نحو إسلام الرسول

(182) 22/5/2014 (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ”)

لماذا الإعراض عن (الجاهلين)، بعد أخذ (العفو)، والأمر بـ (العرف)، عند الدعوة إلى الله تعالى؟!
– لأن (الإسلام)، كما ذكرت في منشور الأمس: (علمٌ)، والمسلمون (علماء)، قد أقاموا (بأنفسهم) تديّنهم على (علم)، وليس اتباعا لآبائهم، أو تقليدا أعمى، لأصحاب التوجهات الفكرية المعاصرة.
– و(الجاهل) يضل الناس بغير (علم)، لذلك كان أشد خطرا على الفكر الإنساني من (الأمي)، الذي لا يعلم، أصلا، فيسهل عليك (في سياق الدعوة إلى الله) أن تنير أمامه الطريق الهادي إلى صراط ربه المستقيم.
– (الجاهل) يعلم علما باطلا، يعتقد أنه الحق، وهو عند الله من الأخسرين أعمالا: “الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً”!!
– (الجاهل) يجادل: “فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ”، لذلك تجده دائما، عندما ينقل عن الآخرين ما لا علم له به..، يضع نفسه في (مآزق علمية)، ويظهر ذلك جليا عند تدبر كلامه ومشاركاته وتعليقاته!!
– (الجاهل)، يدّعي (العلم)، ولا يملك أداة واحدة من أدواته، فإذا كان جهله يتعلق بـ (القرآن)، تجده لا يملك آلية (تدبره)، ولا يملك أداة (اللسان العربي)، الذي نزل به القرآن…، ثم تراه، على شبكة التواصل الاجتماعي، لا دور له إلا إثارة الشبهات (مقلدا لآخرين)، كما تراه يُقحم نفسه في مسائل فقهية، قرآنية..، لا يملك أصلا أدوات فهمها!!
إن (العلم) لا يقابل إلا بـ (علم)، و(علم) القرآن يبدأ بتعلم أصول وقواعد (اللسان العربي)، لأنها المفتاح لعطاء “الآية القرآنية”..، وعلم (التدبر)، وعلم (السياق)….، فلا تدبر، ولا فهم للسياق القرآني، بمعزل عن (اللسان العربي)..، فأردت أن ألفت النظر إلى هذه الحقائق!!
والحقيقة، أنا أتعجب…، كيف يجادل مسلم، في أحكام فقهية (قرآنية)، ويصر على تقليده (الأعمى) لأفكار بعض أصحاب التوجهات القرآنية المعاصرة، وهو لا يعلم الفرق بين الفاعل والمفعول، والمضاف والمضاف إليه؟!! ولولا أن هذه الصفحة ليست مخصصة لتصحيح الأخطاء النحوية لهؤلاء المتطفلين على العلم، لكشفت عن هذه الأزمة الكبرى، التي يعاني منها الفكر الإسلامي، ألا وهي:
أن تجادل في أحكام (القرآن)، وتؤمن أنه كلام (رب العالمين)، وأنت لا تملك الأدوات التي أمرك (رب العالمين) بالأخذ بها (عند التعامل مع هذا القرآن)، وعلى رأسها (اللسان العربي) المبين!!

– “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) – (فَيُضِلُّ) اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ، (وَيَهْدِي) مَنْ يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”
– “وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ – نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ – عَلَى (قَلْبِكَ) لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ – بِلِسَانٍ (عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى