نحو إسلام الرسول

(149) 18/3/2014 (“يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ” / “يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي”)

ماذا قدمت لدنياك؟ّ! وماذا قدمت لآخرتك؟!
كثير من الناس، يعيشون أسرى مؤامرة التزيين والإغواء الشيطانية (لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).
وكثير من المسلمين أعطوا ظهورهم للسلاح الوحيد الذي يبطل مفعول هذه المؤامرة الشيطانية، وهو سلاح إخلاص العبودية لله تعالى (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ).
إن “الإسلام” منظومة منهجية وحياتية متكاملة، فإذا استطاع الشيطان اختراق هذه المنظومة الحياتية المتكاملة، وتحويلها إلى منظومة إيمانية فكرية دعوية فقط، فإن هذا معناه أن سلاح إخلاص العبودية، (المانع) لهذا الاختراق، أو (المقاوم) له، لم يكن فاعلا!! ولقد نجح الشيطان في الحالتين.
ولقد بيّن الله تعالى للناس أن معركتهم مع الشيطان قائمة إلى يوم الدين (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)، فهل أعد المسلمون العدة لهذه المعركة؟!
لقد نجح الشيطان في إغواء المسلمين، وتزيين أعمالهم، تحت شعار (العمل عبادة)، بل ونجح في أن تصبح حياة المسلمين إيمانية فكرية دعوية، لا علاقة لها بالمفهوم القرآني لمعنى العبادة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، فأصبحوا خارج دائرة (العبودية) الخالصة لله تعالى!!
ونجح الشيطان في أن تتشرب قلوب المسلمين عقيدة من قال “لا إله إلا الله” دخل الجنة (وإن دخل جهنم فترة) فأعد المسلمون أنفسهم لاحتمال دخولهم جهنم (مش مشكلة)، المهم ندخل الجنة في النهاية…، ولو دخلوا جهنم ما خرجوا منها: “فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)”!!
لقد تحول مفهوم (العمل الصالح) ليشمل كل عمل يقوم به المسلم، باعتبار أن كل من ولد مسلما تكون أعماله كلها عبادة…، فضيّع الشيطان العبادة، وأفسد العمل، ومزّق الأمة!!
انظر إلى حياتك اليومية، واسأل نفسك عند النوم:
ماذا قدمت اليوم لدنياك، وماذا قدمت في دنياك (من الناحية العملية) للإسلام، غير الصلوات الخمس؟! ثم ضع نسبة مئوية لما قدمت في الحالتين، وحاسب نفسك على هذا الأساس، بشرط ألا تعتبر ما قدمت لدنياك داخل نسبة ما قدمته للإسلام، إلا إذا انطلق من منظومة الإسلام الحياتية المتكاملة، التي جاء القرآن ليقيمها بين الناس سلوكا عمليا!!
القضية أبسط مما تتصور: مُدخلات (دنياك) > مُخرجات (آخرتك)

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى