نحو إسلام الرسول

(1587) 27/10/2020 «التقوى»: الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين

# أولًا:
إن «حدود الله» هي «أحكام القرآن» كلها «افعل ولا تفعل»، فتدبر:
١- يقول الله تعالى «البقرة / ١٨٧»:
* «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ»:
– «هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ»
– «عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ»
– «فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ»
– «وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ»:
– «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ»
– «ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ»
– «وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ»:
ثم تدبر قوله الله تعالى تعقيًا على ما سبق:
– «تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا»
– «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ»
ثم بيان المحور الأساس للالتزام بحدود الله:
– «لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»
٢- ويقول الله تعالى «البقرة / ٢٢٩-٢٣٠»:
«الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً»:
– «إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ»
– «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ»
– «فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ»
– «تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا»
إذن: فأي «عقد نكاح» قام على غير أحكام القرآن فهو «عقد باطل»، ومن شارك فيه من الظالمين، فتدير:
– «وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»
ولذلك أكد على وجوب الالتزام بحدود الله وأحكام القرآن بقوله تعالى بعد ذلك:
* «فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا»:
– «إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ»
– «وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
٣- ويقول الله تعالى عقب بيان أحكام المواريث «النساء / ١١-١٤»:
* «تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ»:
– «وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ»
– «يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا»
– «وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
* «وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ»:
– «وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ»
– «يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ»
٤- ويقول الله تعالى مبينًا أن القرآن هو «كلام الله» الذي أنزله على رسوله محمد ويجب أن يعلم كل إنسان حدوده «التوبة / ٩٧»:
* «الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً»:
– «وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ»
– «وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»
٥- ويقول الله تعالى في صفات المؤمنين المتقين الذين باعوا أنفسهم لله تعالى «التوبة / ١١٢»:
«التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ»:
– «وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ»
– «وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»
٦- ويقول الله تعالى في سياق بيان أحكام النساء «المجادلة / ٣-٤»:
* «وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»:
– «فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا»
– «فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً»
– «ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»
– «وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ»
– «وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ»
٧- ويقول الله تعالى في سياق بيان أحكام الطلاق «الطلاق / ١»:
* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ»:
– «إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ»
– «وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ»
– «لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ»
– «وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ»:
– «وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ»:
– «وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ»
# ثانيًا:
لماذا كانت «تقوى الله» الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين؟!
تدبر جيدا هذه الآيات:
١- «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ – قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ – وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا – وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى – وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
٢- ويقول الله تعالى «البقرة / ١٩٤»:
«الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ – وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ – فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ – فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»
٣- ويقول الله تعالى «البقرة / ١٩٦»:
«وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ …»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»
٤- ويقول الله تعالى «البقرة / ٢٠٣»:
«وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»
٥- ويقول الله تعالى «البقرة / ٢٢٣»:
«نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ – فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ – وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»
٦- ويقول الله تعالى «البقرة / ٢٣١»:
«وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ … وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً …»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»
٧- ويقول الله تعالى «البقرة / ٢٣٣»:
«وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ … فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا …»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»
٨- ويقول الله تعالى «البقرة / ٢٨٢»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ»:
* «وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ»:
– «وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً … وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ»
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ * وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»
٩- ويقول الله تعالى «آل عمران / ١٣٠»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
١٠- ويقول الله تعالى «آل عمران / ١٣٠»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
١١- ويقول الله تعالى «النساء / ١»:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:
* «اتَّقُواْ رَبَّكُمُ»:
– «الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»
– «إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً»
١٢- ويقول الله تعالى «المائدة / ٢»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ … وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»
١٣- ويقول الله تعالى «المائدة / ٤»:
«يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ – قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ – وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ – فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ – وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ»
١٤- ويقول الله تعالى «المائدة / ٧-٨»:
«وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ – إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ»
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»
١٥- ويقول الله تعالى «المائدة / ١١»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ – إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»
١٦- ويقول الله تعالى «المائدة / ٥٧»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً – مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
١٧- ويقول الله تعالى «المائدة / ٨٧-٨٨»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ – وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ – وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ»
١٨- ويقول الله تعالى «المائدة / ٩٦»:
«أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ – وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ – وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»
١٩- ويقول الله تعالى «المائدة / ١٠٧-١٠٨»:
«فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً – فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ … ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ»:
* «وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ * وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ»
٢٠- ويقول الله تعالى «الأنفال / ٦٩»:
«فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً»:
* «وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
٢١- ويقول الله تعالى «الحجر / ٦٨-٦٩»:
«قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ»:
* «وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ»
٢٢- ويقول الله تعالى «الحجرات / ١»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»
٢٣- ويقول الله تعالى «الحجرات / ١»:
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ – فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»
٢٤- ويقول الله تعالى «الحجرات / ١٢»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ – وَلاَ تَجَسَّسُوا – وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً – أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ»
٢٥- ويقول الله تعالى «المجادلة / ٩»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ – وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»
٢٦- ويقول الله تعالى «الحشر / ٧»:
«مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ … وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»
٢٧- ويقول الله تعالى «الحشر / ١٨»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»
٢٨- ويقول الله تعالى «الممتحنة / ١١»:
«وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ – فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ»
٢٩- ويقول الله تعالى «الطلاق / ١»:
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ – إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ – وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ»:
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ»
# ثالثًا:
وإن من مقتضيات «التقوى»، في سياق «افعل ولا تفعل»، قول الله تعالى:
«إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ»:
– «بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى»
– «وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ»
– «يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»
ومن الضروري إلقاء الضوء على مفهوم «الإحسان» باعتباره المحور الأساس الذي تدور حوله «أحكام القرآن»:
١- المعنى اللغوي:
حَسُنَ الشيء حُسنًا فهو حَسَن، وحَسّنت الشيءَ تحسينًا: زينته، ويُجمع الحَسَن على حِسان، وأحسَنتُ: فعلت الحَسَن:
* «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً»
والحُسن ضد القبح، والمحاسن ضد المساوئ، والحسنة ضد السيّئة:
* «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ»
وتطلق «الحَسَنَة» ويراد مطلق ما يكون حَسَنًا بوجه عام:
*«إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ – وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا»
و«الإحسان»: جعل الشيء ذا حُسن أو حَسَنًا:
* «الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ – وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَان مِن طِينٍ»
* «لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ»
* «إِنْ أَحْسَنتُمْ – أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ – وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا»
٢- وانطلاقا من قول الله تعالى:
* «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ»
تعالوا نتدبر هذه الآية التي تتحدث عن ميزان «الحسنات» وميزان «السيئات» في الآخرة، فيقول الله تعالى:
«وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»:
* «لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ – وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ»:
– «أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
* «وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ – جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا – وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ – مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ – كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً»:
– «أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
٣- سأترك لكم تدبر المقارنة بين الآيتين من حيث الجزاء، ولكن اللافت للنظر في جزاء المحسنين كلمة «وَزِيَادَةٌ» في قوله تعالى:
* «لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ»
فإذا ذهبت إلى معظم أمهات كتب التفسير تجد أصحابها يُفسّرون هذه الزيادة برؤية وجه الله تعالى، استنادا في المقام الأول إلى مروياتهم المذهبية، وإلى قول الله تعالى:
* «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ – إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»
وهو فهم غير صحيح، لا يستند إلى منطق «الآية القرآنية»، وإنما إلى منطق «الرواية المذهبية».
إن «الزيادة» من جنس ما قدّم المُحسن في الدنيا، بقرينة السياق، فتدبر:
«لِّلَّذِينَ – أَحْسَنُواْ – الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ»
أي وزيادة على «الْحُسْنَى».
٤- وهذه «الزيادة» مبينة في كثير من الآيات القرآنية، وفي مقدمتها:
(أ): قول الله تعالى:
* «وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ – فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا – مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ – إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ»:
ثم تدبر ماذا قال الله بعدها:
– «عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ»
(ب): قول الله تعالى:
* «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ»:
وتدبر الجزاء لمن؟!
* «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ»
– «جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا»
– «وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ»
– «وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ»
وفي موضع آخر يقول الله تعالى:
– «وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ»
– «ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
(ج): قول الله تعالى:
* «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ»:
– «فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ»
– «وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ»
(د): ويقول الله تعالى:
* «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ – فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»
* «وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ – فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ»
والموضوع تُكتب فيه المجلدات، وأقول:
إن «القرآن الكريم» كتاب علم:
* «يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
* «وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ»
– وما تفرق المسلمون انطلاقًا من قاعدة «شرك التفرق في الدين».
– وما خلعوا ثوب «الخيرية» وتخلفوا وأصبحوا في ذيل التقدم الحضاري.
– وما استطاع الملحدون، أعضاء «حزب الشيطان»، من استغفال قلوبهم واعتبار «ما هو كائن» في حياتهم هو «ما يجب أن يكون» وفق ما أمر الله، إلا بسبب:
* جهلهم بـ «لغة القرآن العربية».
* وغياب «تقوى الله» عن قلوبهم.
اللهم إني بلغت … اللهم فاشهد.
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى