إن إشكالية التعامل مع القرآن الكريم دون دراية بعلوم اللغة العربية وبعلم السياق، إشكالية في منتهى الخطورة على مصير المتعاملين مع القرآن دون هذين العلمين، وبدون الإقرار بحجية «منظومة التواصل المعرفي».
وأظن أن موضوع هذا المقال قطرة في بحور هذين العلمين اللذين يجهلهما ٩٩٪ من المسلمين الذين ولدوا وتربوا على ما كان عليه آباؤهم.
تحت عنوان «وَلَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ»:
يقول «محمد الكنياري» في منشور له:
١- «كلما سمع الإنسان كلمة صلاة إلا وذهب عقله إلى الصلاة الحركية، مباشرة بدون أن يعرف معنى الصلاة في كتاب الله العزيز الحميد، وهذا هو مصير الذي يقف ما ليس له به علم»
* أقول:
طيب يا جهبذ الجهابذة، أمتعنا بـ «عقلك الرشيد»، وقل لنا أين معنى «الصلاة في كتاب الله»، حتى لا يكون مصيرنا مصير الذي يقف ما ليس له به علم.
– ويقول:
٢- «وعندما نناقش مصدر الصلاة الحركية، يعتبروك، خارج عن الإسلام، ويصفوك بأبشع الأوصاف: مرتد، كافر، زنديق، شيعي، يهودي، مجوسي … يحارب الإسلام»
* أقول:
إذن فقل لنا ما هو «مصدر الصلاة الحركية»، فإذا كان صحيحًا رُفَعَت عنك هذه الأوصاف تلقائيًا.
– ثم يقول:
٣- «إليكم ما يشرح صدوركم:
إذا فتحتم القرءان الكريم، وقرأتم من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، أو بالعكس من سورة الناس إلى سورة الفاتحة، فوجدتم فيه خمس صلوات بأسمائها وهيئتها وآذانها وعدد ركعاتها وسجودها وتشهدها وعقوبة تاركها، فأنتم على صراط مستقيم، ونحن في ضلال مبين»
* أقول:
وإذا استطعت يا «محمد الكنياري» أن تأتي بمعنى «مدلول» كلمة واحدة «اسم، فعل، حرف»، بداية بسورة الفاتحة إلى سورة الناس، من داخل القرآن، فأنت على صراط مستقيم، والتوجه «نحو إسلام الرسول» في ضلال مبين.
ثم قال:
٤- «وإذا لم تجدوا ما ذكر أعلاه، فاعلموا أنه لا إله إلا الله. واستغفروا لذنبكم، ثم شغلوا عقولكم وحطموا أصنامكم، وقرروا مصيركم بأنفسكم أنتم المسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى يوم الحساب»
* أقول:
فإذا لم يجد «محمد الكنياري» معاني «مدلولات» كلمات القرآن داخل القرآن، فإنه في ضلال مبين، وعليه أن يعيد دخوله في «دين الإسلام» من جديد قبل موته، وإلا دخل جنهم خالدا فيها.
ثم يزيد الطين مئة بلة ويقول:
٥- «الله سبحانه وتعالى قال لنا أقيموا الصلاة في أكثر من عشر آيات؛ ولم يقل لنا صلوا ولو في آية، فإقامة الصلاة هي تفعيل لآيات الكتاب على أرض الواقع في حياتك اليومية المجتمعية، ويجوز أن نقول عن إقامة الصلاة هي إقامة الكتاب، تطبيق آياته وتفعيلها على أرض الواقع في جميع الميادين»
* أقول:
وهذا هو عين «العك الديني»، و«العشوائية الفكرية» … فمن أين جاء «محمد الكنياري» بأن إقامة الصلاة هي تفعيل لآيات الكتاب على أرض الواقع في جميع الميادين، أين دليل ذلك من القرآن؟!
ثم يقول:
٦- «ملاحظة هامة: نحن لا ندعو إلى ترك الصلاة الحركية، كما أننا لا ندعوا إليها أو نشجع على ذلك، نحن نبيّن فقط ما بين الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الحميد، لكي لا تصيبنا لعنة من الله جل وعلا»
* أقول:
إن لعنة الله قائمة قائمة عليكم جميعًا … إلا تبتم إلى الله، وأقررتم بأن «القرآن» لا يحمل في ذاته أي معنى «مدلول» من معاني «مدلولات» كلماته، وأن هذه المعاني قد حملتها «منظومة التواصل المعرفي» خارج القرآن.
ثم يختم كلامه ويقول:
٧- «سؤال:
«إذا كانت الصلاة حركية، لماذا لم يأمر الله سبحانه وتعالى مريم بإقامتها، كما أمر أزواج النبي «وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ»؟!
* أقول:
سؤال إن دل على شيء فإنما يدل على …
محمد السعيد مشتهري