نحو إسلام الرسول

(148) 17/3/2014 (من أصول النقد العلمي)

من الخطر الكبير، على “الإسلام” والمسلمين، أن يعطي المسلم رأيه في مشروع فكري [إسلامي أو غير إسلامي] دون دراسة واعية للمنهج الذي أقام عليه صاحب المشروع مشروعه، والأدوات التي استخدمها لتحقيق أهدافه.
من أصدقاء الصفحة من يُعجبون بالمنشور الذي يوافق توجهاتهم الفكرية، فقط لا غير، والغريب أن الموضوع إذا كان على جزئين، أراهم يُعجبون بالجزء الأول ولا يعجبون بالثاني، مع أن الثاني نتيجة للأول!! فإن كان هذا حقهم، فإن الذي ليس من حقهم، أن ينتقدوا شيئا دون استيعاب كامل للأصول التي أقام عليها الكاتب مشروعه الفكري، والأدوات التي استخدمها لتحقيق أهدافه!!
ولقد ظهرت هذه الأزمة الفكرية بصورة جلية بعد نشر مقال “الإرادة الشعبية، وسنن التغيير”، فهناك من ظن أن القلم خانني “هذه المرة”، لأن المنشور جاء مخالفا لتوجهه الفكري!! لذلك لزم البيان والتوضيح.
أولا: أنا لست سياسيا، ولا أعمل في مجال السياسة، وعندما أعيش في دولة لا يرفع أفرادها راية “الإسلام” لا أتحدث، ولا أتفاعل مع أي حدث له علاقة بسياسة هذه الدولة، سواء انقلب الشعب على الدولة، أو انقلبت الدولة على الشعب!!
أما عندما أعيش في دولة يرفع أفرادها راية “الإسلام”، ولها دستور ينص على أن دين الدولة هو “الإسلام”، واستطاعت التيارات الدينية أن تصل إلى حكم هذه الدولة…، هنا أشعر بواجبي الشرعي أن أنهى عن هذا المنكر [طبعا من وجهة نظري]، والذي حذرت منه في عدة مقالات، بعد أن فاحت رائحة “الفتن الكبرى”، في النصف الأول من يناير 2011، وهذه المقالات منشورة على موقعي.
ومن هذه المقالات: مقال: “الدولة المدنية والمرجعية الدينية”، حيث قلت:
“إنه من الخطر الكبير، أن نرفع شعار “الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية”، مستغلين عاطفة الشعب الدينية، التي دفعته أن يقول “نعم” للإسلام، وليس لهذه المرجعيات الدينية المذهبية، التي لا يعلم عن تاريخ صراعها الديني والسياسي شيئا!!”
وفي مقال بعنوان “جمعة الشريعة الإسلامية” قلت:
“إن ما حدث يوم الجمعة [29-7-2011] من رفع التيارات “الدينية المذهبية” شعار مليونية المطالبة بتطبيق “الشريعة الإسلامية”، ينذر بخطر عظيم، يهدد مستقبل المسلمين، ويشوه صورة “الإسلام” أمام العالمين. ذلك أن كل من خرجوا إلى هذه “المليونية”، استجابة لدعوة أئمتهم، لا يعلمون شيئا عن حقيقة هذا الشعار الذي يرفعونه!!”. انتهى
إنني كمسلم، أملك من أدوات البحث العلمي ما يمكني من الدفاع عن “الإسلام” بمنهجية علمية، يحق لي أن أستخدم نفس الأسلوب الذي اتبعه أهل الباطل، وذلك لأسقط حجيتهم.
فعندما قالوا: “إن العبرة بالصندوق”، قلت لهم، في هذا المقال: “إذا كانت الديمقراطية هي الصندوق، والصندوق يمثل الإرادة الشعبية، فلماذا يتشنج البعض عندما تغير الإرادة الشعبية ما جاء به الصندق؟!”
والحقيقة أنا لا مع “الصندوق”، ولا مع “الإرادة الشعبية”، ولا مع “الانقلاب العسكري”، ولا مع أي مصطلح سياسي ظهر خلال هذه الفترة، فأنا لا أعمل في “المطبخ السياسي”، المحلي أو العالمي، لأكون مع أو ضد!!
أما عن الدماء التي سُفكت، فإن الذي يتحمل مسئوليتها أمام الله هو من سفكها، أو أمر بسفكها!! ولقد نهانا القرآن أن نقول ما ليس لنا به علم:
“وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”
إنني مع “سنن التغيير”، وهذه هي التي أعلمها جيدا، وهذا ما لم يدركه من انتقدوا هذا المقال، على الرغم من أني قلت فيه:
“إن سنن التغيير، قوانين إلهية، تعمل في هذا الكون، ولا علاقة لها بعقائد الناس، ولا بتوجهاتهم الدينية أو السياسية، من أخذ بها أعطته على قدر ما أخذ!!”!!
وقلت: “إن المسلمين لم يأخذوا بسنن النصر، وأخذ بها غيرهم، فأعطتهم ثمار ما أخذوا”!!
لقد كانت الدولة، ونظامها، وجميع مؤسساتها، في يد من رفعوا راية “الإسلام”، وكان بإمكانهم تطبيق “الشريعة الإسلامية” من أول يوم، فلماذا لم يفعلوا؟! ولماذا ذهب من أيديهم كل هذا؟!
أرى أن الله تعالى لم يمكنهم من الاستمرار في حكم البلاد، لأنه سبحانه وعد ألا يمكن إلا للدين الذي ارتضاه للناس، وهم قد أساؤوا إلى الدين الإلهي، وإلى المسلمين!!
إن “سنن التغيير” ماضية لن تتوقف، وللأسف الشديد كثير من المسلمين لا يعلمون شيئا عنها، وهل هي تعمل لهم أم عليهم!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى