نحو إسلام الرسول

(1740) 14/3/2021 فلسفة الإلحاد وإلحاد الفلسفة

فرق كبير بين الإلحاد الغربي الأعجمي، والإلحاد الإسلامي العربي، فالأول «إلحاد ذكي» يعلم حقيقة ما يكتب، والثاني «إلحاد غبي» يكتب ما لا يعلم حقيقته.
# أولًا:
١- إن «الفلسفة» ليست كما يدعي الفلاسفة الملحدون «علمٌ» يجعل الناس أحرارًا في تفكيرهم، ويرتقي بقدراتهم العقلية، ويكسبهم الحكمة وفصل الخطاب.
٢- إن «الفلسفة» بجميع مللها، منتجٌ بشري صُنع للعبث بعقائد الناس وتوجهاتهم الدينية المختلفة، بدعوى «المعرفة» والانفتاح على «الوجود» وتفسير كل شيء فيه تفسيرًا «ماديًا» تدركه الحواس، وبدعوى أن التفكير السطحي يقود الى الإلحاد، والتفكير العميق يقود الى الإيمان، وطبعا يقصدون الإيمان بـ «وحدة الوجود».
٣- إن الهدف الرئيس لـ «الفلسفة» أن يكفر الناس بكل ما لا تدركه الحواس في «عالم الشهادة»، ولا علاقة لهم بـ «عالم الغيب»، بدعوى أن «العقل» قادر على تفسير كل ما هو وراء الطبيعة «عالم الغيب» تفسيرًا يُحرّر الناس من أغلال العقائد الدينية المفروضة عليهم.
٤- فإذا نظرنا إلى هذا «العقل» الذي يقدسه «فلاسفة الإلحاد» لن نجد له أي وجود كعضو من أعضاء جسم الإنسان، وإنما هو من صنع أيديهم وأرجلهم بوحي الخيال، فضلّوا طريقهم إلى صراط ربهم المستقيم، وأضلّوا الناس بغير علم.
٥- لقد خلق الله تعالى الإنسان بـ «قلب»، وليس بـ «عقل»، وهذا «القلب» يقوم بإدارة منظومة من الآليات، آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه …، ويحمل «الفؤاد» الذي مهمته إحداث التوازن بين هذه الآليات، فإذا اختل «الفؤاد» تصبح هناك مشكلة في إدارة القلب لها، فتدبر:
(أ): يقول الله تعالى «القصص / ١٠»:
* «وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً – إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ»:
– «لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا – لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»
(ب): ويقول الله تعالى «الحج / ٤٦»:
* «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ»:
* «فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ – يَعْقِلُونَ بِهَا»
* «أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا»
* «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبْصَارُ – وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»
(ج): ويقول الله تعالى «الأعراف / ١٧٩»:
* «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ»:
* «لَهُمْ قُلُوبٌ – لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا»
* «وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا»
* «وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا»
* «أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ – بَلْ هُمْ أَضَلُّ – أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»
# ثانيًا:
لقد حدثت «قصة آدم» في عالم الغيب، ولم يكن لها أي هدف غير تحذير «بني آدم» من «إبليس» وشياطينه من الإنس والجن، وبيان أن «المنطق الفلسفي» الذي اتبعه «إبليس» وتعدى فيه حدود ما أمره الله به، منطقٌ مصيره جهنم، فتدبر:
١- يقول الله تعالى «ص / ٧١-٨٥»:
* «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ»
* «فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»
* «فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ»
* «إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ»
* «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ – أَسْتَكْبَرْتَ – أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ»
٢- هنا بدأت الفتنة التي ابتلى الله بها الناس جميعًا، وفلاسفة الإلحاد خاصة، وهي إعمال ما يسمونه بـ «العقل» في أمر من أوامر الله تعالى:
* «قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ – خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ – وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ»
٣- ونتيجة معصية الله هي:
* «قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ – وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ»
– ولنا أن نتخيل أن يعيش فلاسفة وأعضاء «حزب الشيطان» بيننا، في بيوتنا، وأجهزة إعلامنا، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، ومنشوراتهم باسم «محمد» وباسم «أحمد» …، ولعنة الله عليهم إلى يوم الدين.
ولقد اقتضت مشيئة الله أن يظل «إبليس» يعمل بين الناس وفق آليات الفتنة والابتلاء التي منحها الله له:
* «قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ»
* «قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ – إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ»
– ثم انظروا إلى طريقة وأسلوب الفيلسوف الملحد «إبليس» في تعامله مع الخالق عز وجل:
* «قَالَ فَبِعِزَّتِكَ – لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ – إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»
* «قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ – لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ – وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ»
# ثالثًا:
ومع تحذير الله تعالى الناس من شيخ الملحدين الفيلسوف «إبليس»، يتبعه اليوم 99.99 % من المسلمين، وأخطر ما في هذا الاتباع، بل وفي مقدمته، أن يبدأ بإخراج «بيت الزوجية» من الجنة.
فتعالوا نتدبر هذه الآيات من «سورة طه»:
١- «طه / ١١٥»:
* «وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ – فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً»
– العزم: القيام بفعل وعدم التردد فيه، والمراد هنا عدم امتثال آدم للأمر الله، والسبب: الإغواء الإبليس ليس له وحده وإنما له ولزوجه:
٢- «الآية ١١٦»:
* «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ – فَسَجَدُوا – إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى»
٣- «الآية ١١٧»:
* «فَقُلْنَا يَا آدَمُ – إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ – وَلِزَوْجِكَ – فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ – فَتَشْقَى»
– والسؤال:
ما الذي أدخل «زوج» آدم في قصته، والخطاب والتحذير في السياق القرآني كله لـ «بني آدم»؟!
– والجواب:
لأن الإغواء لـ «بني آدم»، الأمر الذي يستلزم إغواء الزوجين معا وإخراجهما من الجنة:
٤- «الآية ١١٨- ١١٩»:
* «إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى – وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى»
٥- «الآية ١٢٠»:
* «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ – قَالَ يَا آدَمُ – هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ – وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى»
– ولم يذكر الله تعالى وسوسة الشيطان لزوج آدم باعتبار «قوامة الرجل»، وذلك بقرينة أنه عند التنفيذ، ذكر الزوجين معًا:
٦- «الآية ١٢١»:
* «فَأَكَلاَ مِنْهَا – فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا – وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ»
– ومع أن المعصية كانت من الزوجين، إلا أن الله نسبها لـ «آدم» فقط:
* «وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى»
٧- «الآية ١٢٢»:
* «ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ – فَتَابَ عَلَيْهِ – وَهَدَى»
– وطبعا التوبة تتعلق بآدم وزوجه بـ «المفهوم الضمني»، ثم يأتي بيان المحور الأساس والهدف من ذكر قصة آدم:
٨- «الآية ١٢٣»:
* «قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً – بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ – فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى – فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ – فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى»
١٠- «الآية ١٢٤»:
* «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي – فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً – وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى»
١١- «الآية ١٢٥»:
* «قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى – وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً»
١٢- «الآية ١٢٦»:
* «قَالَ كَذَلِكَ – أَتَتْكَ آيَاتُنَا – فَنَسِيتَهَا – وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى»
والسؤال:
«أَتَتْكَ آيَاتُنَا – فَنَسِيتَهَا»:
فهل هذا يعني أن المسلمين سقطوا في امتحان القرآن، ونجحوا في امتحان «السُنّة – الأحاديث» فلم ينسوا حديثا واحدًا؟!
١٣- «الآية ١٢٧»:
* «وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ – وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ – وَلَعَذَابُ الأخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى»
فيا أيها «الملحدون المسلمون»:
كفاكم كشف عوراتكم الإلحادية على الملأ، اخفوها واستروها:
* علشان عيب.
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى