نحو إسلام الرسول

(1524) 31/8/2020 «مقال الاثنين» «ملك اليمين» بين الدال والمدلول و«إلحاد المُغفّلين»

يُذكرني الحديث عن «ملك اليمين» بحوار طويل حول حجية «منظومة التواصل المعرفي»، مع أحد المرتدين عن الفهم الواعي للتعامل مع نصوص «الآية القرآنية العقلية»، التابعين المقلدين لأي بدعة دينية جديدة.
لقد كان هو الحوار الأطول في مسيرتي الدينية، تحليت فيه بـ «صبر أيوب»، مع إنسان يجهل اللغة العربية وعلومها ولم يكتب جملة عربية صحيحة خلال الحوار، ولم يجب على أسئلتي إلا بعد أن يعرضها على الملحد الذي يتبعه ليجيب عليها.
وإذا كان الملحدون المسلمون لا يجدون صعوبة في فهم كلمات القرآن، ويقولون للناس إن القرآن ليس في حاجة إلى «منظومة التواصل المعرفي»، ولا إلى «معاجم اللغة العربية»، لأن الله تعالى هو القائل:
* «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ – فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ»
* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»
* «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»
فإن الفضل الأول لفهمهم لكلمات القرآن، لا يرجع إلى القرآن وإنما إلى «منظومة التواصل المعرفي» التي نقلت لهم معاني «مُسَمّيات» كلمات القرآن، التي تعلّموها منذ طفولتهم من قبل معرفتهم أصلا بالقرآن.
إن الفضل الأول لفهم الشعوب لمعاني الكلمات التي تنطق بها ألسنتهم، يرجع إلى «منظومة التواصل المعرفي» التي حفظ الله تعالى عن طريقها آية اختلاف ألسن الشعوب:
* «وَمِنْ آيَاتِهِ – خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ – وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ – وَأَلْوَانِكُمْ – إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ»
نعم: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ» وليس لـ «الجاهلين» الملحدين المخبولين.
ولذلك يستحيل أن يفهم أي إنسان معنى أي كلمة «اسم – فعل – حرف» إلا إذا كان «مُسَمّاها» مطبوعًا في قلبه من قبل أن يقرأها، فإذا قرأ كلمة لم يسبق أن انطبع «مُسَمّاها» في قلبه، يستحيل أن يفهم معناها.
فكيف يفهم المسلمون معاني «مُسَمّيات» كلمات القرآن، دون الاستعانة بمراجع اللغة العربية التي حملتها «منظومة التواصل المعرفي» كما حملت معاني «مُسَمّيات» كلمات لغات شعوب العالم؟!
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
# أولًا:
إن أصل الإلحاد في مفهوم «ملك اليمين» وأحكامه، وغيره من المفاهيم القرآنية، شخص جعل منه الإعلام نجمًا هوائيًا، فاتبعه «الهوائيّون»، وهو صاحب بدعة «المصيبة الكبرى» عن الإعجاز العددي في القرآن، التي قمنا بالرد عليها في عشرات المنشورات، إنه «عدنان الرفاعي».
ومن «الببغاوات» الذين يتبعون «الرفاعي» بغير علم، صاحب صفحة «وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ» الذي قال عن مفهومه لملك اليمين في البند «٦» في المنشور:
«لماذا يُصرّون على الحظر ثم ينهقون نهيق الحمير»
حيث قال:
«عبارة ما ملكت ايمانكم تعني ما وقع تحت عهدكم ورعايتكم وإشرافكم، وهذه حالة يقع فيها أي إنسان»
فماذا قال «الرفاعي» عند تعريفه لـ «ملك اليمين» مع المذيع علاء بسيوني، الحلقة «١٩»، الجزء الأول؟!
«ملك اليمين» هو:
«أن يقع إنسان تحت إشراف إنسان آخر، وتحت تربيته ورعايته، ومسئوليته وإدارته، فمثلا إذا توفى الأب وترك مجموعة من الأطفال وأتى إنسان وقال لأمهم سأتولى رعاية هؤلاء الأولاد وسيكونون مسئوليتي … فهنا قد أصبحوا ملك يمين هذا الرجل».
ومن المصائب العقدية التي يؤمن بها صاحب «المصيبة العددية الكبرى»، قوله بعد ذلك:
«القرآن الكريم لم يعط حقه في التدبر الكامل، فهناك حقيقة غُيّبت أربعة عشر قرنا، وهي:
أن عقد الزواج بين الرجل والمرأة يتكون من نوعيين:
الأول: إن كان هناك تناظر في العقيدة، فهذا عقد الزواج المعروف، وتسمى المرأة «زوجة».
الثاني: إن لم يكن هناك تناظر في العقيدة، فهذا عقد ملك يمين، وتسمى المرأة «امرأة».
فإذا تزوج الرجل اثنين، واحدة مسلمة، والأخرى من أهل الكتاب، فالأولى تسمى «زوجة»، والثانية تسمى «ملك يمين».
ويُفسر الآيات «المؤمنون / ١-٧»:
* «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ – الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ – وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ – وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ – وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ – إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ – فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ»
ويقول:
«الآيات تبين عقدين من النكاح: فعقد النكاح الأول (أزواجهم): هو عقد المؤمنة المسلمة، أي عند التناظر في العقيدة، والثاني: عقد (ملك اليمين) في حالة عدم التناظر في العقيدة».
وكعادتهم، يستدل «الرفاعي» بعشرات الآيات القرآنية المستقطعة من سياقاتها، وفق منهجية «القص واللصق»، وهو طبعا لا يعلم، أن كل كلمة «اسم – فعل – حرف» في هذه الآيات يستحيل الوقوف على معناها إلا بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية.
# ثانيًا:
إنهم يدفنون رؤوسهم في الرمال وهم يدّعون أنهم يقرؤون القرآن قراءة معاصرة، وقراءة عددية من وحي شياطين الجن:
* «سَحَرُواْ – أَعْيُنَ النَّاسِ – وَاسْتَرْهَبُوهُمْ – وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ»
١- إن المتدبر الدارس لآيات الذكر الحكيم، يعلم علم اليقين، أن عدم «التناظر في العقيدة» يُحرّم نكاح المسلم بغير المسلمة، ونكاح المسلمة بغير المسلم، وأن شرط الإقرار بأصول الإيمان الخمسة:
«بِاللّهِ – وَمَلاَئِكَتِهِ – وَكُتُبِهِ – وَرُسُلِهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ»
هو القاعدة التي يحرم على المؤمنين بالنبي الخاتم ورسالته، أن يقيموا عقود أنكحتهم على غيرها، ولذلك كان شرط «الإيمان» قائمًا دومًا في بيان ذلك، فتدبر:
* «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ (حَتَّى يُؤْمِنَّ):
– «وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ»
* «وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ (حَتَّى يُؤْمِنُواْ):
– «وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»
– «أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ»
– «وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ»
– «وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
وهذا هو «البيان والتفصيل في القرآن» الذي يجهله «الملحدون» المصابون بـ «الخبل العقلي»، ومنهم طبعا الذين يبيحون للمؤمنين المسلمين نكاح غير المتناظرين معهم في «العقيدة».
٢- إن هذا الذي ذهب إليه «الرفاعي»، ويتبعه فيه «الببغاوات»، هو خير مثال لما أسميه بـ «العشوائية الفكرية» و«العك الديني»، ثم يغضبون ويقولون إن مشتهري «فظٌ غليظُ القلب»!!
فما علاقة الفروق اللغوية بين الكلمات القرآنية، كالفرق بين كلمة «امرأة» وكلمة «زوج»، حتى يُقحم «الرفاعي» هذه المسألة عند حديثه عن موضوع «ملك اليمين»؟!
إن جملة «ملك يمين» مكونة من كلمتين: «ملك» و«يمين»، ولا يوجد أصلًا في القرآن أي معنى «مُسَمّى» لهاتين الكلمتين، من أجل ذلك علينا:
(أ): أن نذهب أولًا إلى معاجم اللغة العربية، نبحث فيها عن معنى كلمة «ملك» ومعنى كلمة «يمين».
(ب): ثم بعد ذلك نقرأ الآيات القرآنية التي حملت الكلمتين لنقف على معنى الكلمة في سياقها المحكم المتناغم معها.
فماذا قالت معاجم اللغة العربية عن الكلمتين: ملك – يمين؟!
# ثالثًا:
لقد بعث الله تعالى النبي الخاتم محمدًا، عليه السلام، وقد عمت بلوى «استرقاق البشر» شعوب العالم، فنزلت الآيات القرآنية بتحريم «الرق»، وأن الإنسان لا يكون «مملوكًا» أبدًا إلا للذي خلقه.
لقد نزلت الآيات القرآنية تأمر المؤمنين المسلمين بتضييق منابع «استرقاق البشر» وتوسيع مصارفه، وتضرب الأمثلة على أن طوق النجاة من العبودية لغير الله هو الإقرار بـ «الوحدانية»، فيقول الله تعالى:
* «ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً (عَبْداً مَّمْلُوكاً) لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ – وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً – فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً – هَلْ يَسْتَوُونَ – الْحَمْدُ لِلّهِ – بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ»
نعم: «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ»:
أنهم الملحدون المسلمون الجُهّال، الذين لا يعلمون أن القرآن نزل يُخاطب الناس بما يعلمون ويعرفون «مُسمياته» من قبل نزول كلماته، ومن ذلك معرفتهم من هو هذا العبد المملوك الذي يعيش معهم و«لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ».
وهنا تظهر حجية «منظومة التواصل المعرفي» التي هي من حجية «القرآن» ذاته، ويكفر بها الملحدون المسلمون الجُهّال.
لقد نقلت «منظومة التواصل المعرفي» لشعوب العالم، ما هو «الرق» وما هي أسماؤه المتعددة، ومنها ملك اليمين «مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، وكيف كان الرجال والنساء يُصبحون مملوكين لمن أسرهم ولو كانوا في أقوامهم ملوكًا، وهذا ما أشار إليه قول الله تعالى «عَبْداً مَّمْلُوكاً».
فإذا تجاوزنا إلحاد «الرفاعي»، وقبلنا نكاح المسلم لامرأة من أهل الكتاب، فبأي منطق إنساني، قبل أن يكون دينيًا، تصبح هذه المرأة عبدة مملوكة «ملك يمين» لأنها غير مسلمة؟!
١- معنى «الملك» في معاجم اللغة العربية:
«الملك»: هو الحيازة التي تعطي لصاحبها حرية التصرف في المملوك بالانتفاع أو البيع.
والسؤال:
وهل هذا المعنى المعجمي، والذي يؤيده السياق القرآني، هو ما ذهب إليه «الرفاعي» و«الببغاوات» الذين يتبعونه، وهو:
«أن يقع إنسان تحت إشراف إنسان آخر، وتحت تربيته ورعايته، ومسئوليته وإدارته»؟!
٢- معنى «اليمين» في معاجم اللغة العربية:
«اليمين»: يأتي بمعناه:
(أ): المادي: ويقصد به «اليد اليمنى»:
* «وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ – وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ – إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ»
(ب): المجازي: كناية عن القدرة والنصرة والغلبة:
* «وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ – وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – وَالسَّماوَاتُ (مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ»
٣- يُعبّر عن «ملك اليمين» في السياق القرآني بـ «اليد» التي تمسك «تملك» الأسير، فيقول الله تعالى:
* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن (فِي أَيْدِيكُم) مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ»
# رابعًا:
أسماء الأموال المملوكة بـ «اليمين»:
وهي الأموال المأخوذة من العدو، وهي أربعة أنواع حسب ورودها في السياق القرآني:
«الأنفال – الغنائم – الفيء – الأسرى»
١- «الأنفال»:
* «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
والسؤال حقيقته الطلب، فإذا عُدي بـ «عن» يعني طلب معرفة المجرور بـ «عن»، وإذا عُدي بنفسه فهو طلب إعطاء الشيء، فالمعنى هنا: يسألونك عن «الحق» الذي في «الأنفال».
وإن إضافة لام الملكية لـ «لله» وعدم إضافتها لـ «الرسول»، فقال تعالى «وَالرَّسُولِ» ولم يقل في هذا السياق و«للرسول»، لبيان أن حق تصرف الرسول في «الأنفال» سيكون بوحي من الله تعالى، لذلك ذُيلت الآية بـ:
* «وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ – إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
٢- «الغنائم»:
«وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ»:
– «فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ»
– «إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
و«الغنيمة»: هي ما يأخذه المحاربون من مال العدو، بقتل أو أسر، أو ما يتركه الناس في ديارهم عند فرارهم بعد ابتداء القتال.
وهنا أضيفت لام الملكية «الاستحقاق» لـ «الرسول»، فقال تعالى «وَلِلرَّسُولِ» لبيان أن للرسول نصيبا في هذه الغنائم.
٣- «الفيء»:
* «وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
و«الفيء»: هو ما يظفر به الجيش من أموال العدو إذا انسحب من غير قتال.
٤- «الأسرى»:
* «مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ (لَهُ أَسْرَى) حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ – تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»
إذن فالآية تحل أخذ «الأسرى» ولكن بعد «الإثخان»، أي بعد التأكد من الانتصار الكامل والتمكن من أرض المعركة:
«لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ – لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»
ثم عقب بقوله تعالى:
* «فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً – وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
وخلاصة القول:
إن مسألة «الاسترقاق» و«ملك اليمين» و«استعباد البشر»، كانت واقعًا مفروضًا على شعوب العالم في عصر التنزيل، لذلك لم ينزل القرآن بتحريمها الفوري، وإنما نزل لتجفيف منابعها حتى تصفيتها.
# وتذكروا:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.
٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.
٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:
* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى