نحو إسلام الرسول

(1604) 10/11/2020 «ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ»……. الخطاب القرآني لمن؟!

إلى من يعود الضمير في كلمة «جَاءكُمْ»، والسياق يبدأ بقول الله تعالى:
١- «وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ»
* أي واذكر يا محمد، وقت «أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ».
وهذا الأسلوب، الذي تُستخدم فيه الأفعال المقدرة، كثير في القرآن، كقول الله لرسوله محمد:
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ»
وبين رسول الله وأصحاب الفيل قرون من الزمن.
٢- «لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ»
* وهذا مما تضمنه الميثاق، ومنه أيضا أن يبلغ كل نبي قومه، بوجوب الإيمان بالرسول الذي يأتي من بعده وتأييده ونصره، وأن تحفظ الأجيال هذا الميثاق.
٣- «ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ»
* هنا ينتقل السياق إلى عصر النبي الخاتم محمد، ويخاطب أتباع الرسل السابقين، بناء على هذا الميثاق الذي من المفترض أنهم يحفظونه، وأن عليهم الإيمان بالنبي الخاتم ونصرته.
٤- «لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ»
* وهذا ما أشار إليه قول الله تعالى «الأعراف / ١٥٧»:
«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ …»:
«فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ * وَعَزَّرُوهُ * وَنَصَرُوهُ * وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
وعليه: فإن الذين لم يؤمنوا بالنبي الخاتم من أتباع الرسل السابقين في جهنم بشهادة أنبيائهم أنفسهم وإقرارهم هذا الميثاق.
٥- «قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي * قَالُواْ أَقْرَرْنَا»
* وأيضا بشهادة الأنبياء على أممهم، والله خير الشاهدين.
٦- «قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ»
* ثم يخاطب الله تعالى أتباع الأنبياء المعاصرين للنبي الخاتم رسول الله محمد، يحذرهم من عدم الالتزام بـ «ميثاق أنبيائهم».
٧- «فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
* ثم يأتي الملحدون المسلمون، بقراءتهم المعاصرة الظلامية، ويقولون إن اليهود والنصارى في الجنة، وإن لم يؤمنوا برسول الله محمد.
* فيبيّن الله تعالى أن الدين الذي ارتضاه للناس جميعًا هو الدين القائم على «ميثاق الأنبياء».
٨- «أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ * وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ * طَوْعاً وَكَرْهاً * وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ»
* ثم يخاطب الله تعالى رسوله محمدًا والذين آمنوا معه، بتفعيل «ميثاق الأنبياء» في عصر التنزيل وإلى يوم الدين.
١١- «قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ»:
– «وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا»
– «وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ»
– «وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ»
– «لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ»
– «وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»
* وهذا هو «دين الإسلام» الذي لن يقبل الله من أحد غيره.
١٢- «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً»:
– «فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ»
– «وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»
* والسؤال:
بماذا نصف الملحدين المسلمين، الذين يعتقدون أن مفتاح دخول الجنة ممكن أن يكون في يد من لم يؤمن برسول الله محمد بعد بعثته؟!
* والجواب:
١٣- «كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ»:
– «وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ»
– «وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ»
– «وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
* والجزاء:
– «أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ»:
– «أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
– «خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ»
– «إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
والسؤال الأخير:
(أ): هل تاب أتباع الرسل السابقين وآمنوا بـ «ميثاق الأنبياء» وبصدق «نبوة» رسول الله محمد واتبعوا كتابه؟!
والجواب:
* لم يحدث.
(ب): هل تاب أتباع رسول الله محمد، وخلعوا ثوب «شرك التفرق في الدين» ودخلوا في «دين الإسلام» من باب «الآية القرآنية العقلية» التي لا يوجد على وجه الأرض برهان على صدق «نبوة» رسول الله محمد غيرها؟!
* لم يحدث.
(ج): وهل تاب الملحدون المسلمون، وأقروا باستحالة فهم معنى كلمة واحدة من القرآن، «الاسم والفعل والحرف»، إلا بالاستعانة بمعاجم اللغة العربية، التي حملتها «منظومة التواصل المعرفي»، ومن ذلك معنى كلمة «الصلاة»؟!
* لم يحدث.
والسؤال:
فلماذا الغضب إذن والتشنجات، عندما ينزل قول الله تعالى فيكم:
* «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ»:
– «لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا»
– «وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا»
– «وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا»
– «أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ»
– «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»
نعم: «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»
فلم أر، خلال أربعة عقود من الزمن، غفلة عن تدبر القرآن والاستمتاع بأساليبه البيانية البلاغية، كالغفلة التي يعيشها المسلمون اليوم تحت مظلة الضلال المبين.
وخير شاهد على ذلك: محتوى المقالات السابقة.
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى