نحو إسلام الرسول

(1512) 20/8/2020 «مقال الخميس» على هامش منشور أمس: «عندما يُدخل علم اللسانيات صاحبه والتابعين له في الضلال المبين»

سألني أحد الأصدقاء:
لقد حدثتنا في منشور الأمس عن رأيك في معنى «أحسن القصص» ولم تنقل لنا ماذا قال د. رشيد الجراح عن «أحسن القصص»؟!
* أقول:
في الحقيقة أنا أعتمد دائما على أن الجادين من أصدقاء الصفحة، يتابعون المصادر التي أشير إلى روابطها، من باب المراجعة والتحقق من أمانة النقل، مع الاطلاع على أصل الموضوع الذي قد أكتفي بالحديث عن فقرة أو مسألة منه.
ذلك أن على أصدقاء الصفحة، والذين يتابعونها عن بعد، أن يعتمدوا على أنفسهم في تحليل ونقد ونقض القراءات الإلحادية لآيات الذكر الحكيم، والتمييز بين المنهجية العلمية والمنهجية العشوائية في تدبر القرآن.
فتعالوا ننقض معًا قراءة د. رشيد الجراح لآيات الذكر الحكيم، وليكن الجزء الأول من قصة يوسف مثالًا على ذلك، والمطلوب منا أن نتابع تسلسل الأفكار وكيف تغيب فجاءة عن ذهنه فيتفرع إلى موضوعات أخرى.
ويحتوي الجزء الأول على «٤١٩٠» كلمة تقريبا، لذلك سأحاول الاختصار دون الإخلال بالمحاور الرئيسة للموضوع، وسيكون هذا المقال طويلا، والصبر جميل، وسأرفق الرابط الخاص بالجزء الأول لمن يريد قراءته كاملًا.
# أولًا:
يسأل د. رشيد الجراح: لم كانت قصة يوسف هي أحسن القصص؟
ثم يجيب: نحن نعتقد أن قصة يوسف هي فعلاً أحسن القصص، ولا يجاريها في الحسن أي قصة أخرى في كتاب الله، ولكن كيف؟ ولماذا؟
وكعادته في دراساته كلها، يلف ويدور، ويذهب يمينًا وشمالًا، ويتفرع إلى مسائل لا علاقة لها بالإجابة على «كيف» و«لماذا»، فيقول:
١- عودة إلى قديم:
حيث يتحدث عن «التنكير» فيقول:
فبالرغم من أن يوسف قد عرف إخوته إلا أنهم كانوا له منكرون: فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ، وجاء التقابل ظاهراً أيضاً في «أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ»، نحن نظن أن نكران الشيء تعني عدم معرفته.
٢- باب المعرفة:
ثم تحدث د. رشيد الجراح حديثًا طويلًا عن الفرق بين المعرفة والعلم، وعن معرفة النبي بالمنافقين، وأن المعرفة تراكمية تزيد وتنقص، ولا تقع في باب العلم.
وأن الصراع الحقيقي لن يكون بين من تحصل على معرفة ومن يتحصل على معرفة أكثر (س مقابل س+1)، بل يجب أن يكون بين من تحصل على المعرفة (هم) ومن تحصل له العلم (نحن).
والسؤال:
ما علاقة موضوع «المعرفة والعلم» بالإجابة على سؤاله السابق عن أحس القصص «كيف ولماذا»، ثم بقوله بعد ذلك تحت عنوان «الدليل»:
«وفي خضم حديثنا ومحاولتنا التفريق بين المعرفة من جهة والعلم من جهة أخرى، استوقفتنا الآية الكريمة التي ترد في بداية سورة يوسف التي تفصّل قصة نبي الله يوسف قرآناً عربياً لقوم يعقلون على وجه الخصوص، قال تعالى «يوسف / ٣»:
* «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ»
٣- ثم يعود إلى «كيف ولماذا»، بعيدا عن كل ما ذكره عن «المعرفة والعلم»، ويسأل:
– لم جاءت هذه الآية في بداية سورة يوسف على وجه التحديد، وهل فعلاً قصة يوسف هي أحسن القصص، وهل هناك مفاضلة في قصص كتاب الله … هل يمكن أن تكون طريقة قص تلك القصة أحسن من طريقة قص القصص الأخرى؟
# ثانيًا:
إن د. رشيد الجراح يدعي أنه لا يعرف في دين الإسلام غير القرآن، فلماذا يتخذ التراث الديني لفرقة «أهل السنة والجماعة» مرجعًا ويقول:
«وبعد أن حاولنا النبش في التراث وجدنا السؤال مطروحاً عند البعض، ولكن ـ الذي قد لا يثلج الصدور – هو أن جلّ الإجابات المطروحة تدور في مضامين ما جاء في أمهات كتب التفاسير».
* أقول:
إن «أمهات كتب التفاسير» عند د. رشيد هي كتب «فرقة أهل السنة والجماعة»، وقد ذكرت ذلك في منشور أمس، وها هو يتخذ تفسير القرطبي مرجعًا له، وينقل منه الخلاف بين أئمة السلف حول معنى «أحسن القصص».
ثم قال: ولمّا كان هذا الكلام لا يروقنا على الأقل لسببين رئيسيين: أولهما أنه مجرد كلام قد «قيل»، وثانيهما أن هذا «القيل» من الكلام لا يثبته الدليل ولا تشده الحجة … إلى اخر ما قال.
والسؤال:
١- إذا كان كل ما نقله د. رشيد عن القرطبي لا يروق له، فلماذا يشغل نفسه به ويُضيّع الوقت في نقله، وهو الذي يدعي أن مرجعيته في «دين الإسلام» هي القرآن وحده؟!
٢- وإذا كانت دراساته تقوم على المقارنة بين ما جاء في القرآن وما جاء في تراث «فرقة أهل السنة والجماعة»، فلماذا لم يذكر د. رشيد الجراح ذلك عند حديثه عن «عقيدته»؟!
٣- ثم تعالوا نتدبر ماذا قال بعد ذلك عن سادته من «أهل الدراية» الذين هم أئمة سلف «فرقة أهل السنة والجماعة»:
ولكنهم – لا شك عندنا – قد أخطئوها، فضلوا الطريق قروناً طويلة، والكلمة التي نظن أنها لم تلق هنا الانتباه الكافي من السادة العلماء أهل الدراية في البداية وأهل الرواية من بعدهم هي مفردة «أَحْسَنَ» نفسها في قوله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، ليصير السؤال الذي كان يجب أن يطرح منذ قرون على النحو التالي:
ما معنى كلمة «أَحْسَنَ»؟!
# ثالثًا:
١- ثم بعد كل ما ذكره د. رشيد الجراح في عشرات الفقرات التي لا علاقة لها بالإجابة على السؤال السابق، إذا به يُخْرِج لنا من جعبته المعرفية ما لم يقل به أحد من أئمة وفقهاء اللغة العربية، فيقول:
رأينا: نحن نظن أن مفردة «أَحْسَنَ» تعني الوصول إلى مرحلة الاكتمال، فهي – في ظننا – يجب أن تفهم من باب إجراء التحسينات أو إدخال التعديلات … ثم يضرب مثالا على ذلك بصناعة السيارات وتطويرها بإجراء التحسينات وإدخال الإضافات، ثم يقول:
ومن هذا الجانب نحن نفهم قوله تعالى «السجدة / ٧»:
* «الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ»
* أقول:
وفق المثال الذي ضربه د. رشيد الجراح لبيان معنى كلمة «أَحْسَنَ»، والذي عليه فهم الآية «الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ»، فإن هذا يعني أن كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ الله تعالى قد مر بمراحل من التحسينات والتعديلات إلى أن اكتمل الخلق.
٢- ثم إذا به بعد ذلك يهدم كل الذي قاله سابقًا ويقول:
فمادام أن الله قد أحسن كل شيء خلقه، فيستحيل إذاً إجراء إضافات أو تعديلات على خلق الله، لأن الله هو أحسن الخالقين، وأتى بالآيات التي تفيد ذلك.
٣- ثم يعود د. رشيد إلى الفهم الأول لمعنى «أَحْسَنَ»، وهو أن كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ الله قد مر بمراحل من التحسينات والتعديلات إلى أن اكتمل الخلق، ويؤكد فهمه هذا باستخدام كلمة «أصبح» فيقول:
ولما كان خلق الله قد «أصبح» أحسن الخلق، وانعدمت احتمالية إجراء التحسينات على ذلك الخلق، فإن ذلك الخلق يمكن أن يتراجع إلى الوراء ولكنه لن يتقدم إلى الأمام قيد أنملة.
٤- ثم يستيقظ د. رشيد من غفلته، حتى لا يظن ظان أن الذي قاله سابقًا يعني أنه يتبنى نظرية داروين في النشوء والارتقاء، ويقول إن خلق الإنسان جاء منذ اللحظة الأولى في أحسن تقويم.
وأنه يرى الصورة معاكسة لنظرية داروين، واحتمال أن تكون سلالات القرود قد انحدرت من الإنسان، ويستشهد بقول الله تعالى «البقرة / ٦٥»:
* «وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ»
وبقول الله تعالى «المائدة / ٦٠»:
* «وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ»
وقول الله تعالى «الأعراف / ١٦٥-١٦٦»:
* «فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ – فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ»
٥- يظن د. رشيد الجراح أن القردة والخنازير سلالات انحدرت من الإنسان، والذي جعله يظن ذلك أنه لا يؤمن بوجود «مجاز» في القرآن، ويعتبر أن قول الله تعالى «قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ» جاء على سبيل الحقيقة وليس المجاز.
* أقول:
عندما يقول الله تعالى:
«وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ»
«العذاب البئيس»: هو العذاب الشديد الذي لا رحمة فيه.
ثم يقول الله تعالى بعدها إن هذا العذاب البئيس قد أصاب «الَّذِينَ ظَلَمُوا» الذين قال لهم الله تعالى:
«فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ – قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ»
فإن السؤال الذي سيفرض نفسه:
إن «الَّذِينَ ظَلَمُوا» عندما يتحوّلون إلى «قردة» لا يبقى لهم فَهْمٌ ولا علم بما نزل بهم من عذاب شديد لا رحمة فيه، والمفروض أن هذا العذاب نزل ليشعروا به، ويكون عبرة للناس من حولهم، لقول الله تعالى في الآية «البقرة / ٦٦» التي لم يأت بها د. رشيد:
«فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ»
فهل كان الله تعالى في حاجة إلى تحويل «الَّذِينَ ظَلَمُوا» إلى «قردة» ليذوقوا هذا العذاب الشديد؟!
# خامسًا:
١- ثم يتحدث د. رشيد عن «الحسن» و«الأحسن»، وعن «فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا»، وذلك من باب «التفضيل» الذي ليس هو الباب الصحيح للدخول إلى الفهم الواعي لقول الله تعالى:
«نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ»
ثم يترك الحديث عن الفهم الواعي لـ «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» ويذهب يتحدث حديثا طويلًا عن «الأحسن» بمعنى «الأفضل»، ويُسقط ذلك على شروط الدعوة إلى الله، وما يجب على الدعاة فعله.
ومن موضوع الدعاة إلى قصة سليمان، عليه السلام، وماذا كانت تفعل الشياطين لسليمان، ثم حديث مطول عن التماثيل.
٢- ثم نأتي إلى المصيبة العقدية الكبرى، حيث ينفي د. رشيد الجراح أن يكون عيسى، عليه السلام، إنسانًا مثلنا، بدعوى أن الإنسان يأتي من ذكر وأنثى:
* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»
فأين – يا ترى – هو الذكر الذي خلق منه عيسى بن مريم ليكون إنسان مثلي ومثلك؟!
ثم يستغفل قلوب الغافلين، حتى لا يُتهم بأنه يروج لعقيدة النصارى، وينكر أن يكون المسيح ابن الله، ثم يقول:
فنحن نظن أن دعوى علماء المسلمين في عيسى بن مريم هي أيضاً إفك مفترى، فنحن نتحدى أن يقدم لنا أي مسلم، سواء كان من أهل الدراية أو من أهل الرواية، دليلاً واحداً من كتاب الله يثبت أن عيسى بن مريم هو إنسان، أي من جنس الناس.
* أقول:
(أ): يقول الله تعالى:
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»
فهل أرسل الله عيسى إلى بني إسرائيل؟!
«وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم»
إذن فهو رجل كسائر الرجال.
(ب): يقول الله تعالى:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ – خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ – ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»
إذن فـ «عيسى» بشر مثل «آدم» لقول الله تعالى:
«إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ – فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»
(ج): يقول الله تعالى على لسان مريم:
«قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ – قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ – إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»
إذن فعيسى – عليه السلام – ولد لمريم مخلوق، ونسبه البشري يعود إلى أمه، كما ورد في القرآن:
«يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ»
(د): ألم تضع مريم ولدها عيسى بعد مخاض، وجاءت به قومها تحمله:
«فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ … فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ»
(هـ): ألم يبيّن الله تعالى أن عيسى وأمه كانا يأكلان الطعام:
«مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ – إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ – وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ – كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ»
# سادسًا:
ثم بعد هذه الجولة العشوائية الإلحادية الدينية، التي لا علاقة لها بمنطق علمي ولا دين إلهي، يسأل د. رشيد الجراح:
ولكن ما علاقة ذلك كله بقصة يوسف؟ أي لم كانت قصة يوسف هي أحسن القصص؟
ثم يجيب بما يعرفه تلميذ الإعدادية من أن قصص الأنبياء جاءت موزعة على سور القرآن، باستثناء قصة يوسف، عليه السلام، التي جاءت مجمعة في سورة واحدة.
* أقول:
إن الآية الأخيرة من سورة يوسف، تهدم كل ما ذكره د. رشيد الجراح عن معنى «أحسن القصص»، وتؤكد المعنى الذي ذهبنا إليه في منشور أمس، وكذلك معنى «أحسن» في قول الله تعالى:
* «وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم»
أي أن القرآن «أَحْسَنَ» ما أنزله الله على الناس، وليس معناها أن هناك آيات غير حسنة، وآيات حسنة، وآيات أحسن … وهذه الآية هي:
* «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ»:
أي في قصص الأنبياء كلهم.
– «عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ»
– «مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى»
أي أن الحديث عن قصص الأنبياء «مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى»، وفي ذلك إشارة إلى أن قصص الأنبياء التي وردت في القرآن هي «أَحْسَنَ الْقَصَصِ».
رابط الجزء الأول من قصة يوسف على موقع د. رشيد الجراح:
@ # وتذكروا:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.
٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.
٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:
* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى