نحو إسلام الرسول

(179) 13/5/2014 (عندما يرى المقلد العلمَ هروبا!!)

قلت، في المنشور السابق: “إنه من الضروري، أن يعلم من (ينتقد) ما جاء في المنشور، أنني لا أقبل نقدا عشوائيا، ولا نقدا على طريقة (القص واللصق)، ولا نقدا لصديق لم يتدبر ما جاء في المنشور”..، ولكن، سأضطر إلى بيان مسألتين في غاية الأهمية، لعل من اتهمني بالهروب يرجع عن اتهامه!!
أولا: يجب أن نفرق بين الكلام المرسل، والكلام العلمي. الكلام (العلمي)، هو الذي يحمل براهين علمية، أما الكلام المرسل، فيترك الحجج والبراهين، ويذهب يمينا وشمالا، لا تعرف ماذا يريد!!
إن من رحمة الله بالناس، أن قيد فريضة الحج بـ (الاستطاعة)، والاستطاعة لا تتعلق فقط بمن أراد الحج، وإنما أيضا بالظروف الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والصحية..، التي تراها الدولة (السعودية) مانعة لأداء الحج في عام معين!!
إن الحج فرض على المستطيع (مرة واحدة في حياته)، أما الذي يحدث في واقع الأمر، أن ما يزيد عن 70% من الحجيج، يحجون كل عام!!! فهل يعقل أن نُبقي على هذه المصيبة الكبرى كما هي، ونذهب نبحث عن حل، لا لعلاجها، وإنما لإعطائها مساحة أكبر، فنجعل الحج يتم على (أربع مرات في أشهر الحج)، وذلك على حساب تحريف آيات الذكر الحكيم!!
ثانيا: يقولون: إن جملة “الحج أشهر معلومات”، تعني أن الحج يكون في أربع أشهر معلومة للأمة وهي الاشهر الحرم”!! وهذا كلام مرسل لا علاقة له بقواعد اللسان العربي، ولا بالسياق القرآني!!
إنهم عندما يقولون: إن جملة “الحج أشهر معلومات” تعني “أن الحج يكون (في) أربع أشهر”، فمن أين جاؤوا بحرف الجر (في)؟! هل موجود في هذه الآية؟!
إنهم عندما يقولون: إن كلام (رب العالمين)، (نص واضح للعيان)، فهل كلام رب العالمين، الواضح للعيان، فيه حرف الجر (في)؟!! يعني هو احنا علشان نحارب السلف، ونتخلص من الكتب الصفراء، نتعامل مع النص القرآني، بدون أدوات لفهمه؟!
تعالوا نفهم سويا: يقول الله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”، الحج مبتدأ، وأشهر خبره مرفوع، والمبتدأ والخبر لا بدّ أن يصدقا على ذاتٍ واحدٍ، والحج (فعلٌ) من الإفعال، وأشهر (زمن)، إذن فيستحيل فهم النص على ظاهره، ولابدَّ من التأويل!!
و(التأويل) علم، له قواعده، فمثلا: إذا أضفنا حرف (في) إلى النص، لم تعد كلمة أشهر مرفوعة، وهي في كلام رب العالمين مرفوعة (أَشْهُرٌ)!! يبقى حنعمل إيه؟!
إننا إذا قبلنا مرجعية (اللسان العربي) هدمنا الكلام المرسل، ويصبح كلامنا كلاما علميا، وهنا نكون قد استعنا بمصدر معرفي من خارج القرآن، وهو “منظومة التواصل المعرفي”!! فلماذا نؤمن ببعض، ونكفر ببعض؟!!
إن “منظومة التواصل المعرفي”، هي التي تفاعلت، على مر العصور، مع (النص القرآني)، فنقلت إلينا تفصيل ما أجمله القرآن، ومن ذلك مسألة (الإحرام)!!
الحقيقة، هناك مسائل كثيرة، في كلامهم المرسل، تحتاج إلى رد، كقولهم: (أن الحج يكون في أربع أشهر معلومة للأمة وهي الاشهر الحرم)!!
وهل في كلام رب العالمين (الذي يحتجون به) أن الحج يكون في (أربع) أشهر؟! من أين جاؤوا بهذه (الأربعة)؟!
إن الربط بين أشهر الحج، والأشهر الحرم، لا دليل عليه من كتاب الله!! فأين الآية التي تقول إن أشهر الحج هي الأشهر الحرم؟!! أما إذا كان الدليل هو الاستنباط، فالاستنباط علم، من علوم السياق القرآني، وأداة من أدوات فهم القرآن، له قواعده وأصوله، إما أن نأخذها كلها، أو نتركها كلها!!
يكفي هذا دليلا على ما أقوله دائما: إن مدرسة (تدبر القرآن) في خطر!! وأزيد الآن: إن الخطر يأتي من ناحية أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة، والتابعين لهم، المقلدين بغير علم!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى