يبدو أن هناك خلطا في تعريف المصطلحات، فإجابتي على من سأل عن الفرق بين (النبي) و(الرسول) كانت متعلقة فقط بمقامي “النبوة”، و”الرسالة”، ولم أتعرض لمقام “بشرية” (النبي)، مما أحدث لبسا عند البعض، ظهر في تعليقاتهم.
إن مقام “البشرية”، هو المقام الوحيد الذي يأتي فيه العتاب، ويستحيل أن يأتي هذا العتاب و(النبي) في مقام “الرسالة”، لأنه مقام بلاغ عن الله، يستحيل أن يخرج الرسول عن حدوده، فكيف يعاتبه فيه؟!
كما يستحيل أن يأتي عتاب (النبي) وهو في مقام “النبوة”، لأنه مقام تلقي عن الله، فكيف يعاتبه فيه؟!
إذن يجب أن نفرق بين (النبي) كبشر غير معصوم: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ…)، وبين مقامي “النبوة”، و”الرسالة”، اللذين فيهما العصمة: (يُوحَى إِلَيَّ…). فتصرفات (النبي) كلها تصرفات “بشرية”، إلا ما كان منها داخل دائرة (العصمة)، لذلك جاء العتاب لـ (النبي).
لقد كانت تصرفات (النبي) في عصر الرسالة، تجمع بين ما هو “بشري” وما هو “بوحي إلهي”، بين ما هو خارج نصوص “الآية القرآنية”، وما هو منها، فما كان من “الرواة” إلا أن نقلوها كلها، باسم “السنة النبوية”، وجعلوها “شريعة إلهية”، حبا في رسول الله، ويا ليتهم ما فعلوا، فقد اتبعهم معظم المسلمين، وهجروا “الآية القرآنية”:
“وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً”