نحو إسلام الرسول

(180) 16/5/2014 (الآية القرآنية، وفقه إدارة الأزمات)

كثير من المسلمين، يتعاملون مع كتاب الله، باعتباره مصدرا معرفيا للدراسة والبحث، وليس (آية إلهية)، تحمل آليات وأدوات تفعيلها في ذاتها، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور!!
كثير من المسلمين، يعتقدون أن كتاب الله، صالح لكل زمان ومكان، فإذا سألناهم: إذن لماذا لم يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، وطبعا في مقدمة الناس (المسلمون)؟! ذهبوا إلى أمهات كتب السلف يبحثون عن الإجابة!!
فإذا نظرنا إلى ما أسفرت عنه جهود أصحاب الدراسات القرآنية المعاصرة، فلن نجد مشروعا قرآنيا متكاملا، يصلح لإدارة الأزمات والتحديات المعاصرة، بصورة (علمية) و(عملية)!!
وقبل أن يتسرع أحد، مشيرا إلى وجود مشروع فلان…، أقول: إن الموجود على الساحة الفكرية، دراسات (موضوعية) مفككة، تستند إلى آيات الذكر الحكيم!! فنجد دراسة عن “المرأة في القرآن”، وعن “الجهاد”، وعن “الميراث”، وعن وعن …، ومعظم هذه الدراسات تقوم على النظر إلى الأزمة المعاصرة، ثم تبحث لها عن حل من القرآن!! وهذه وحدها أزمة!!!
إن نصوص “الآية القرآنية”، نزلت لتَحكُم لا لتُحكَم!! وهذا معناه أن يكون لدى المسلمين (ومن قبل ظهور الأزمات)، رؤية قرآنية متكاملة، للحياة في ظل الشريعة الإسلامية، في جميع مناحي الحياة، يشارك في وضعها نخبة من علماء العصر، من كافة التخصصات العلمية.
إن أحكام الشريعة القرآنية، منظومة متكاملة، وبناء محكم، وحدود يحرم تعديها!! إنها أحكام إلهية ثابتة، قائمة بين الناس إلى يوم الدين. ولقد ورد التحذير من تعدي حدود الله في العديد من السياقات القرآنية، ومن ذلك قوله تعالى في سورة النساء، بعد بيان أحكام (الميراث):
“تِلْكَ (حُدُودُ اللَّهِ) وَمَنْ (يُطِعْ) اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [13] وَمَنْ (يَعْصِ) اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَ(يَتَعَدَّ حُدُودَهُ) يُدْخِلْهُ نَاراً (خَالِداً فِيهَا) وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [14]
فهل قرأ هذه الآيات، من جعلوا ميراث المرأة مساويا لميراث الرجل؟!
ألم يقل الله تعالى، بـ (الدلالة القطعية): “لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ”؟! أليس هذا (الفرض) من حدود الله التي يحرم تعديها، مهما كانت الأزمات، والتحديات، التي يواجهها المسلمون؟! ألا يعلم من خلق؟!
لذلك، ووفق أصول البحث العلمي، على أصحاب هذه القرءات القرآنية الشاذة، أن يُوقفوا العمل بأحكام الميراث كلها (ليه ميراث المرأة فقط)!! إن آيات المواريث منظومة متكاملة، (شجرة المواريث)، فأي عبث في جزء منها، يؤثر على باقي الأجزاء، فاقطعوا الشجرة من جذرها، تكونوا منطقيين مع أنفسكم!!
إن الأزمات والتحديات التي يواجهها المسلمون اليوم، لن تعالج إلا برؤية قرآنية متكاملة، فإذا غابت هذه الرؤية، وغاب المشروع وآليات تفعيله…، فلينتظر المسلمون “مَعِيشَةً ضَنكاً”، فوق ما هم فيه!!
إن من علامات قدوم هذه المعيشة الضنك، أن يخرج علينا (الدجال)، يطلب من نصوص “الآية القرآنية”، أن تواجه هذه الأزمات بـ (عصى موسى)، وإلا لا بديل عن تحريفها لتتماشى مع الحداثة والمعاصرة!!
والله العظيم…، لقد انتهى عصر الآيات الحسية!!

“وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” – “قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً” – “قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ (آيَاتُنَا) فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى