نحو إسلام الرسول

(1487) 16/7/2020 «مقال الخميس» «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ – إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»

# أولًا:
ماذا يعني «الفسق» ومن «الفاسق»؟!
أصل الفسق خروج الشيء من الشيء على وجه الفساد:
فَسَقَت الرُّطَبة: إذا خرجت من قشرها، أي من غلافها الخارجي الذي يحميها.
وكل شيء خرج عن أصله، المقرر له حسب ما أمر الله، فقد فَسَقَ.
و«الفاسق» في دين الله هو الخارج عن أمر الله وطاعته، بداية بإبليس:
* «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ»:
– «فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ»
– «كَانَ مِنَ الْجِنِّ»
– «فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ»
ولذلك كان الحكم بغير ما أنزل الله فسقًا:
* «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ – فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
ولن يتقبل الله العمل الصالح لمنافق لأنه فَسَقَ عن أمر ربه:
* «قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً – لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ – إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ»
والذين يرمون المحصنات دون دليل فاسقون:
* «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ – ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ – فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً – وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً – وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
والذين نسوا الله فاسقون:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»
– «اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ»
– «وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»
– «وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ»
– «أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
والسؤال:
ما العلاقة بين نهي التحريم المتعلق بنسيان الله:
* «وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ»
والنهي الوارد في قوله تعالى مخاطبًا رسوله محمدًا والمؤمنين:
* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»؟!
إن العلاقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء:
لقد فسق المسلمون عن أمر ربهم، بتفرقهم في دين الله، «فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ»، وانظر أمامك، وخلفك، وحولك.
إن «الفسق» من أخطر الأمراض «القلبية» التي لا يشعر بها الإنسان إلا بعد تمكنها من جسده، كالسرطان، ومثال ذلك:
«البلح»: الذي يُترك فترة، فإذا بلونه يتغير تدريجيًا، حتى يصبح «رطبًا» يسهل نزع قشرته لأنها فسقت، أي انفصلت عن أصلها.
# ثانيًا:
يقول الله تعالى «الزخرف / ٥٤»:
* «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ – إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»
١- لماذا استخف «الفرعونُ» قومَه؟!
إن الاستخفاف لا يكون لذات «القوم»، وإنما لآليات عمل قلوبهم: آليات التفكر والتعقل والتدبر …، وجاء بالضمير «هـ» المتصل بفعل الطاعة «فأطاعوه» مفعول به، بمعنى فأطاعوا أمره على الفور، والسبب: «إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ».
إذن الأزمة والمصيبة الكبرى تكون دائما في التابعين «القوم»، وليست في المتبوعين «الفرعون»، وهي أزمة عالمية تشمل جميع مجالات الحياة، السياسية والاقتصادية والدينية …، حيث ألفت القلوب الاتباع الأعمى.
٢- ولقد كانت أزمة «الفرعون» أزمة دينية، فتعالوا نلقي بعض الضوء على السياق من أوله:
(أ): يقول الله تعالى «الزخرف / ٤٦»:
* «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ – فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ»
فاعلموا أيها المسلمون، أتباع رسول الله محمد:
أنه لا إيمان ولا إسلام، منذ أرسل الله الأنبياء والرسل، دون الإقرار بصحة نسبة «الآيات» التي أيد الله بها رسله، إلي الله تعالى «أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا».
فهل دخلتم في «دين الإسلام» بناء على إقراركم العلمي بصحة نسبة «الآية القرآنية العقلية» إلى الله تعالى، أم بناء على ما وجدتم عليه آباءكم؟!
(ب): يقول الله تعالى «الزخرف / ٤٧»:
«فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ»
والسؤال:
ما الفرق بين ضحك «فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ» من الآيات البيّنات التي أيد الله بها موسي، عليه السلام، لأنها كانت «آيات حسية» يشاهدونها بأعينهم فسخروا منها.
وبين إعطاء المسلمين ظهورهم لـ «الآية القرآنية العقلية» التي تشاهدها القلوب بآليات التفكر والتعقل والتدبر…، والتي يستحيل فهم نصوصها إلا إذا كانوا على علم بالغة العربية التي نزلت بها وبأساليبها البيانية البلاغية؟!
(ج): يقول الله تعالى «الزخرف / ٤٨»:
* «وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا – وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»
والسؤال:
لقد أخذ الله تعالى آل فرعون بالعذاب، كالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم … «لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» إليه ويتبعون رسوله موسى، بعد ما شاهدوا «الآيات الحسية» بأعينهم.
فهل بعد ما أصاب العالم «فيروس كورونا»، انتبه المسلمون إلى أنه «عذاب إلهي»، فكانوا أول الناس يرجعون إلى الله ويعيدون النظر في أحوال معيشتهم التي أصبح يحكمها «الإغواء الإبليسي»؟!
(د): يقول الله تعالى «الزخرف / ٤٩-٥٠»:
* «وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ – ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ – إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ»
لقد كانوا يعتقدون أن موسى، عليه السلام، «ساحرٌ»، ومع ذلك ادعوا أنهم سيهتدون إذا كشف الله عنهم العذاب، فماذا حدث بعد أن كشف الله عنهم العذاب؟!
* «فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ»
ولا تنسوا أن المحور الأساس لهذه الآيات هو «الآيات البيّنات» التي تثبت صدق «نبوة» الرسل، حتى لا يخرج على الناس كل يوم من يدّعي «النبوة» وأنه «المهدي المنتظر» الأحدث!!
فأراد «الفرعون» أن يُبعد الناس عن الآيات الدالة على صدق «نبوة» موسى، بادعاء أنه الذي يملك كل النعم التي يعيشون فيها.
(هـ): يقول الله تعالى «الزخرف / ٥١-٥٢»:
* «وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ – قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ – وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي – أَفَلاَ تُبْصِرُونَ»
ثم عقد «الفرعون» مقارنة بينه وبين «موسي» فقال:
* «أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ»
ونلاحظ أن وصف «الفرعون» لموسى بأنه «لاَ يَكَادُ يُبِينُ» كان قبل دعوة موسى ربه «طه / ٢٧-٢٨»:
* «وَاحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِي يَفْقَهُواْ قَوْلِي»
التي استجاب الله لها فقال تعالى «طه / ٣٦»:
* «قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى»
(ز): يقول الله تعالى «الزخرف / ٥٣»:
* «فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ – أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ»
وهنا يُنهي «الفرعون» عملية «غسيل المخ» واستخفاف قلوب قومه العاقلة، بمقارنة أخيرة تتعلق بـ «مظاهر الملك»، وأن الله لم يمد موسى بما يتحلى به الملوك من ذهب، ولم يرسل معه الملائكة كـ «الحاشية» التي تكون في صحبة الملوك دائما.
ولقد كانت نتيجة عملية «غسيل المخ»:
* «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»
# ثالثًا:
ويستمر مسلسل «الاستخفاف الفرعوني» بقلوب المسلمين، وتستمر عملية «غسيل المخ الإبليسي» والطاعة الفورية للمستخفين «المتبوعين»، والضحايا هم الجُهّال «التابعون» بغير علم.
فعلى سبيل المثال:
كم عدد المسلمين الذين فتنوا ببدعة أن جميع الملل والنحل ستدخل الجنة إذا حققت ثلاثة شروط:
«الإيمان بالله – واليوم الآخر – والعمل الصالح»؟!
والجواب: الكثير.
فتعالوا نثبت بالبراهين القرآنية أن من اعتمد على هذه الشروط الثلاثة فقط سيدخل «جهنم» وليس «الجنة»:
١- إن «التقوى» شرطٌ لدخول الجنة، يقول الله تعالى:
* «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»
إذن فشروط دخول الجنة أصبحت:
«تقوى الله – الإيمان بِالله ورسله – اليوم الآخر – والعمل الصالح»
٢- ويقول الله تعالى:
* «قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ – لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ – خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»
إذن فشروط دخول الجنة أصبحت:
«الصبر – تقوى الله – الإيمان بِالله ورسله – اليوم الآخر – والعمل الصالح»
٣- ويقول الله تعالى:
* «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ – يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ»
إذن فشروط دخول الجنة أصبحت:
«الطاعة المطلقة لله – الصبر – تقوى الله – الإيمان بِالله ورسله – اليوم الآخر – والعمل الصالح»
٤- ويقول الله تعالى:
* «إِلَّا مَنْ تَابَ – وَآمَنَ – وَعَمِلَ صَالِحًا – فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
ذلك أن «الإصرار على فعل السيئة» يُخرج المسلم من ملة الإسلام، لتصبح شروط دخول الجنة هي:
«التوبة الفورية من كل ذنب – الطاعة المطلقة لله – الصبر – تقوى الله – الإيمان بِالله ورسله – اليوم الآخر – والعمل الصالح»
٥- ويقول الله تعالى:
* «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ – وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى – فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»
واتباع «الهوى» مصيبة المصائب العقدية:
* «أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً»؟!
لتصبح شروط دخول الجنة هي:
«عدم اتباع الهوى – التوبة الفورية من كل ذنب – الطاعة المطلقة لله – الصبر – تقوى الله – الإيمان بِالله ورسله – اليوم الآخر – والعمل الصالح»
وهناك عشرات الشروط التي يستطيع المتدبر للقرآن أن يضيفها إلى ما سبق، ويضع جميعها في عين كل ملحد غبي، يدعي أن جميع الملل والنحل ستدخل الجنة إذا حققت هذه الشروط فقط:
«الإيمان بالله – واليوم الآخر – والعمل الصالح»
إن منظومة «الاستخفاف» الفرعوني «الديني»، التي نراها كل ثانية من الزمن على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تشق طريقها إلى قلوب المسلمين إلا لأنها قلوب فسقت عن أمر ربها.
ادرسوا جيدا «المنهجية العلمية» التي ينطبق منها أي كاتب قبل أن تسجلوا له إعجابكم، لأنكم ستسألون يوم القيامة عن هذا الإعجاب.
ولا تضعوا كل من ادعى أنه لا يتبع غير القرآن في سلة واحدة، فأرى اسمي أحيانًا بين مجموعة من القرآنيين من قام بترشيحهم لا يعلم شيئًا عن توجهي الديني، فعندما قال له أحد الأصدقاء ذلك، كان رده: المهم كلهم يكفرون بالتراث الديني!!
إنها حقا مصيبة المصائب العقدية، فتوجهي «نحو إسلام الرسول» لا يوجد أحد على هذه الأرض، يشاركني في القواعد والأصول التي قام عليها هذا التوجه، والأدوات التي يحملها لفهم القرآن، وفي مقدمتها «منظومة التواصل المعرفي».
وهذه ليست المرة الأولى التي أبيّن فيها تفرد التوجه «نحو إسلام الرسول» بـ «منهجية علمية» لا يشاركه فيه أحد إلى يومنا هذا، فقد أشرت إلى ذلك في كثير من المنشورات وطلبت من الأصدقاء أن يبحثوا عن أحد يشترك معي في هذه المنهجية فلم يجدوا أحدا.
* وتذكروا:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.
٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.
٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:
* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى