نحو إسلام الرسول

(1626) 26/11/2020 عندما يَفْصِل حرف من لغة القرآن بين أهل الجنة وأهل النار

فماذا أقول في «الملحدين المسلمين» الذي يكفرون بـ «علوم اللغة العربية» وبـ «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت هذه العلوم للناس، بدعوى أن الله هو الذي أمرهم ألا يتبعوا غير القرآن؟!
وماذا أقول في «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»، وأصبحوا يعيشون تحت مظلة «شرك التفرق في الدين»، ينتظرون الرحيل إلى جهنم، لإصرارهم على التمسك بما وجدوا عليه آباءهم؟!
مثال:
أرسل لي أحدهم رسالة على الخاص، فقال:
* تحياتي سيدي … من أين تأتي بالسُنّة إذا رفضت كتب البخاري ومثله … عاوز إجابة مباشرة بدون مواراة من فضلك لنتعلم.
– قلت:
ولماذا لا تأخذ السُنّة من الشيعة أو المعتزلة أو الإباضية أو الصوفية … أو من أي طائفة تقول إن روايات السُنّة عندها هي الأصح؟!
* قال:
يا بيه والله أنا متابع أي حد … سؤالي واضح عاوز إجابة لأستنير بها، من أين آخذ السُنّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
– قلت:
كلمة السُنّة في اللغة وفي القرآن تعني الطريقة العملية لأداء أي شيء:
فإذا قلنا إن فلان تعوّد يشرب كل يوم الصبح يانسون، فهذه هي سُنّته.
وإذا تحدثنا عن «سنة النبي» فنحن نتحدث عن الطريقة العملية التي كان النبي يطبق بها القرآن … وليس الأقوال التي نقلها الرواة ودونها المحدثون بعد وفاة النبي بقرنين من الزمن.
وهذه السنة النبوية العملية هي التي أجمع على أدائها المسلمون كافة (جميع الفرق الإسلامية) بدون أي خلاف … كإجماعهم على الصلوات الخمس، وتفصيل هذا الموضوع على موقعي (نحو إسلام الرسول).
* قال:
كده فهمتك …. وتأكدت من رفضك للسنة المتواترة والمحفوظة …. ربنا يهدينا إلى صراطه المستقيم.
– قلت:
أنا لا أرفض شيئًا غير موجود أصلا في دين الإسلام … أنت شخصيًا لو كنت ولدت شيعي أو معتزلي … كنت ستتبع ما تقول عنه كل فرقة إنه «سُنّة متواترة» التي لا وجود لها عند باقي الفرق، وهذه هي القضية التي يجب أن تشغل بالك:
وحاول تجيب على هذه الأسئلة التي حملها هذا الفيديو المرفق الذي بعنوان «لماذا نحو إسلام الرسول»:
* قال:
مهما تحاول بفلسفتك ولا مليون فيلسوف أو مفكر كما يطلقون على أنفسهم، لن يستطيعوا زحزحتنا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم … ولن تستطيعوا صرف البسطاء عنها ولكن قد يتأثر بعض المثقفين بكم فستحملون وزرهم معهم كما يتحملون أوزاركم.
فما بالكم عندما لا ينظر إليكم الرسول ولا يزكيكم يوم القيامة وتتمنوا من الخاسرين …رحم الله الشيخ البخاري ومسلم وأمثالهم ورحمة الله الشافعي ومالك والليث والحنفي وابن حنبل ومن تبعهم … قل موتوا بغيظكم … أو ارجعوا وتوبوا يغفر الله لكم.
– قلت:
وهل أنا طلبت منك أن تتزحزح عما ورثته وأنت في بطن أمك كغيرك من أتباع الفرق الأخرى؟!
أنت سألتني … وأنا أجبتك … مع تحياتي.
* قال:
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
– قلت:
وأنا اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
لقد بيّن الله تعالى في سورة التوبة أن المنافقين يستحيل أن يجتمعوا مع المؤمنين في طريق واحد، والسبب تجده عندما تتدبر سياق هذه الآيات تدبر الفهم الواعي:
«الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ»:
– «يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ»
– «وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ»
– «نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ»
– «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
– «وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا»
– «هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ»
* «كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ»:
– «كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً»
– «فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ»
– «كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ»
– «وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ»
– «أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ»
– «وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»
* «أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ»:
– «قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ»
– «أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ»
– «فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»
والآن يأتي عمل حرف «لَكِنْ» الفاصل بين الحق والباطل:
* «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ»:
– «يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ»
– «وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ»
– «وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ»
– «أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ * إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»
* «وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ»:
– «جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا»
– «وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ »
– «ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
ثم قال الله تعالى:
* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ»:
– «جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ»
– «وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ »
# وتذكروا:
أن التوجه «نحو إسلام الرسول» يهتم ببيان «أصول الإيمان»:
١- بيان وجوب العمل بمقتضيات شهادة أن «لا إله إلا الله» وأن «محمدًا رسول الله» سلوكًا عمليًا في حياة المسلمين.
٢- بيان وجوب خلع ثوب التدين الوراثي المذهبي، وإعادة الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح.
٣- بيان أن الباب الصحيح والوحيد للدخول في «دين الإسلام» هو باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية».
٤- بيان أن «الآية القرآنية العقلية» آية معاصرة للناس جميعًا على مر العصور، وأنها البرهان الوحيد على صدق «نبوة» رسول الله محمد، عليه السلام.
٥- بيان أن الله خاطب قوم كل رسول باللغة التي كانت تنطق به ألسنتهم قبل بعثة الرسل، وقد نزل القرآن يخاطب قوم النبي محمد بلغتهم العربية.
فكيف يفهم عاقل كتابًا بغير لغته، دون أن يتعلم لغة هذا الكتاب، ولا يعتمد على من يترجمه له، الذي قد يستغفله ويضلله مستغلًا جهله؟!
٦- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» في حياتهم، فإن كل مسلم مسؤول عنه، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى