هناك شيء واحد، يكون سببا في هداية قوم، وضلال آخرين، وهو تفعيل آليات عمل القلب (آليات التدبر والتفكر والتفقه والتعقل …). هذه الآليات التي ترفع الإنسان إلى مقام العلماء، أو تهبط به إلى مقام الجهلاء!!
إن (المسلم)، هو الذي أقام إسلامه (ملة وشريعة) على علم، وحجة وبرهان، وليس على ما وجد عليه آباءه!!
إن (المسلم)، هو الذي تعلم ودرس القرآن (بجوار تخصصه المهني)، وقام بتفعيله في حياته، سلوكا عمليا. إنه (الرباني)، تدبر قوله تعالى في سورة آل عمران:
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا (رَبَّانِيِّينَ) بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ [79]
إن المسلمين (الربانيّين) هم أهل العلم بالقرآن، (بجوار تخصصاتهم المهنية)، هم المؤمنون، القانتون، الصادقون…، الذين تحملوا مسئولية الشهادة على الناس، وهي في حقيقة الأمر مسئولية علمية.
إن العلماء (الربانيّين) هم الذين وصلوا إلى ما وصل إليه العالم اليوم من علوم وتقنيات حديثة. إنهم يعيشون داخل منظومة “الآيات الكونية” (وهم يخشون ربهم)، هذه المنظومة التي بيّنتها آيات سورة فاطر:
– بداية بقوله تعالى: “وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ” [9]
– وحتى قوله تعالى: “وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” [28]
* لو كان الأمر بيدي، ما جعلت المسلمين يشاهدون إلا قناة فضائية واحدة، وهي: National Geographic، وذلك لمدة عام كامل، 6 ساعات، يوميا، ثم بعد ذلك يخرجون إلى الناس، يحدّثونهم عن (الإسلام).