نحو إسلام الرسول

(165) 16/4/2014 (“وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً” )

وردت هذه الجملة القرآنية، في سورة النساء، في سياق بيان أن الهدى، كل الهدى، في اتباع أحكام الشريعة الإلهية، التي لا مصدر، ولا مرجعية لها، إلا في الكتب المنزلة، التي حملها الرسل للناس.
ولقد انقسم الناس، أمام اتباع الكتب الإلهية، إلى أهل حق وأهل ضلال، أهل هدى وأهل هوى، أهل تقوى وأهل شهوات!! وشهوات النفس كثيرة، منها الحلال (وهي أخطرها)، لأن الشيطان يسكن فيها، ومنها الحرام (أقل خطورة)، لأن الإنسان يحذرها!!
ومن أخطر شهوات النفس، الانحراف عن (سنة الله)، والتي هي (سنة النبي)، واتباع الهوى: “يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ (سُنَنَ) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ – وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ – وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
إن (سنة الله) حق، واتباع النبي لـ (سنة الله) حق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، واتباع الهوى والشهوات: “وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً”.
إن الله تعالى يريد من الناس أن يتوبوا من الضلال، ومن اتباع الشهوات، ويعودوا إلى الحق، واتباع الهدى، ولا هدى إلا في هداية “الآية القرآنية”، التي جعلها الله (البرهان) الوحيد على صدق (نبوة) نبيه الخاتم محمد عليه السلام.
إن الذي يحيد عن اتباع “الآية القرآنية”، متبع لشهوة (الهوى)، الموصلة للشرك بالله!! وكما أن للضلال أئمة، فإن للشهوات دعاة، وكلهم يريدون أن يميل الناس عن سبيل الحق وعن اتباع الهدى، (ميلا عظيما)!!
إن سبيل الحق، ميسر وخفيف، لأنه يتناغم مع (التقوى) التي خلق الله النفس بها، ويتفق مع قرار الإنسان اختيار (تزكية) نفسه، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا). لذلك نجد أن متبع هذا السبيل، يعيش (قويا)، (ثابتا)، عند مواجهة الأزمات، والتحديات.
أما سبيل الضلال، فصعب وثقيل، لأنه يتناغم مع (الفجور) الذي خلق الله النفس به، ويتفق مع اختيار الإنسان سبيل (التدسية)، (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا). لذلك نجد أن متبع هذا السبيل، يعيش (ضعيفا)، (مذبذبا)، عند مواجهة الأزمات، والتحديات: “يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً”؛ ضعيفا إذا اختار هذا السبيل!!
انظر إلى نفسك، وإلى من حولك، وستعلم السبب الحقيقي، وراء الأزمات التي تعيشها، ويعيشها الناس جميعا!!

“وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى” – “فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى