نحو إسلام الرسول

(1536) 11/9/2020 هل «تُسَلّم» للشيء قبل أن تعرفه و«تؤمن» به؟!

* هل «تُسَلّم» نفسك لجراح وأنت لم «تؤمن» بكفاءته؟!
* هل «تُسَلّم» ابنك لمدرسة وأنت لم «تؤمن» بكفاءتها؟!
# أولًا:
لقد كان المنافقون يدّعون «الإيمان بالله» ولا يَعْمَلُون بمقتضيات هذا «الإيمان»، وفي مقدمة هذه المقتضيات «التسليّم لحكم الله»، فقال الله تعالى لرسوله:
* «فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ»:
– «حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»
– «ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ»
– «وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً»
إذن فـ «التسليم» يأتي بعد «الإيمان».
و«التسليم لحكم الله» يأتي بعد الإقرار بـ «أصول الإيمان»، فإذا لم يُسلّم «المسلم» لحكم الله ويعمل به، فهذا معناه أنه لم يُقر بـ «أصول الإيمان»، وأنه «منافق».
فكم عدد «المنافقين» من المليارين مسلم:
* «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»:
– «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»؟!
الذين لم يُسلّموا لحكم الله تعالى، وأصروا على «شرك التفرق في الدين»، وفي مقدمتهم أتباع الفرق والمذاهب العقدية والفقهية؟!
# ثانيًا:
فإذا ذهبنا إلى أصل بدعة تقديم «الإسلام» على «الإيمان» نجدها عند شخص يُدعى «محمد شحرور»، فمن هو؟!
تستطيع أن تعلم كل شيء عن طريق شبكة الإنترنت، ولكن الذي يهمني أن أقوله في هذا السياق:
ما الذي حوّل تخصص «د. م. محمد شحرور» الهندسي إلى تخصص ديني إلحادي؟!
يقول «محمد شحرور» على موقعه:
إنه بعد نكسة «١٩٦٧م» استمع إلى خطيب الجمعة يقول:
«إننا هزمنا لأن النساء كاسيات عاريات»
فأدرك شحرور على الفور أن هناك أزمة في تدين المسلمين وطريقة تفكيرهم، وذلك بسبب ثقافتهم الإسلامية، واتخذ قرارًا ببحث هذه الأزمة وإيجاد حل لها.
ولكن: هل بحث «محمد شحرور» عن الحل على مستوى الفرق الإسلامية كلها، أم على مستوى «فرقة أهل السُنّة» التي ولد فيها، وكان يستمع إلى خطيبها؟!
لقد كان الحل لصالح «فرقة أهل السُنّة» فقط، ذلك أن أئمة سلفها هم الذين دفعوا «محمد شحرور» إلى إعادة النظر في صحة ما دوّنوه في أمهات كتبهم، وفق قراءته الإلحادية المعاصرة للتنزيل الحكيم، ولم يستطع الاقتراب من أمهات كتب أي فرقة أخرى.
وحتى لو جاء الحل على مستوى الفرق الإسلامية كلها، فإن القراءة الإلحادية التي قرأ بها «محمد شحرور» التنزيل الحكيم، كانت ستهدم في جميع الأحوال «مدلولات» كلمات التنزيل الحكيم لأنها قائمة على النظرية «الماركسية» المادية و«الداروينية» التطورية.
# ثالثًا:
لقد ظن «محمد شحرور» أن قراءته الإلحادية المعاصرة للتنزيل الحكيم، هي التي ستُخرج المسلمين من ظلمات التخلف إلى نور الحضارة المادية التي تُرضي منظمات الإلحاد وحقوق الإنسان العالمية، وغاب عنه أن «عالمية القرآن» يستحيل أن تتحقق على أيدي «الملحدين».
١- وبعد أن وضع «محمد شحرور» الإطار العام لأسلمة «الماركسية المادية» و«الداروينية التطورية»، وذلك عن طريق الإلحاد في آيات الذكر الحكيم و«مدلولات» كلماتها، ومن ذلك تعريفه لـ «الزنى» بأنه الممارسة الجنسية «العلنية»، أما إذا كانت «غير علنية» فليس بـ «زنى».
٢- وبعد أن حدد «محمد شحرور» معاني «المصطلحات» التي يستخدمها في مشروعه الإلحادي الديني الجديد، والتي يستحيل أن يتقبلها إلا أصحاب القلوب الفاسقة، كقلوب قوم فرعون:
* «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ – إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»
٣- وبعد «٢٠ سنة»، وتحديدا عام «١٩٩٠م»، جمع «محمد شحرور» منهجه الإلحادي كله في أول كتاب له من «٨٠٠ صفحة» بعنوان «الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة».
ثم وزع هذا المنهج الإلحادي على مؤلفاته كلها إلى أن توفاه الله في «٢١-١٢-٢٠١٩».
ولقد أعانني الله تعالى، وله الحمد والشكر، لنقض هذه المنهجية الشحرورية الإلحادية، بتأليف كتابي الأخير «٥١٨ صفحة» الذي كان موضوعه:
«نقض منهجية القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم – لكتاب محمد شحرور – الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة»
لقد اقتلعت المنهجية الشحرورية الإلحادية من جذورها، والكتاب متاح للجميع على موقعي «نحو إسلام الرسول».
# رابعًا:
ومن ثمار المنهجية الشحرورية الإلحادية:
١- أن «الإسلام» يسبق «الإيمان»، ولم يكتف شحرور بما كتبه عن هذه البدعة الإبليسية في كتابه «الكتاب والقرآن»، وراح يؤلف كتابًا سمّاه «الإسلام والإيمان – منظومة القيم».
٢- ولما كان الملحدون، وطبعا منهم «محمد شحرور»، ينطلقون في استغفال عقول الناس من قاعدة فلسفية تُعرف باسم «المنهجية الهرمنيوطيقية»، قد أشرت إليها في كتابي الأخير، وجدناه يقول في حوار له:
«لا يُفهم أي نص لغوي – إلا على نحو – يقتضيه العقل»
٣- وإذا كان كل إنسان يعتز بـ «عقله» ولا يسمح لأحد بإهانته، حتى ولو كان عقل «الحمار» الذي ضرب الله به المثل لمن يحمل علمًا لا يفقه منه كلمة واحدة، إذن فماذا يقصد «محمد شحرور» بقوله «على نحو يقتضيه العقل»؟!
(أ): هل يقصد «عقل» الذين لا يعلمون شيئا عن «لغة القرآن العربية»، ويُفتون في «أحكام القرآن»، بدعوى أن هذا ما «يقتضيه العقل»؟!
(ب): أم يقصد «عقل» الذي يفهمون أساليب «لغة القرآن» البلاغية؟!
(ج): أم يقصد «عقل» الذين لا يعلمون أصلًا الفرق بين الفعل والفاعل والمفعول، ومنشوراتهم خير شاهد على ذلك، ومنهم من قال تعليقًا على فيديو لـ «محمد شحرور»:
«اسمعوا وتأملوا لهذا العبقري ماذا يقول، ولا أظن أنكم سمعتم بمثل هذا الكلام عند مشايخ المنابر أصحاب عن وعن»؟!
٤- على كل حال، اسمعوا، وتدبروا، واحكموا …، على ماذا قال «محمد شحرور» في الفيديو المرفق، ويبقى السؤال قائمًا:
بأي «عقل» تفهمون ما قاله «محمد شحرور» في هذا الفيديو؟!
(أ): هل «العقل» الذي يفقه لغة القرآن العربية ليستطيع الرد على إلحاد «محمد شحرور»؟!
(ب): أم «العقل» الذي يعلم ما هي «المنهجية الهرمنيوطيقية»؟!
(ج): أم «العقل» الذي درس وتدبر القرآن جيدًا، ويعلم أساليبه البيانية البلاغية، ومنها «المجاز والترادف» اللذان ينكرهما «محمد شحرور»؟!
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
محمد السعيد مشتهري
الرابط:
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى