لقد أعجبني قول حكيم: “لو قال لي أحد: إن الدليل على صدق أن الواحد أكثر من الثلاثة هو أن أقلب لك هذه العصا حية، ووجدته فعلا قد قلبها، أمام عيني، فإن ذلك لن يغير من يقيني أن الواحد أقل من الثلاثة، إلا أنني سأتعجب: كيف قلب العصا حية؟!
إن التفاعل بين نصوص “الآية القرآنية”، وآيات الآفاق والأنفس، تفاعل حيّ، لا يثبت بالروايات والأساطير، والعشوائية الفكرية…، وإنما بالعلم، وتفاعله مع التقنيات الحديثة المعاصرة.
إن الإقرار بـ “الوحدانية”، وأن القرآن كلام الله يقينا، وأن محمدا هو النبي الخاتم، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، يفرض على علماء ودعاة المسلمين، أن يخاطبوا الناس بلغة العصر، وبمرجعية “الآية القرآنية”، بعيدا عن منظومة التراث الديني، والفقه المذهبي السلفي.
فما أشده منكرا، أن يحمل الخطاب الديني للناس، في القرن الواحد والعشرين:
– أن مرجعية الإسلام وحيان: وحي إلهي محفوظ (الكتاب)، ووحي إلهي أتاه الباطل (السنة)!!
– أن تفرق المسلمين وتخاصمهم وتقاتلهم يرجع إلى إرادة الله، فلو شاء الله ما فعلوه!!
– أن الإسلام انتشر بالسيف!!
– أن الزانية والزاني يرجموا، والقرآن يقول يجلدوا!!
– أن المرأة مخلوق ناقص، خلقها الله من أجل الاستمتاع، وهي التي أخرجت آدم من الجنة، وإذا مرت بين يدي مصلي، فإنها تقطع صلاته، كما يقطعها الكلب والحمار!!
– أن منابع الرق مازالت موجودة، وأن أسرى الحروب من النساء يعتبرن سبايا (ملك يمين)، يوزعن على الضباط والجنود؟!
وآلاف الفتاوى، التي ينطق بها اليوم أدعياء العلم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
إننا في أشد الحاجة إلى فقه قرآني، يتفاعل مع التحديات العالمية، والمستجدات الحضارية، بلغة معاصرة، تقدم حلولا عملية، بعيدا عن الخطاب الديني المتخلف، الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.