نحو إسلام الرسول

(1649) 17/12/2020 من الإلحاد في الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ … إلى البَعُوضَة

«التنويم المغناطيسي بـ الهرمنيوطيقا»
# أولًا:
المنهجية الهرمنيوطيقية:
عرفتها قديمًا الدراسات اللاهوتية وفلسفة الدين، تقوم على:
١- مجموعة من القواعد والمعايير يضعها القائم بتأويل النصوص الدينية وفق توجهه الديني.
٢- باعتبار أن هذه النصوص الدينية منتج بشري يمكن نقده ونقضه.
٣- لتوظيف اللغة التي كُتبت بها هذه النصوص الدينية، لصالح التوجه الديني للقائم على تفسيرها وتأويلها.
٤- بأسلوب منطقي مُعْوَج، يجذب الجُهّال الذين لا يعلمون لغة النصوص التي يقدسونها، مستخدمًا المصطلحات التي توحي للسامع أن المتحدث من العلماء.
٥- مع إثارة وتحفيز عواطف الناس ضد التمسك بحرفية النصوص الدينية ومدلولات كلماتها، ووجوب تأويلها بما يناسب مقتضيات العصر.
# وأهم شيء ينقض هذه «المنهجية الهرمنيوطيقية» من قواعدها:
أن يكون الناقض على علم بـ «اللغة» التي كتبت بها هذه النصوص، وبـ «السياق» الذي ورت فيه، لماذا؟!
لأن الذين يستخدمون هذه «المنهجية الهرمنيوطيقية»:
– يجهلون علوم اللغة التي يوظفون بعض مصطلحاتها لخدمة توجههم الديني.
– ويجهلون «علم السياق» الذي يستحيل الاستغناء عنه عند تفسير أو تأويل أي نص «بوجه عام».
# ومن الذين استخدموا ويستخدمون هذه «المنهجية الهرمنيوطيقية» في عصرنا:
(أ): صاحب القراءة الإلحادية للتنزيل الحكيم «محمد شحرور»، وقد قمت بنقضها من جذورها في كتابي الأخير عن:
«نقض منهجية القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم – محمد شحرور نموذجًا»
(ب): صاحب موقع أهل القرآن «أحمد صبحي منصور»، وعلى الصفحة عدة مقالات تنقض منهجيته في التعامل مع آيات الذكر الحكيم.
(ج): صاحب المعجزة العددية الكبرى «عدنان الرفاعي»، وقد قمت بنقض معجزته من قواعدها في عشرات المقالات على هذه الصفحة.
(د): وغيرهم من الذين أشرت إليهم إشارات عابرة في كثير من المقالات.
# ثانيًا:
يقول «عدنان الرفاعي»، في الفيديو المرفق، وهو يُبيّن معنى قول الله تعالى «البقرة / ٢٦»:
* «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»
ماذا تعني كلمة «بعوضة»، وما الحكمة من ضرب هذا المثل؟!
تكلمنا في حلقة سابقة عن دلالات الاستحياء، وبيَّنا أنه لا يمكن للاستحياء أن يتعلق بالله تعالى، وعليه نرى أن معنى الآية هو:
إن الله لا ينكسر كبرياؤه أن:
* «يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»
* أقول:
١- يقول «الرفاعي»:
«إنه لا يمكن للاستحياء أن يتعلق بالله»
ثم يقول إن معنى «لاَ يَسْتَحْيِي»: «لا ينكسر كبرياؤه».
٢- والسؤال:
في أي مرجع من مراجع اللغة العربية وجد «الرفاعي» هذا المعنى «لا ينكسر كبرياء الله»؟!
وما الفرق بيّن «الاستحياء» و«الكبرياء»، إذا أردنا أن ننسبهما إلى الله تعالى، ومعلوم أن دلالات كلمات اللغة العربية كلها تتعلق بـ «عالم الشهادة» الذي تستطيع حواس الإنسان إدراكه:
وليس بـ «عالم الغيب» الذي لا توجد لغة على وجه هذه الأرض تستطيع التعبير بكلماتها عنه، إلا إذا كان من باب ضرب «المثل» لتقريب المعنى والفكرة.
٣- ثم ما الفرق بين «الكبرياء» الذي نسبه «الرفاعي» إلى الله تعالي فقال «إن الله لا ينكسر كبرياؤه»، ولم يقل إن ذلك على سبيل «المثل»، وبين أن ينسب الله إلى نفسه «اليد» و«الوجه» و«الكرسي» …، فهل هذه النسبة حقيقية؟!
٤- إن معاجم اللغة العربية تحمل الحق والباطل، وتحمل ما له علاقة بكلمات القرآن وما ليس له علاقة، والذي يعتمد على هذه المعاجم وحدها في فهم القرآن، بمعزل عن علم السياق، يضل طريقه إلى الفهم الصحيح.
فإذا ذهبنا إلى معاجم اللغة «مادة حي»، نجد أن «الاستحياء»، على وزن «استفعال» التأكيد على طلب الفعل، ويأتي بأكثر من معنى:
(أ): البعد عن العيب وما يشين المرء:
كقول الله تعالى «القصص / ٢٥»:
* «فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء»
(ب): الاستبقاء وطلب الحياة:
كقول الله تعالى «البقرة / ٥٠»:
* «يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ»
(ج): السلامة المطلقة:
كقول الله تعالى «الأحزاب / ٥٣»:
* «إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ – فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ»:
* «وَاللَّهُ – لاَ يَسْتَحْيِي – مِنَ الْحَقِّ»
فـ «الحق» لا يحمل عيبًا ولا ضعفًا حتى يُستحى منه.
وكقول الله تعالى «البقرة / ٢٦»:
* «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي – أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً – فَمَا فَوْقَهَا»
فإذا تعلقت الكلمة القرآنية بذات الله تعالى، يجب صرف معناها عن «الحقيقة» إلى «المجاز»:
فكيف يَستحي الله «الحق»، أن يضرب مثلًا حقًا بـ «البعوضة»، وضرب المثل بها هو عين «الحق»؟!
# ثالثًا:
فإذا ربطنا قول الله تعالى «الإسراء / ١٠٥»:
* «وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ – وَبِالْحَقِّ نَزَلَ»
بقوله تعالى «إبراهيم / ٤»:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ – إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ – لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
نشهد شهادة علمية منطقية:
١- أن «كلام الله» الذي أنزله الله على رسوله محمد بـ «الحق».
٢- كان قوم الرسول يعلمون مدلولاته من قبل نزول القرآن.
٣- وأن كلمة «بعوضة» التي وردت في «كلام الله»:
«أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً»
كان قوم رسول الله يعلمون أنها «الحشرة» التي تعلم ماهيتها شعوب العالم أجمع إلى يومنا هذا.
٤- فإذا بالمدعو «عدنان الرفاعي» يسقط على الناس من السماء، كباقي الملحدين في أحكام القرآن ومدلولات كلماته، ويقول لهم:
لقد استغفلت «منظومة التواصل المعرفي» شعوب العالم، وقالت لهم إن البعوضة «حشرة»، والحقيقة إنها ليست بـ «حشرة»، وإنما هي «ثعبانٌ أقرعٌ»:
فلم يبق إلا الغلمان «علميًا»، يكتشفون ما لم يكن رسول الله محمد وقومه يعلمونه من «الحق» الذي نَزَلَ، وتعهد الله بحفظ كلماته ومدلولاتها إلى يوم الدين.
# رابعًا:
ثم يقول:
ولم يُبيّن الله حيثية محددة بعينها من ضرب هذا المثل، ولذلك قال الكافرون:
* «وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ»:
– «مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً»
– «يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً»
– «وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ»
* أقول:
تعالوا نتدبر الآية «البقرة / ٢٦»:
* «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»
١- إن الذي يعلم ما هو «علم السياق»، يُدرك أن هناك أحداثًا ومواقف سبقت نزول هذه الآية، وحدث جدل بين المؤمنين والكافرين بشأنها، ثم نزلت الآية تُبيّن موقف الفريقين منها:
* «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ – فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ»
* «وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ – فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً»
لأنه لا يُعقل أن ينزل ضرب المثل بـ «البعوضة» في نفس السياق الذي حدد موقف الكافرين من هذا المثل، إلا في حالة واحدة وهي:
أن يكون المقصود بيان «علم الله»، وأن الله يعلم مسبقًا أن المؤمنين سيقولون «أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ»، وأن الكافرين سيقولون «مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً».
فإذا عدنا إلى سياق الآية «البقرة / ٢٦»، والذي يبدأ من أول السورة، نجد أن الآيات «١-٥» تتحدث عن المؤمنين المتقين، ثم عن ملل الكفر حيث يقول الله تعالى «البقرة / ٦»:
«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ»
٢- إن كلمة «إِنَّ» حرف توكيد لما يرد بعده بداية بالآية «البقرة / ٦» وحتى عاد ليظهر مرة أخرى في الآية «البقرة / ٢٦»:
* «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»
وما بين الآيتين توكيد لموقف ملل الكفر من «نبوة» رسول الله محمد، إلى أن قال الله تعالى لهذه الملل «البقرة / ٢٣»:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا»:
* «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ – إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
٣- فإذا نظرنا إلى جملة «وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ» وعلاقتها بضرب المثل بـ «البعوضة» في الآية السابقة «البقرة / ٢٦»، نعلم أن الذي كان يشغل بال هذه الملل هو مسألة ضرب المثل بـ «الحشرات» في سياق النهي عن الشرك»:
فيقول الله تعالى في سياق النهي عن الشرك «العنكبوت / ٤١»:
* «مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا (مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء) كَمَثَلِ (الْعَنكَبُوتِ) اتَّخَذَتْ بَيْتاً»
ويقول الله تعالى «الحج / ٧٣»:
* «إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ (مِن دُونِ اللَّهِ) لَن يَخْلُقُوا (ذُبَاباً) وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ»
نفهم من ذلك أن «البعوضة – العنكبوت – الذبابة» عبارة عن «كلمات» كان قوم رسول الله محمد يعلمون «مدلولاتها» من قبل نزول القرآن:
وإلا كيف يضرب الله لهم الأمثال بكلمات لا يعلمون مُسَمَّياتها «مدلولاتها»، ولا يوجد «عدنان الرفاعي» بينهم؟!
# خامسًا:
ثم بعد بيان القرآن للعلاقة الوثيقة بين ضرب المثل بـ «الحشرات» الضعيفة، وبين النهي عن «الشرك»، يقول «الرفاعي»:
«ولم يُبيّن الله حيثية محددة بعينها من ضرب هذا المثل، ولذلك قال الكافرون «مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً».
والحقيقة أن كل ما سبق بيانه هو حيثيات ضرب هذا المثل، ولكن «الأزمة الرفاعية» تكمن في إقحام صاحبها مسألة «الإعجاز العددي» في دراساته الإلحادية، فيقول:
ونرى في كتاب الله ما يحاكي ذلك، وهو ما يتعلق بمعجزة «العدد ١٩»، وهو قوله تعالى «المدثر / ٣١»:
* «وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ»:
* «مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً»
وفرق كبير بين المثلين:
١- المثل الذي ورد في سياق الآية «البقرة / ٢٦» المتعلق بـ «المشركين» وموقفهم من «نبوة» رسول الله محمد، وورود جملة «مِن دُونِ اللَّهِ» في سياق الأمثال التي ضُربت والسابق بيانها، والذي ختمه الله تعالى بقوله «البقرة / ٢٧»:
* «الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ»
* «وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ»
* «وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ»
* «أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»
٢- وبين المثل الذي ورد في سياق الآية «المدثر / ٣١» المتعلق بـ «الكافرين والمنافقين»، الذين أثاروا الشبهات حول «عدة خزنة جهنم»، وقول الله تعالى:
* «وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا»
ثم قول الله تعالى:
* «وَلِيَقُولَ – الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ – وَالْكَافِرُونَ»:
– «مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً»
٣- ثم يزيد الطين مئة بلة بتفعيل «المنهجية الهرمنيوطيقية الرفاعية» ويقول:
ومما يؤكد صحة ما نذهب إليه كلمة «مثلا» الموصوفة بعدها بكلمة «ما» التي تفيد في إعطاء هذا المثل إبهامًا وعمومًا.
ثم تأتي بعد ذلك كلمة «بعوضة» كبدل لهذا العموم والإبهام الذي تحمله كلمة «مثلا»، يعني نحن أمام مثل يضربه الله حامله الإبهام والعموم والشمول، وليس خاصًا بجانب محدد بعينه متعلق بـ «حشرة» معلومة بعينها.
ومما يؤكد صحة ما نذهب إليه، ورود كلمة «بعوضة» بصيغة النكرة، بالإضافة إلى أن الكلمة مشتقة من الجذر «ب – ع – ض»، ومعلوم أن بعض الشيء هو جزء منه.
* أقول:
سأكتفي بالرد على «الهرمنيوطيقا الرفاعية» المتعلقة بمسألة «النكرة»، والجذر «ب – ع – ض»:
(أ): إن طالب الإعدادية يعلم أن «النكرة» نقيض «المعرفة»، وتدل على:
– شيء غير محدد، كقولك: أعطني «كتاب»: تقصد أي كتاب، فإذا قلت أعطني «الكتاب»: فأنت تقصد «كتابًا» معروفًا للمخاطب.
ويأتي «التنكير» لغرض:
* التهويل والتعظيم:
«وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ»
وكان من الممكن أن تأتي كلمة يوم «مُعرّفة»، فيقول الله تعالى:
«وَاتَّقُواْ (اليَوْمَ) الْذِي تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ»
ولكنها لن تحقق نفس الغرض من إتيانها «نكرة».
* التحقير من الشيء:
«وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ»
أي «حَيَاة» ولو كانت حقيرة.
«مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»
أي «بَعُوضَة»
* التقليل من الشيء:
«لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ»
فإذا ذهبنا إلى الآية التي استدل بها «الرفاعي» لبيان أن كل الحشرات جاءت مُعرّفة بـ «أل التعريف» إلا كلمة «بعوضة» جاءت نكرة، أقول له:
وماذا عن كلمة «ذُبَاباً» التي جاءت غير معرفة، وسبقت المُعرّفة في قول الله تعالى:
* «إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ – لَن يَخْلُقُوا (ذُبَاباً).
* «وَإِن يَسْلُبْهُمُ (الذُّبَابُ) شَيْئاً»
وكان من الممكن أن يأتي الذباب مُعرفًا في الحالتين، فيقول الله تعالى:
«لَن يَخْلُقُوا الذُبَاب … وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ»؟!
(ب): أما عن «الهرمنيوطيقا الرفاعية» المتعلقة بالجذر «ب – ع – ض»، فلا يوجد معجم من معاجم اللغة العربية ذكر هذا «الإلحاد» الذي جاء به «الرفاعي» في دلالة كلمة «بعوضة»:
وهذا مثال واحد فقط، قد أجمعت معاجم اللغة كلها على ما جاء فيه:
يقول ابن منظور في «لسان العرب»:
«بَعْضُ الشيء طائفة منه، والجمع أَبعاض … وبَعْضٌ مذكر في الوجوه كلها، وبَعّضَ الشيء تَبْعِيضاً فتبَعَّضَ فرّقه أَجزاء فتفرق … والبَعُوض ضَرْبٌ من الذباب معروف الواحدة بَعُوضة … والبَعْضُ مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضاً عَضَّه وآذاه … وأَرض مَبْعَضة ومَبَقّة أَي كثيرة البَعُوضِ والبَقّ وهو البَعُوضُ».
# سادسًا:
ويقول:
١- بالنسبة للكائن الحي:
تعتبر «البعوضة» هي «الخلية» التي يتكون منها أي «كائن حي».
٢- وبالنسبة للجمادات:
تعتبر «البعوضة» هي «الذرة» كـ «لبنة» أولى في «بناء المادة».
٣- ثم يختم حديثه بقوله:
إذن ورود كلمة «بعوضة» بصيغة النكرة، من الجذر «ب – ع – ض»، وفي سياق نصي حامله الإبهام والشيوع والعموم، حيث لا يربط السياق هذه «البعوضة» بتحول من ماهية أخرى:
كل ذلك يجعلنا ندرك دلالات «البعوضة» بأنها:
* اللبنة الأولى في «البناء المادي»، وهي «الخلية الحية»، وهي «الذرة» ومكوناتها، وربما تكتشف الأجيال المقبلة أدنى من ذلك، وتكون هي أيضا «البعوضة»:
٤- وهذا إمعان في «الإعجاز والتحدي»، فالتحدي في أصغر لبنة يدركها الإنسان وهي «البعوضة»، ليعلم الناس أن كتاب الله هو الحق الذي لا ريب فيه:
وانظروا ماذا يقول الله تعالى:
* «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ – وَفِي أَنفُسِهِمْ – حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»
* أقول:
أنا شخصيا، «محمد مشتهري»، لو كنت كافرًا، واستمعت إلى هذا الفيديو، لن أدخل في دين الإسلام» مطلقا.
أما إذا قرأت وتدبرت قول الله تعالى «يونس / ٦١»:
* «وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن (مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ) فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ»:
* «وَلاَ (أَصْغَرَ) مِن ذَلِكَ – وَلاَ (أَكْبَرَ) – إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ»
سأسارع إلى الدخول في «دين الإسلام».
محمد السعيد مشتهري
رابط الفيديو:
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى