نحو إسلام الرسول

(163) 12/4/2014 (فساد (المخرجات) دليل على فساد (المدخلات))

أو على فساد توظيف هذه (المدخلات)
لقد جعلت لنفسي منهجا في فهم القرآن، يقوم على أدوات، ألزمت بها نفسي، بصرف النظر عن النتائج (المخرجات) التي ستصل إليها هذه الأدوات، سواء وافقت من أخالفهم، أو خالفتهم. وهذه الأدوات هي: اللسان العربي – السياق القرآني – آليات عمل القلب – آيات الآفاق والأنفس – منظومة التواصل المعرفي، وكلها مفصلة على موقعي.
لقد فتح مفهوم كلمة (الفرقان) في “السياق القرآني”، بابا من الجدل العقيم، كان وراءه هؤلاء الذين يتبعون أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (بغير علم)، والفلاسفة، الذين يطوفون على صفحات الإنترنت، يقطفون من كل مفكر فكرة، يعلمون ظاهر العلم، وهم عن جوهره غافلون.
لذلك أردت أن ألقي مزيدا من الضوء على تحريف هؤلاء لمعنى كلمة (الفرقان)، وقولهم إنها (الوصايا العشر) التي آتاها الله موسي، ثم انتقلت إلى عيسي، ثم إلى محمد، وهي (المحرمات) التي وردت في سورة الأنعام [151 – 153]!! فأقول:
أولا: ليس في القرآن (مطلقا)، ما يشير إلى أن (الوصايا العشر) – (المحرمات)، التي وردت في سياق آيات سورة الأنعام، هي (الفرقان) الذي آتاه الله موسى، عليه السلام، والذين قالوا بهذا هم رواة (الأحاديث) المفتراة على رسول الله!!
ثانيا: ليس من منهجي، الفهم أو الاستنباط العشوائي للأحكام، فعندما يقول الله تعالى: “وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ”، لا أملك دليلا قرآنيا يربط بين هذا (الفرقان) وآيات سورة الأنعام (الوصايا العشر)!! وإنما الذي أملك دليله هو: أن (الفرقان)، والحكمة، والنور، الحق، والهدى، …، كل هذه صفات لما حمله (المنزل) من عند الله، بوجه عام، إلا إذا خصصه الله تعالى بمخصص.
ثالثا: إذا كانت القضية، هي مجيء (الوصايا العشر) في آيات متتالية، كما ورد في سورة الأنعام، فهناك أيضا (وصايا) باجتناب محرمات، جاءت في آيات متتالية، في سورة الإسراء!! فلماذا لا تكون آيات سورة الإسراء هي أيضا مما أنزله الله على موسى، خاصة وأنها تشترك مع آيات سورة الأنعام في خمس وصايا، جاءت في الآيات (22/23/33/34/35)؟!
رابعا: وصف الله تعالى آيات سورة الإسراء بـ (الحكمة)، فقال تعالى: “ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ”، وتشترك آيات سورة الأنعام، مع آيات سورة الإسراء في خمس وصايا، فأيهما أقرب إلى المنطق السليم: أن نصف وصايا سورة الأنعام بـ (الحكمة) كما وصفها الله تعالى، أم نصفها بـ (الفرقان) كما وصفتها المرويات، المفتراة على رسول الله؟!
ثم يدّعون أنهم يقرأون القرآن قراءة معاصرة … والضحية، هم التابعون، أدعياء العلم!!

“وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى