويبنون المساجد، أما اليوم فيُظهرون الكفر جهارًا باسم التنوير والقراءة المعاصرة للقرآن، ويتبعهم آلاف المسلمين.
١- لقد أصبح الانتساب إلى «دين الإسلام» مسألة شكلية «ظاهرية» لا يُعرف فيها الصادق من الكاذب إلا من خلال تصرفاته ومدى التزامه بـ «أحكام القرآن»، وليس كل من تكلّم عن القرآن وأحكامه «مؤمنًا مسلمًا» فالله تعالى يهدي بالقرآن ويضل به في نفس الوقت:
(أ): يقول الله تعالى:
* «قُلْ هُوَ (لِلَّذِينَ آمَنُوا) هُدًى وَشِفَاء»:
– «وَالَّذِينَ (لاَ يُؤْمِنُونَ) فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى»
(ب): ويقول الله تعالى:
* «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ (لِّلْمُؤْمِنِينَ)»:
– «وَلاَ يَزِيدُ (الظَّالِمِينَ) إِلاَّ خَسَاراً»
(ج): ويقول الله تعالى:
* «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»:
– «فَأَمَّا (الَّذِينَ آمَنُواْ) فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ»
– «وَأَمَّا (الَّذِينَ كَفَرُواْ) فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً»
* «يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً – وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً – وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ (الْفَاسِقِينَ)»
٢- عندما يحذر الله رسوله محمدًا والذين آمنوا معه، من الوقوع في الشرك بالله الذي وقعت فيه الأمم السابقة، وذلك بـ «نص قرآني قطعي الدلالة» فيقول الله لهم:
* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
فإن السؤال:
هل ينفع إيمان ٩٩٪ من المسلمين بـ «الربوبية»، وهم قد كفروا بـ «الإلوهية»، يوم أعطوا ظهورهم لتحذير الله لهم من «التفرق في الدين»؟!
والجواب:
إن الارتباط الوثيق بين الإيمان بـ «الربوبية» والإيمان بـ «الإلوهية» قائم إلى يوم الدين لا يفصل بينهما إلا جاهل أو كافر.
٣- إن فعالية «الربوبية» تشمل الكون كله، فـ «الله» رب كل ذرة من ذرات هذا الكون، يرزقها من حيث لا تحتسب، وهو سبحانه رب المؤمن والكافر، فمن أحسن منهما استخدام الأسباب والسنن الكونية أعطاه نتائجها.
إن العالم المتقدم «غير المسلم»، يؤمن بفعالية «الربوبية» في هذا الكون، وبعطاءاتها التي لا تُحصى، ولم يؤمن بفعالية «الإلوهية» ووجوب طاعة «الله» والإيمان بالنبي الخاتم محمد واتباع كتابه:
ومع ذلك لم يمنعه الله من الاستفادة من «عطاء الربوبية» في هذا الكون، حتى وصل بتقدمه العلمي والتكنولوجي إلى حد يُعتبر من عالم الخيال.
٤- إن الثمرة الدينية، لحرث المؤمن والكافر في هذا الكون، تظهر في الآخرة وليس في الدنيا، فتدبر:
* «مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرةِ – نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ»
* «وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا – نُؤتِهِ مِنْهَا – وَمَا لَهُ فِي الآخرةِ مِن نَّصِيبٍ»
والسؤال:
هل لحرث ٩٩٪ من المسلمين نصيب في الآخرة، وهم الذين سلّموا بتخلفهم وتفرقهم «عطاءات الربوبية» لغير المسلمين فأصبحوا هم الشهداء على الناس، بعد أن خرج المسلمون بتخلفهم وتفرقهم من النور إلى الظلمات؟!
٥- لقد أثبتنا في المقالات السابقة، أن ٩٩٪ من المسلمين لم يدخل «الإيمان» قلوبهم، وهم الذين ورثوا الإيمان والإسلام المذهبي وهم في بطون أمهاتهم، ثم خرجوا يتبعون الفرق الإسلامية المعروفة كلٌ حسب حظه ونصيبه.
والسؤال:
(أ): ألا تحتاج هذه «المصيبة العقدية» الكبرى، التي أصابت «٩٩٪» من المسلمين، إلى نظرة علمية جادة، من نجوم الإلحاد والتنوير، والقراءة المعاصرة لآيات الذكر الحكيم، وأصحاب بدعة «القرآن وكفى»؟!
(ب): ألا تحتاج هذه «المصيبة العقدية» الكبرى، التي أصابت «٩٩٪» من المسلمين، إلى أن يتوقف المصابون بفيروس هدم التراث الديني للفرقة التي ولدوا فيها، وكفاهم «قال الراوي»، وعليهم بـ «قال الله»؟!
(ج): ألا تحتاج هذه «المصيبة العقدية» الكبرى، التي أصابت «٩٩٪» من المسلمين، إلى أن يفهم «الببغاوات»، أن الدخول في «دين الإسلام»، يستحيل أن يتحقق في يوم من الأيام، بهدم التراث الديني للفرق الإسلامية كلها؟!
(د): ألا تحتاج هذه «المصيبة العقدية» الكبرى، إلى أن يفهم «المتبوعون»، والببغاوات «التابعون»، أن الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، فرض عين على الـ «٩٩٪» من المسلمين، وأن من دخل فقد خلع ثوب «تراث» فرقته الديني كله ولبس ثوب «القرآن»؟!
(هـ): ألا يعلم، أصحاب الحسابات والصفحات الدينية التنويرية، الشحرورية وغيرها، والذين يتبعونهم بغير علم، أنهم خرجوا إلى الناس بدعواتهم الإلحادية من أرض «خبيثة» أصلًا وهي أرض «التفرق في الدين»، وكان عليهم أن يدخلوا في «دين الإسلام» أولًا، ولو أنهم دخلوا ما أصبحوا نجوم تنوير، وما اتبعهم إلا قلة تعد على أصابع اليد؟!
٦- إن مشكلة المشاكل، وأزمة الأزمات، أن ٩٩٪ من المسلمين لا يشعرون بأنهم في «مشكلة إيمانية»، ولا بأنهم في أزمة مصيرية»، وهذا الكلام ليس نظريًا وإنما «واقع» مشاهد يراه «أُوْلُواْ الأَلْبَابِ»:
والسؤال:
أليس هذا «الواقع» الذي يعيش فيه ٩٩٪ من المسلمين «منكرًا» أمر الله «المؤمنين» النهي عنه؟!
والجواب:
فأين هم «المؤمنون»، الذين يعملون بمقتضيات إيمانهم، الذين لا يفصلون بين «الإيمان» و«العمل»، كما أمرهم الله في كثير من الآيات بقول تعالى «الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ»؟!
فإذا ذهبنا إلى «المسلمين» وجدناهم هم أنفسهم الذين يرتكبون منكر «التفرق في الدين» فكيف ينهون عنه؟!
إن الأزمة الإيمانية الكبرى والخطيرة، أن «٩٩٪» من المسلمين لا يصدّقون أنهم في «أزمة إيمانية»، فقد خرجوا أصلًا من بطون أمهاتهم «مؤمنين مسلمين» يقيمون الشعائر التعبدية حسب مذهب «الفرقة الناجية» التي ولدوا فيها:
فلماذا يُغيّرون ما بأنفسهم، وقد استقرت أحوالهم الدينية ومعايشهم على شريعة «الفرقة الناجية»، وقد ضمنوا دخولهم الجنة؟!
* تصوّروا:
«٩٩٪» من المسلمين، أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا، ومع ذلك يضمنون دخول الجنة، برواية «الفرقة الناجية»، ويعتبرون نسبة الإعجاب بنجومهم، «المرتفعة جدا»، دليلًا على رضى الله عنهم:
* تصوّروا؟!
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى