نحو إسلام الرسول

(1648) 16/12/2020 هل من يشهد «الشهادتين» يكون قد «أشرك بالله»؟!

يُثير «الملحدون المسلمون» دائما الشبهات حول «الوحدانية»، و«مدلولات» كلمات القرآن وأحكامها، ومن ذلك قولهم:
إن قول المسلم «أشهد ألا إله إلا الله – وأن محمدًا رسول الله» شرك بالله، لأنه جعل محمدًا شريكًا مع الله تعالى:
ويستدلون بقول الله تعالى «آل عمران / ١٨»:
* «شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ – وَالْمَلاَئِكَةُ – وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ – قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ – لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ – الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
بدعوى أن الآية قد خلت من ذكر شهادة «أن محمدًا رسول الله».
# أولًا:
تنقسم «الشهادة» إلى:
١- شهادة عينية:
تتعلق بما تدركه الحواس في «عالم الشهادة»، ويتحمل «الشاهد» مسئوليته أمام الله تعالى.
٢- شهادة علمية:
تتعلق بما تعلمه الحواس عن «عالم الغيب»، بناء على «البراهين العلمية» الدالة عليه، ويتحمل «الشاهد» مسئوليته أمام الله تعالى.
# ثانيًا:
١- إن وجود «شاهد» يقتضي وجود «مشهود»، والله تعالى ليس «مشهودًا» لأنه من «عالم الغيب»، ولذلك كان إيماننا به قائمًا على «البراهين العلمية» المستقاة من «دلائل الوحدانية» في الآفاق والأنفس.
٢- ونحن لم نر رسول الله محمدا في «عالم الشهادة»، كما رآه المنافقون و«قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ»:
لقد «شهد» المنافقون بوجود شخص محمد، فكانوا صادقين في «شهادتهم العينية»، ولكنهم كاذبون في «شهادتهم العلمية» لعدم اعترافهم بصدق «نبوة» رسول الله محمد القائم على الإقرار بصدق «آيته القرآنية العقلية».
٣- إن رسول الله محمدا بالنسبة لنا من «عالم الغيب»، لذلك نؤمن به ونشهد بأنه رسول الله حقًا وصدقًا، بناء على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» التي بين أيدينا اليوم.
وسواء كانت شهادتنا شهادة «الوحدانية»: «لا إله إلا الله»، أو بـ «صدق نبوة»: «محمد رسول الله»، ففي الحالتين هي «شهادة علمية» قائمة على البراهين المثبتة لموضوع الشهادة.
# ثالثًا:
١- إن شهادة «لا إله إلا الله – محمد رسول الله» تنطلق من قاعدة التعامل مع «القرآن» باعتباره يحمل «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد.
٢- ولإثبات أن «القرآن» فعلًا يحمل «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، أمر يحتاج إلى «منهجية علمية» تحمل أدوات مستنبطة من ذات القرآن لفهم آياته، وفي مقدمة هذه الأدوات علوم اللغة العربية.
٣- لقد فرض تدين المسلمين الوراثي المذهبي عليهم، أن يتعاملوا مع القرآن كتعامل اليهود والنصارى مع التوراة والإنجيل، بمعزل عن «الآية الإلهية» التي حملها القرآن والدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد.
٤- لقد أيد الله موسى وعيسى، عليهما السلام، بـ «الآيات الحسية» الدالة على صدق نبوتيهما، ثم انتهت فعالية الآيتين بموت موسى وعيسى:
ولم تنته فعالية «الآية القرآنية العقلية» بموت رسول الله محمد، لأنها البرهان على صدق «نبوته»، لذلك تعهد الله تعالى بحفظ كلماتها ومسمياتها «مقابلها الكوني» إلى يوم الدين.
# رابعًا:
لقد خرج المسلمون من بطون أمهاتهم ودخلوا قبورهم على مذهب آبائهم، فكان من الطبيعي أن يكون نطقهم بـ «الشهادتين» مسألة وراثية لا علاقة لها بالمفهوم الصحيح لهما، الأمر الذي فتح للملحدين باب الطعن في «الشهادتين»، لجهلهم بحقيقتهما العلمية وليست الوراثية المذهبية.
١- لقد قام الإيمان بالله تعالى في «عصر التنزيل» على أساس «الشهادة العلمية»، وقام الإيمان برسوله محمد على أساس المعاصرة والإقرار بصدق «آياته العقلية القرآنية».
٢- أما بعد وفاة رسول الله محمد، فلم تعد الشهادة شهادة معاصرة، وإنما «شهادة علمية» لأنه أصبح بالنسبة لنا غيبًا، تماما كالشهادة العلمية بـ «الوحدانية».
لذلك يصح للمسلمين أن يقولوا:
نشهد أن «لا إله إلا الله» – وأن «محمدًا رسول الله»
محمد السعيد مشتهري
رابط الفيديو:
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى