نحو إسلام الرسول

(158) 6/4/2014 (“كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ”)

“الإسلام” منظومة حياتية متكاملة، لها قواعدها وأصولها: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ) وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ (وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ) …”.
إن “خشوع” المسلم، مكونٌ من مكونات هذه المنظومة الحياتية، لا ينفصل عن إسلامه، ولا عن إيمانه، ولا عن “قنوته”…، فهذه كلها مكونات (الدين) (الإسلامي) الذي لن يقبل الله تعالى غيره: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ (الإِسْلامِ) (دِيناً) فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ”.
ولقد جاء “القنوت”، في هذه الآية الجامعة، عقب (الإسلام) و(الإيمان)، فهل في ذلك دلالة؟!
“القنوت” هو القاعدة السلوكية، التي تنطلق منها مكونات هذه المنظومة الحياتية. إنها قاعدة تفعيل إخلاص العبودية لله تعالى سلوكا عمليا في حياة المسلم. لذلك ورد “القنوت”، في السياق القرآني، بأكثر من معنى، وبتدبر هذه السياقات نجد أنها تدور في إطار قاعدة العبودية، والخضوع، وإسلام الوجه لله تعالى، وذلك كمنظومة حياتية:
“قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” – “لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ”.
إن قاعدة العبودية، والخضوع لله تعالى، هي القاعدة التي قام عليها الوجود كله: “وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ (مَا) فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ” – “وَلَهُ (مَنْ) فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ”. فالوجود، العاقل وغير العاقل، خاضع ساجد لله تعالى، ولفاعلية أسمائه الحسنى.
إن قلب المسلم المؤمن، قلب قانت، صادق، صابر، خاشع، متصدق، صائم، حافظ للفرج، يعيش في ذكر دائم لله تعالى…، هذا هو القلب السليم، فهل يمكن لهذا القلب أن يعصي ربه؟!

“يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ” – “إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”
“مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى