نحو إسلام الرسول

(162) 12/4/2014 (على هامش “منهج البحث العلمي”)

إذا أردت أن تُقيّم بحثا علميا، انظر إلى (مخرجاته)، أي إلى (ثَمِرِه)، فإذا وجدتها سليمة لا عطب فيها، تكون الأصول العلمية (المدخلات) التي قام عليها سليمة. وإذا كان هذا البحث يتعلق بالقرآن [أي بالإسلام]، فإن مسئولية التزام الباحث بهذه الأصول العلمية تكون أكبر، لأنها مسئولية أمام الله تعالى، قبل أن تكون أمام المجامع العلمية.
أحيانا أجدها فرصة، مستغلا رسالة تصلني من صديق أو مداخلة…، لإلقاء بعض الضوء، على إشكالات القراءات المعاصرة للقرآن، والتي يقوم بعضها على تحريف الكلم عن مواضعه، عن طريق افتراء قواعد جديدة للسان العربي، ولفهم الكلمة القرآنية.
ومن (مخرجات) هذه القراءات المعاصرة، أن تصبح الشجرة غير الشجرة (كما هي في أصل اللسان العربي، والسياق القرآني)، وأن يصبح الضرب غير الضرب، والقتل غير القتل، والقرآن غير القرآن، والكتاب غير الكتاب، والفرقان غير الفرقان، والميراث غير الميراث…!!
إنه من خلال متابعتي، وحواراتي مع بعض أصحاب هذه القراءات، وجدت أن هدفهم الرئيس، هو مخالفة كل ما جاء به المصدر الثاني للتشريع (الذي أعلم أنه مفترى)، حتى لو كان ذلك على حساب هدم بنية (الكلمة القرآنية)، وإحكام (الجملة القرآنية)!!
فإذا قلت لهم: ليس هذا هو المنهج العلمي في البحث، قالوا: “يبقى انت كده عايز تصل لنفس النتائج التي وصل إليها السلفيون!!
إن أكبر دليل على تهافت كثير من هذه القراءات القرآنية المعاصرة، من الناحية العلمية، أن أصحابها قد وضعوا أولا أمامهم التشريعات التي جاء بها هذا المصدر الثاني للتشريع (المفترى)، ثم ابتدعوا قواعد ومبادئ…، تجعل نتائج (مخرجات) هذه القراءات، لا تتفق من قريب، ولا من بعيد، مع أي تشريع جاء به السلف!!
والصحيح، ووفق أصول البحث العلمي، أن يضع الباحث أولا القواعد التي سيقيم عليها بحثه، وفق أصول المنهج العلمي المتفق عليه عالميا، فإذا اختلفت (مخرجات) بحثه بعد ذلك مع مخالفيه، أو اتفقت، فهذا لا يجعله يعيد النظر مرة أخرى في القواعد، حتى توافق هواه…، لأن هذا لا يكون بحثا علميا، وإنما (قصا ولصقا – copy and past)!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى