نحو إسلام الرسول

(1611) 14/11/2020 «أهل القرآن» هم «الذين أوتوا العلم» وهم «الراسخون في العلم»

من الأشياء المضحكة المبكية، أن يولد الناس جميعًا على دين آبائهم وعلى أعرافهم وثقافاتهم وتخصصاتهم المهنية التي برعوا فيها، ويذهبون إلى الحضانات والمدارس والجامعات، ويحصلون على أعلى الشهادات والدرجات العلمية … ولم يُفكروا في إعادة النظر في تدينهم الموروث عن آبائهم.
# أولًا:
يحصل السني أو الشيعي أو الأباضي … على جائزة نوبل في العلوم، ويموت على مذهب آبائه الديني الذي يجهل «علميًا» أصله وفصله، في الوقت الذي حملت فيه جميع الرسالات الإلهية تحذير الله الناس من «فتنة الآبائية»، فتدبر:
١- «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ»:
– «قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»
– «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»؟!
٢- «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ»:
– «قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»
– «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»
٣- «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ»
– «قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا»
– «أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»
٤- إذن فعليك أن تفهم أصل مشكلتك بتدبر هذه الجمل القرآنية:
* «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ – لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً – وَلاَ يَهْتَدُونَ»؟!
* «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ – لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً – وَلاَ يَهْتَدُونَ»
* «أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ – يَدْعُوهُمْ – إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»
ثم اسأل نفسك:
هل يمكنك أن تنجو من «فتنة الآبائية» بغير «العلم»؟!
٥- وهل عندما يقول الله تعالى لك:
(أ): في سياق الحديث عن أحكام القرآن:
* «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»:
– «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الألْبَابِ»
فهل وجدت نفسك من أولي الألباب الذين يعلمون؟!
(ب): وفي سياق بيان أن العلم بـ «لغة القرآن» هو مفتاح فهم آياته:
* «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ – قُرْآناً عَرَبِيّاً – لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
هل سارعت باتخاذ قرار تعلم «لغة القرآن العربية» وبدأت فعلا؟!
# ثانيًا:
يستحيل أن يقبل الناس من أي إنسان ادعاء «النبوة»، وأن الله أرسله إليهم، دون أن يطلبوا منه البرهان على صدق ادعائه، وأن يكون هذا البرهان مما يعجز البشر عن الإتيان بمثله.
وعليه، أيد الله الرسل السابقين، لرسوله محمد، بـ «الآيات الحسية» التي يستحيل أن تأتي أقوامهم بمثلها، ومنها مما برع فيه القوم، وأخرى تكون دالة على «النبوة» غير مصحوبة بتحدي القوم فيما برعوا فيه.
ثم بعث الله رسوله محمدًا بكتاب يحمل في ذاته «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوته»، وإذا كانت:
١- حجية «الآيات الحسية» تقوم على رؤية «العين» لها.
٢- فإن حجية «الآية القرآنية العقلية» تقوم على رؤية «العلم» لها.
فيقول الله تعالى في سياق:
(أ): بيان حجية آيات الآفاق والأنفس «الأنعام / ٩٧، يونس / ٥»:
* «قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ – لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
* «يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
(ب): بيان أن «العلم» هو القاعدة التي تنطلق منها مسألة «البيان والتفصيل» في القرآن «الأنعام / ١٠٥»:
* «وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ – وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ – (وَلِنُبَيِّنَهُ) – لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
والسؤال:
إن الجاهل الذي يحمل مؤهلات وأموال الدنيا كلها، ولا يعلم شيئًا عن القرآن غير اسمه وبركته، ولم يتعلم لغة القرآن العربية، ولا يعرف الفرق بين الاسم والمسمى، ولا بين الفاعل والمفعول، ولا كيف يفهم عود الضمائر في السياق القرآني … ولا … ولا …:
ما علاقة هذا الجاهل بالقرآن، حتى يُقحم نفسه في الحديث عن أحكامه، وعن الشعائر التعبدية، كأحكام الصلاة وهيئتها وعددها؟!
(ج): في سياق بيان أحكام القرآن «البقرة / ٢٣٠، التوبة / ١١، الأعراف / ٣٢»:
* «وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا – لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
* «وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ – لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
* «كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ – لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»؟!
# ثالثًا:
تدبر الآية التالية على ظاهرها، وقف عند ما يجب الوقوف عنده، وأسقط توجيهاتها عليك، لتعلم هل هي متحققة فيك أم لا:
يقول الله تعالى عن صفات المؤمنين «الأنفال / ٢-٦»:
* «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ»:
و«إِنَّمَا» حصر للمؤمنين:
ـ «الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ»
– «وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ»
– «زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ»
– «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»
– «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً»
– «لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ»
ثم قف عند ما يلي:
* «كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ»:
– «وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ (الْمُؤْمِنِينَ) لَكَارِهُونَ»
فمن هم هؤلاء «الْمُؤْمِنِينَ»، وما علاقتهم بالذين سبق قول الله تعالى عنهم:
* «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً»؟!
وكيف يحملون ما جاء بعد ذلك من صفات:
* «يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ – بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ – كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ – وَهُمْ يَنظُرُونَ»؟!
إن هؤلاء أقاموا إيمانهم على غير أساس علمي، لم يدرسوا نصوص «الآية القرآنية العقلية» دراسة «علمية» تجعلهم يُقرّون بصدق نسبتها إلى الله تعالى.
لذلك حملوا نفس صفات المؤمنين، السابق ذكرها، من حيث الظاهر، فإذا طُلب منهم العمل بـ «مقتضيات» إيمانهم، رأيتهم يجادلونك في هذه «المقتضيات» لأنهم يجهلون أصلًا «العلم» الذي قامت عليه:
تماما كـ «٩٩٪» من المسلمين، الذين منذ قرون مضت وهم يُبرّرون كل المحرمات التي يعيشون بداخلها، وفي مقدمتها «شرك التفرق في الدين»، وتخرج ذريتهم من بطون أمهاتهم على مذهب:
* «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»
ثم يختلفون حول عدد الصلوات التي فرضها الله عليهم، ثم يدّعون العلم ببيان القرآن وتفصيله لكل شيء، من باب الجدل الجاهلي العقيم!!
# رابعًا:
وبمناسبة الحديث عن الجدل العقيم، تعالوا أيضا نتدبر هذه الآيات ونقف عند ما يجب الوقوف عنده:
يقول الله تعالى «الحج / ٣-٤، ٨-١٣»:
* «وَمِنَ النَّاسِ»:
– «مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ»
– «بِغَيْرِ عِلْمٍ * وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ»
* «كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَهُ»:
– «فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»
* «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ»:
– «بِغَيْرِ عِلْمٍ * وَلاَ هُدًى * وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ»
والنتيجة:
تحريم التعامل مع القرآن، والجدل حول آياته، «بِغَيْرِ عِلْمٍ …».
– «ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ»
والسؤال:
كيف يفهم «القرآنيّون»، الذين يكفرون بـ «منظومة التواصل المعرفي»، التي حملت «معاجم اللغة العربية»، هذه الجملة «ثَانِيَ عِطْفِهِ» من داخل القرآن؟!
يا أيها الجهال المخابيل:
أين بيان وتفصيل معنى جملة «ثَانِيَ عِطْفِهِ» في القرآن؟!
يا شياطين الإحاد:
إن العِطف: بكسر العين، هو «الجانب»، وعطفا الرجل «جانباه»، عن يمين وشمال، فالملحد يُميل أحدهما للتعبير عن عدم موافقته للذي يُقال.
وهو مشهد يستحيل فهمه إلا بـ «علم البيان» الذي يُصوّر حال الملحد المعجب بنفسه، الذي يجادل في آيات الله، وهو يلوي ويُثني جنبه تعبيرًا عن رفضه لكلام الله، وإشارة لأتباعه الضالّين مثله بذلك.
وهذا هو جزاؤه:
– «لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ»
– «وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ»
* «ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ»:
– «وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ»
ثم بيان لصنف آخر من ملل الكفر وهم «المنافقون»:
* «وَمِنَ النَّاسِ»:
– «مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ»
– «فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ»
– «وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ»
– «خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ * ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ»
* «يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ»:
– «مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ»
– «ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ»
* «يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ»
– «لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ»
ويقول الله تعالى محذرًا ومبيّنًا أن الذي لا يغضب من إلحاد الملحدين ولا يمقتهم كمقت الله لهم، هو «المنافق»، فاحذروا وتدبروا «غافر / ٣٥، ٥٦»:
* «الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ»:
– «بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ»
– «كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ»
وتدبر:
– «وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا»
– «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ»
* «إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ»:
– «بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ»
– «إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ»
– «فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
والسؤال:
* «فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ»:
هل علمتم الآن لماذا أصف الملحدين المسلمين، أصحاب بدعة «القرآن وكفى»، بـ «شياطين الإلحاد»؟!
فاستعيذوا بالله منهم، لأنهم يجادلون في الله:
* «بِغَيْرِ عِلْمٍ * وَلاَ هُدًى * وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ»
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى