أعلم جيدا أن هناك شبهات، ولقد قرأت معظم ما يستحق أن يقرأ منها، وإلا ما دخلت (عش الدبابير) بإرادتي، وأمام مئات المعجبين، المقلدين لأصحاب القراءات القرآنية (غير الرشيدة)، الناشرين لآرائهم (بغير علم)، عبر صفحات شبكة التواصل الاجتماعي (الإنترنت)!!
إنه من الضروري، أن يعلم من (ينتقد) ما جاء في المنشور، أنني لا أقبل نقدا عشوائيا، ولا نقدا على طريقة (القص واللصق)، ولا نقدا لصديق لم يتدبر ما جاء في المنشور، فبرجاء إعادة قراءة المنشور، وتدبروا ما يلي:
1- قلت: “… بل إن الآية التي حملت الخبر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، هي التي جاءت بوجوب (الإحرام)، فقال تعالى بعدها: “فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ…”.
فعليكم أن تبحثوا في اللسان العربي، الذي نزل به القرآن، وقولوا لنا: ماذا تعني جملة (فَرَضَ فِيهِنَّ)؟! من الذي فرض، و(في) أي شيء؟!!
2- بتدبر السياقات القرآنية، نعلم أن (الإحرام) شرط أساس لقبول الله أعمال وشعائر الحج، لذلك قلت: “إن من الآيات الدالة على وجوب (الإحرام) قوله تعالى في سورة المائدة: “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)، وقوله تعالى بعدها: “وَإِذَا (حَلَلْتُمْ) فَاصْطَادُوا”.
فعليكم أن تبحثوا في اللسان العربي، الذي نزل به القرآن، وقولوا لنا: ما تعني كلمة (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)، وكلمة وَإِذَا (حَلَلْتُمْ)؟! ما هو هذا (الإحرام)، وكيف ومتى يتم؟!
3- قلت في المنشور: “إذن فلنتفق (أولا) على منهج، في التعامل مع النص القرآني”، فهل لاحظتم كلمة (أولا)؟!! هل قبلتم أن تكون “منظومة التواصل المعرفي” مرجعا لفهم ما أجمله (النص القرآني) من أحكام، أم لا؟! هل ستؤدون أعمال وشعائر الحج بعيدا عنها؟! قولوا لنا (أولا) ما هو منهجكم؟! هذا ما كان يجب أن تشغلوا به أنفسكم، حسب أصول المنهج العلمي في البحث والحوار.
4- موضع أن (المحرم) قد يظل على إحرامه شهرا أو يزيد، هذا كان حسب ظروف العصر الذي نزلت فيه تشريعات الحج، وطبيعة وسائل النقل وقتها…، لذلك كان لا يمكن أن يخاطبهم الله تعالى إلا بما يعلمونه، وحسب ظروفهم، لذلك قال (أشهرا) لتشمل فترة السفر، ثم أداء المناسك!!
أما اليوم، وقد تطورت وسائل السفر، فلم تعد هناك حاجة أن يظل الحاج (محرما) هذه الفترة الطويلة، فإذا أحرم من بيته، وأراد أن يؤدي فقط الشعائر (المفروضة)، وعلى رأسها الوقوف بعرفة، فقد لا يستغرق حجه أسبوعا أو أقل!!
4- يقولون: إن شرحي للآية “لم يختلف عن شرح السلف”!! وقولهم هذا، هو أكبر دليل، على حجم المأساة التي وقع فيها أتباع القراءات القرآنية (غير الرشيدة)!! إن أصحاب هذه القراءات، كما ذكرت في منشور سابق، يضعون (تراث السلف) أمامهم، على مائدة البحث، ثم يبدؤون في هدمه، حتى ولو كان ذلك على حساب هدم القرآن!! وهل ينبئك مثل خبير؟!
لذلك، عندما نتدبر ما جاء في تعليقات (الناقدين) نجدهم يذهبون مرة يمينا، ومرة يسارا، مرة يأتون من الشرق، ومرة من الغرب…، دون ضوابط علمية لما جاؤوا به!!
فهل مطلوب من الباحث، المتدبر للقرآن، إذا وجد أن ثمرة بحثه ستوافق ما ذكره السلف، أن يعيد بحثه من جديد، حتى يجعله مخالفا للسلف؟!
نعم، هذا هو منهج، ومشاريع، كثير من أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة!!
ألم أقل لكم: إن مدرسة (تدبر القرآن) في خطر؟!!!