ما الفرق بين الكافر الذي استهزأ برسول الله بأي صورة، بفيلم، بأغنية، بصورة، برسم كاريكاتيري، وبين المسلم الجاهل الذي يتعامل مع القرآن بغير علم، فيفتري على الله الكذب، ويُلحد في أحكام القرآن؟!
ما الفرق بين:
* «الكافر»: الذي استهزأ بالنبي الخاتم الذي حمل القرآن للناس.
* «المسلم»: الذي استهزأ بالقرآن نفسه نتيجة جهله بالعلاقة بين الدال «أي الكلمة القرآنية»، ومدلولها «أي مُسَمّاها» الموجود خارج القرآن، فلم يجد عدد الصلوات المفروضة في القرآن:
فراح يستعين بصديقه إبليس فقال إبليس له:
هم اثنان، ويجوز ثلاث، وإياك أن تجعلهم خمس صلوات كما يفعل المؤمنون.
كلما كتبت عن إلحاد المسلمين في أحكام القرآن، وافترائهم الكذب على الله ورسوله في أحكام الصلاة بالذات، كنت أذكرهم بأن باب جائزة «المليون دولار» مازال مفتوحًا لمن يأتي لنا من القرآن بالدليل على أن الله فرض صلاتين «أو ثلاث» وليس خمس صلوات.
وتمر عقود من الزمن، والشيطان وحزبه يحترقون أمام هذا التحدي القائم على حجية «منظومة التواصل المعرفي» التي حفظ الله عن طريقها ما شاء أن يحفظه، لتحقق فعالية وعده بحفظ الذكر:
* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
ولذلك لم يقل الله تعالى:
* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا (الكتاب) وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
ولم يقل الله تعالى:
* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا (القرآن) وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
لأن الحفظ يشمل الآيات المكتوبة المقروءة وتفاعل كلماتها مع مقابلها الكوني الموجود خارج القرآن.
لذلك، وفي ختام مقال أمس «هل نَقْتُل الجاهل أم نُعَلّمه»، قلت:
– الكافرون والمسلمون في الجهل بحقيقة دين الإسلام سواء
– فهل يقتلهم المسلمون أم يُعلمونهم؟!
والحقيقة أن هذا السؤال كان سؤالًا استنكاريًا تهكميًا:
فكيف يُعَلّم الجاهلُ جاهلًا مثله؟!
هذه هي الأزمة والمصيبة «العقدية» التي يعيش بداخلها «٩٩٪» من أتباع الفرق الإسلامية، الذين يحسبون أنهم يُحسنون صنعا، والحقيقة أنهم من الأخسرين أعمالا:
* «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً»
* «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»
والسبب:
* «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ – فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ – فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً»
ألم يكفر الـ «٩٩٪» من المسلمين بقول الله لرسول والذين آمنوا معه، يُحذرهم من التفرق في الدين كما فعل المشركون، فقال تعالى:
* «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ»:
* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
– من هم يا رب هؤلاء؟!
* «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»
* «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
إن هؤلاء هم:
جميع الفرق الإسلامية وما تفرع عنها من مذاهب عقدية وفقهية.
وهؤلاء هم:
الذين يدافعون اليوم عن رسول الله ويرفعون راية «إلا رسول الله»
والله ورسوله بريئان منهم إلى يوم الدين، لأنهم كفروا بآية قرآنية ولم يعملوا بها، وجعلوا هواهم المذهبي يعلوها.
هؤلاء هم:
الذين يُعجبون بالمقالات التي تأتي على هواهم المذهبي، فنجد مثلا المقال الذي بعنوان «عن قتل المدرس الفرنسي» يُعجب به «٩١».
فإذا ذهبنا إلى مقال أمس «هل نقتل الجاهل أم نعلمه»، وهو عن نفس الموضوع، نجد «٣٥» معجب، لماذا؟!
لأن المقال الأول مقال عام، لا يمس ما هو كائن في حياة المتابعين، فكل واحد على مذهبه، المهم «إلا رسول الله».
أما مقال أمس، فقد مس ما هو كائن في حياة الـ «٩٩٪» من المسلمين، وطبعا منهم من يتابعون ويُعجبون بما يوافق هواهم، ولا يُعجبون بما يخالفه، فمقال عن التدخين لن يُعجب المدخنين، ومقال عن الخمار والجلباب لن يُعجب غير الملتزمة بهما.
لذلك لم يكن غريبا أن أجد أمس رسالة على الخاص، يسأل صاحبها:
«كيف يُبغض ابن عالم جليل رسول الله إلى هذه الدرجة»
وطلب مني أن أفتح له التعليقات ليبين لي كيف أني أعطيت ظهري لمذابح اليهود والنصارى في المسلمين … إلى آخر الكلام المعروف.
فقلت:
«إن المقالات عامة للجميع، والتعليقات متاحة لجميع أصدقاء الصفحة، وكل المطلوب منك طلب الصداقة، وأرحب بكل تعليقاتك، لأني أتمنى فعلا أن أراها، فتفضل ابعث بطلب الصداقة»
وبعد فترة طويلة جاءني الرد الذي كنت أتوقعه فعلًا:
«لا يشرفني أكون صديقا لمن يبغض رسول الله وسنته»
* فأقول:
عندما اقترب بنقد أو نقض لـ «ما هو كائن» في نفس المتابع للمقالات، يغضب ولا يُعجب لأن المقال لم يأت على هواه، وصاحب الرسالة السابقة معجب بـ ٩٩٪ من المقالات لأنها ضد الإلحاد:
* «إلا رسول الله»
وهل هناك عاقل، بصرف النظر عن ملته، فهم من مقال واحد من آلاف المقالات التي على الصفحة أن «محمد مشتهري» يُبغض رسول الله؟!
* «وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ»
* «وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ»
* «وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ»
محمد السعيد مشتهري