نحو إسلام الرسول

(159) 8/4/2014 (“فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً”)

“فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً”
“النفاق” مرض يصيب قلب الإنسان، الذي لم يترب على تفعيل آليات التفكر والتدبر والتعقل والنظر … (التي خلقه الله بها)، فلم يعرف ربه حق المعرفة، ولا الدين الذي أمره ربه باتباعه، ولم يبذل جهدا للخروج من أسر (الآبائية)…، لذلك كان من السهل عليه أن يقبل (المتناقضات)، ويَتلوَّن (حسب المصلحة)، ويفسد في الأرض، هو (يدعي أنه يصلح)!!
نتدبر الآيات التالية، جيدا، ودون خلفية مسبقة لمعناها:

*”وَمِنْ (النَّاسِ) مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ” – *”يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ” – *”فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ” – *”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ” – *”أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ” – *”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ” – *”وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ” – *”اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ” – *”أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ”.

إن المتدبر لهذه الآيات يعلم، أن “النفاق” ليس دائرة مغلقة، من دخلها لا يخرج منها، إنه دائرة مفتوحة، يعيشها “المنافق” ساعات يومه!! إنه حالة مرضية، تختلف خطورتها، وإمكان الشفاء منها، باختلاف نسبة تمكن هذا المرض من القلب!!
إن الفرق بين “المنافق”، و”المسلم”، أن “المنافق” يحمل اسم الإسلام، وهو أصلا خارج دائرته، إيمانا، وقولا، وفعلا. أما “المسلم” فيحمل أخلاق الإسلام، إيمانا، وقولا، وفعلا، وليس هو من ولد مسلما، وحمل الهوية الإسلامية!!
إن “المسلم” من أسلمت جوارحه لله تعالى، فتراه في حياته قانتا، صادقا، صابرا، خاشعا، متصدقا، صائما، حافظا للفرج، يعيش في ذكر دائم لله تعالى. أما المنافق فلم يومن قلبه حتى تُسلم جوارحه!!
إن “المسلمين”، ليس هم من حملوا “الإسلام” وراثة، فيسعد (أهل السنة) أنهم ولدوا مسلمين، ويسعد (الشيعة) أنهم ولدوا مسلمين…، وإنما هم من أقاموا “الإسلام” في حياتهم أمة واحدة، وأخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وكانوا عليهم شهداء.
نتدبر الآيات التالية، جيدا، ودون خلفية مسبقة لمعناها:

*”يَا أَيُّهَا (الَّذِينَ آمَنُوا) ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” – *”وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ (اجْتَبَاكُمْ)” – *”وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي (الدِّينِ) مِنْ حَرَجٍ (مِلَّةَ) أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ” – *”(هُوَ سَمَّاكُمْ) الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ” – *”وَتَكُونُوا (شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)” – *”فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ” – *”(وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ)” – *”هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ”.

إن قوله تعالى: “هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ” يعني أنه سبحانه “وسم” المسلمين بسمة الإسلام، أي بأخلاق الإسلام، وهي الانقياد والخضوع والطاعة له سبحانه.
فهل أطاع (المسلمون) ربهم، وعملوا بما جاء في هذه الآيات؟!
أرى أن على المسلمين مراجعة موقفهم من (النفاق)، ومن تربية أولادهم عليه، حتى يرحمهم الله بدعاء أولادهم : “وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً”.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى