نحو إسلام الرسول

(1772) 15/4/2021 لغة القرآن وأساليبها البيانية البلاغية [٢]

إشارة سريعة لموضوع الفيديو:
إن الدورَ الإيقاعي الموزون المحكم، الذي يقوم به الحرف الأخير من الكلمة الأخيرة في الجملة القرآنية، يُظهر تفاعل كلمات القرآن مع مقابلها الكوني بدقة متناهية، تتفاعل مع القلوب المؤمنة فتخر ساجدة:
* «وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ»:
– «لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
* «قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ»:
– «لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»
فعندما نتدبر قول الله تعالى:
* «وَالضُّحَى – وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى – مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى»
نلاحظ أن جملة:
* «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى»
من المفترض أن تكون:
* «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَاك»
فحذفت الكاف من «قَلَاك» لتتناغم كلمة «قَلَى» مع إيقاع الآيات التي قبلها.
فإذا نظرنا إلى موضوع القسم وتعلقه بكلمة «قَلَى» التي وردت في جواب القسم «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى»، نجد أن الموضوع يتعلق بإيناس قلب رسول الله محمد، عليه السلام، لأمر أحزنه.
ذلك أن كلمة «قَلَى» من القِلا – بكسر القاف – وهو شدة البغض، ومنه قول الله تعالى:
* «قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ»:
– «قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ»
أي «إِنِّي لِعَمَلِكُم» هذا القبيح من المبغضين المنكرين له أشد البغض والإنكار.
الأمر الذي نفهم منه، بناء على استخدام كلمة «قَلَى» وليس «قَلَاك» أن رسول الله محمدًا كان يمر بحالة نفسية صعبة نتج عنها نزول هذه السورة بهذا القسم الذي بدأت به:
* «وَالضُّحَى – وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى»
الذي أعقبة الإيناس:
* «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى»
والسؤال:
هل يُعقل أن يصطفي الله تعالى رسوله محمدًا لحمل كتابه الخاتم، الذي حمل «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوته» لتكون حجة على الناس إلى يوم الدين، ثم يغضب منه ويفارقه فراق المسافر ويبغضه بغضًا شديدًا؟!
والجواب:
لقد كان كيد الكافرين الحاقدين المنكرين لـ «نبوة» رسول الله محمد كبيرًا، وكان إفكهم أكبر، وكانوا يشيعون ما يستحيل أن يصدقه النبي المصطفى، فنزلت الآيات للرد على هؤلاء، والتخفيف من وقع هذه الإشاعات على رسول الله محمد، عليه السلام.
والغريب، أن تأتي الروايات التي وردت في أصح كتب «الحديث»، وتحكي أن الرسول كاد أن ينتحر عندما انقطع الوحي عنه فترة:
(يروي «البخاري» في كتاب بدء الوحي، وفى كتاب الأنبياء، وفى أربع مواضع من كتاب التفسير، وفى كتاب تعبير الرؤى، وبرواية ثلاثة أسانيد عن «الزهري» عن عروة عن عائشة، قال الزهري:
وبلغنا أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما فتر الوحي، كان يأتي رؤوس شواهق الجبال، فيريد أن يتردى من على الجبل، فيتبدى له جبريل، عليه السلام، فيقول له إنك لرسول الله حقا، فيهدئ من روعه).
هؤلاء هم أتباع رسول الله محمد، الذين يصلون ويسلمون عليه في اليوم مئات المرات، في الوقت الذي يقبلون فيه افتراء الكذب على الله ورسوله، تقديسًا لأمهات كتب تراثهم الديني، بعد أن هجروا القرآن كما هجره أسلافهم:
* «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ»:
– «يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً»
– «يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً»
– «لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي»
– «وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنسَانِ خَذُولاً»
* «وَقَالَ الرَّسُولُ»:
– «يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً»
-«وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ»
– «وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً»
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى