نحو إسلام الرسول

(1698) 3/2/2021 «وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ»

لقد ورث المسلمون «كتاب الله» ولا يعلمون أنه يحمل «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد:
١- «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ – خَلْفٌ – وَرِثُواْ الْكِتَابَ»
لقد ورثوا نصوص «آية قرآنية عقلية» تحمل «ما يجب أن تكون» عليه معايشهم، فإذا بهم يدرسوها كما درس «أهل الكتاب» كتبهم:
٢- «يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى – وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا»
لقد جاء بالمضارع المستمر «يَأْخُذُونَ» لبيان تجدد أخذهم العَرَض، ثم حقّر هذا العَرَض الذي يأخذونه بأنه عرضٌ زائل، وزاد في التحقير باستخدام اسم الإشارة «هَذَا» لـ «الأدْنَى»:
فهؤلاء كلما رأوا عرضًا من أعراض الدنيا وزينتها الزائلة، أعطوا ظهورهم لـ «أحكام القرآن» وتمسكوا بالعَرَض، وأصرّوا على معصية الله من غير توبة، «وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا»، باعتبار أن الله غفور رحيم.
وطبعا كان «إبليس» وراء هذه الفتنة، فهو الذي زيّن لهم المعاصي كلها، وفتح لها أبوابًا جديدة ليفتنهم بها، بإقناعهم أنهم قد فعلوا مثلها من قبل، فلماذا يتحرجون من فعلها:
٣- «وَإِن يَأْتِهِمْ – عَرَضٌ مِّثْلُهُ – يَأْخُذُوهُ»؟!
والسؤال:
هل وجد المسلمون في كتاب الله آية واحدة تنص على أن الله يغفر الذنوب بغير توبة:
٤- «أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ – أَن لاَ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ – وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ»؟!
(أ): لقد سمى الله تعالى وجوب الالتزام بأحكام الكتاب بـ «الميثاق»، ولو شاء الله أن يُرسل رسولًا بعد رسوله محمد، لأنزل آية في كتابه تشير إلى ما فعله أتباع محمد بـ «القرآن» باعتبارهم من «الذين أوتوا الكتاب» الذين كفروا بـ «الميثاق»:
* «وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ – لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ – فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ – وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً – فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ»
إذن فما جدوى الدراسات القرآنية، والإعلام الديني الإسلامي، ودورات تدبر وتحفيظ القرآن … وكلها لا تعمل على تغيير «ما هو كائن» إلى «ما يجب أن يكون»، خوفًا من رد فعل الناس وهجرهم لها ولأصحابها:
* «يَخْشَوْنَ النَّاسَ – كَخَشْيَةِ اللّهِ – أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً»؟!
(ب): لقد سمى الله الذين يُعَلِّمُون الكتاب ويَدْرُسُون آياته بـ «الربانيّين» نسبة إلى «الرب»:
* «وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ – بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ – وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ»
والـ «الرَبَّانِي» هو من أخلص عبوديته لله تعالى، وخضع قلبه وسلّم لأحكام الكتاب تسليمًا، وقام بتفعيلها في حياته تعليمًا ودراسةً وعملًا صالحًا، الأمر الذي يستحيل أن يقوم به إلا «المتقون» الذين يعيشون في الدنيا من أجل الآخر:
فهل تربى الآباء والأبناء على «تقوى الله» التي تتحقق لهم السعادة في الدار الآخرة:
٥- «وَالدَّارُ الآخِرَةُ – خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ – أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
* إن «المتقين» هم الذين يعلمون أن الدَّارَ الآخِرَةَ «خَيْرٌ».
* و«الغافلون» قد حرمهم «إبليس» من «نعمة التقوى» لأنهم أصلًا لا يعقلون، وهذا معنى الاستفهام الإنكاري «أَفَلاَ تَعْقِلُونَ» الذي ذُيّلت به الآية.
والسؤال:
(أ): هل تربى المسلم منذ ولادته في نور القرآن، الذي يُضاء بـ «تقوى» القلوب المؤمنة وتسليمهما لأحكامه تسليمًا، فلا يقوم زواج الوالدين على أسس «مادية» وإنما «إيمانية»؟!
(ب): هل تربى المسلم منذ ولادته على التمسك بكتاب الله والعمل بأحكامه، وفي مقدمتها إقامة «الصلة الدائمة» بالله تعالى التي وردت في هذا السياق دون عطف «وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ» عليها؟!
٦- «وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ»
(أ): فرق بين أن «تُمسك» بالشيء، وبين أن «تتمسك» به، في الأولى لا يُشترط «الصحبة»، فقد تُمسك بالكتاب دقيقة ثم تتركه، وفي الثانية «يُمَسِّكُونَ» يشترط «الصحبة» الدائمة لـ «الْكِتَابِ»:
(ب): تخيل أنك تقبض على «كتاب الله» وتضمّه إلى صدرك بقوة حتى لا يفارقك، إن هذا الإحساس القلبي هو المعنى الحقيقي لإقامة الصلة الدائمة بالله تعالى، هذه الصلة التي يجب أن تقيمها أولًا في قلبك، قبل أن تقيمها جوارحك خمس مرات في اليوم.
(ج): إن ارتباط مواقيت الصلوات الخمس بحركة الشمس وبضوء النهار، بداية بأول ضوء «صلاة الفجر» مرورًا بالصلوات «الظهر – العصر – المغرب»، إلى آخر ضوء النهار «صلاة العشاء»:
إنه آية من «آيات الآفاق» تتناغم مع آيات «الأنفس»، فتسجد لها قلوب «المتقين» وتكفر بها قلوب «الملحدين»:
(د): إن العرب الذين خاطبهم الله بهذه المواقيت، كانوا يعلمون من قبل بعثة رسول الله محمد، العلامات والإشارات الفلكية التي كانوا يهتدون بها في مواقيتهم وأسفارهم:
* «وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»
٧- «إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ»:
إن «الْمُصْلِحِينَ»:
(أ): هم «أهل التنوير» بـ «نور القرآن»، وليس بـ «ظلام الإلحاد» الذي لا يرى أصحابه غير نقد ونقض تراث فرقتهم الديني كل ساعة.
(ب): هم الذين «استمسكوا» بكتاب الله تعالى ولم يفارق نوره قلوبهم.
(ج): هم الذين كلما ظهرت علامة من العلامات الخمس لتغير ضوء النهار، نادوا إلى الصلاة وأقامت «جوارحهم» الصلة بخالقها.
(د): هم الذين لم تنفصل حضارتهم وتقدمهم المادي في مختلف العلوم عن العالم الذي يعيشون فيه، لأن قلوبهم قد تشربت الفهم الواعي لقول الله تعالى:
* «وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا»:
– «وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً»
– «إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ»
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى