نحو إسلام الرسول

(1627) 27/11/2020 عندما تشهد اللغة العربية على براءة نبي الله يوسف من الْهَمّ

* «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا»:
– «لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ»
– «كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ»
– «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ»
إن رد الفعل «الْهَمّ» المتعلق بنبي الله يوسف، عليه السلام، يختلف جذريًا عن رد فعل «الْهَمّ» المتعلق بامرأة العزيز، والذي دعاها إليه ما يحمله نبي الله يوسف من حُسِن خُلِق وخِلْقة.
إن الله تعالى لم يقل:
* «كَذَلِكَ لِنَصْرِفَه عَنْ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ»
فيكون يوسف قد أقدم على شيء ثم صرفه الله عنه.
وإنما قال تعالى:
«كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ»
أي أن «السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ»، بما تحمله الكلمتان من معاني تبدأ بمجرد «التفكير»، لم يقترب يوسف، عليه السلام، منهما أصلًا.
ولقد بيّن الله لماذا أيد يوسف بـ «بُرْهَان رَبِّهِ» فقال تعالى:
* «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ»
وهذه هي «العبرة» المستفادة من «قصة يوسف»
# أمثلة على «لَوْلَا» في السياق القرآني:
أولًا:
«لَوْلَا» بمعنى «هَلّا»:
١- «وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ»
٢- «وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ»
٣- «وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا»
٤- «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً»
٥- «لَوْلاَ جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ»
# ثانيًا:
«لَوْلَا» للتوبيخ في الماضي:
١- «فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ»
– والتحضيض هنا في أنهم لم يتضرعوا حين جاء البأس، فكان بيانًا لسوء فعلهم ترهيبًا للمخاطب.
٢- «وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»
– وفيه حث وتحضيض على فعل ذلك.
٣- «وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ»
– فكان يجب فور سماع الإفك «إِذْ سَمِعْتُمُوهُ» التحضيض على عدم إشاعته وتداوله «مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا»
٤- «فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ»
– فجاءت «إلا» لتنفي «إيمان» أهل القرى باستثناء قوم يونس، وتوبيخ للقرى على ترك الإيمان.
# ثالثًا:
ويمكن القول باختصار، وبدون تفصيل لأن الموضوع كبير ومتشعب:
إن «لَوْلَا» إذا جاء بعدها المستقبل كان تحضيضًا، وإذا جاء الماضي والمضارع كان تبكيتًا توبيخًا:
١- «وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ»
٢- «هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ»
– وهو تبكيت وتوبيخ، لأن الإتيان بالآية والسلطان على عبادة الأوثان أمرٌ يستحيل وقوعه، والتحضيض هنا بـ «لَّوْلاَ» للتعجيز.
ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك:
* «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً»
٣- «قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ»
– والتحضيض بـ «لَوْلاَ» توبيخ لهم على تركهم تسبيح الله.
٤- «نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ»
– حض على تصديق الدلائل الموصلة إلى «الوحدانية».
٥- «وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذكَّرُونَ»
– حض على التذكير بـ «النَّشْأَة الأُولَى» للإقرار بـ «النشأة الآخرة».
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى