هذه مجرد عينة من آثار «شرك التفرق في الدين»، الذي جعل المُصرّين على التعايش معه، يقبلون ما يستحيل أن يقبله عقل سليم، يعلم منطق وأصول البحث العلمي.
لقد نسب الرواة إلى رسول الله بعد موته روايات ما أنزل الله بموضوعها من سلطان، أفسدوا بها تدين المسلمين، وأسعدوا بها قلوب الملحدين، فإذا بحثنا عن أصلها في عصر التنزيل لم نجد شيئًا.
لقد نسب الرواة إلى رسول الله آلاف الأحاديث لترهيب المسلمين، بعد أن وجدوهم يضيّعون كثيرًا من الفرائض وفي مقدمتها المحافظة على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وحرق بيوت الذين لا يُصلون مع الجماعة في المسجد.
ولنا أن نتخيل، إلى مدى وصل التغييب العقلي الإيماني بمن أصبحوا نجومًا يقتدي بهم الالاف، فيقبل صاحب الفيديو المرفق رواية من الروايات التي تتحدث عما يحدث للميت بعد دخوله القبر، ويجهر بها إعلاميًا ولا يستحي ويقول عند الدقيقة «٢»:
– «يأتي الملكان فيجلسان العبد … وقد يكون الجلوس معنوي»
– «يقول الميت للملكين: اتركاني فقد كادت صلاة العصر أن تفوتني»
ومعلوم أن بمفارقة النفس للجسد عند الموت، انقطعت صلة الميت بالدنيا والدين.
ولكن ماذا نقول لنجوم السلفية المخابيل؟!
وماذا نقول للقرآنيّين الملحدين، الذين لا يختلفون عن السلفيّين إلا في الاسم، ذلك أنهم من حيث منهجية التفكير سواء:
فإن كان السلفيّون قد أشركوا بالله بتفرقهم في الدين، واتخاذهم مصادر تشريعية ما أنزل الله بها من سلطان.
فـ «القرآنيّون الملحدون» قد أشركوا بالله باتخاذهم الهوى إلهًا نتيجة جهلهم بكيفية التعامل مع القرآن، هذا الجهل الذي جعلهم يتبعون قراءة شحرور الإلحادية لآيات الذكر الحكيم، التي تدخل الناس جميعًا الجنة بـ «الإيمان والعمل الصالح» ولو كفروا بنبوة رسول الله محمد!!
وطبعا انتم فاكرين «الولد البالغ الرشيد»، الذي دائما يكون في خلاف مع والده القرآني الملحد، الذي عندما سمع من والده أن «الإيمان والعمل الصالح» يكفيان لدخول الجنة.
جاء له بقائمة من الآيات تحمل «الإيمان والعمل الصالح» بالإضافة إلى فرائض أخرى كثيرة، وقال لوالده: اقرأ هذه الآيات … فسكت الوالد «كعادته».
«فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ – وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
محمد السعيد مشتهري